تقدّم غير مسبوق للقوات الكردية في عين العرب

20 يناير 2015
غارات التحالف ساعدت القوات الكردية بالتقدم (أريس ميسينيس/فرانس برس)
+ الخط -
تمكّنت قوات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، التي تقاتل قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من تحقيق تقدم غير مسبوق لها على جبهات القتال في مدينة عين العرب (كوباني)، منذ هجوم "داعش" على المدينة ذات الغالبية الكردية في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، بحيث تمكنت قوات "حماية الشعب" من السيطرة على هضبة مشتى نور الاستراتيجية الواقعة جنوب شرق عين العرب (كوباني) مباشرة، والتي تشرف على خطوط إمداد التنظيم إلى مناطق سيطرته في المدينة.

 وكانت قوات "حماية الشعب" الكردية قد وصلت إلى هضبة مشتى نور صباح أمس، الإثنين، بعد معارك عنيفة مع قوات "داعش"، التي اضطرت إلى الانسحاب من مناطق سيطرتها جنوب المدينة بعد هجوم القوات الكردية عليها مع منتصف الليلة السابقة، والذي نتج عنه خسارة التنظيم عدداً من عناصره، وسيطرة القوات الكردية على إحدى آلياته الثقيلة.


وكان قائد قوات "حماية الشعب" الكردية، عصمت شيخ حسن، قد أعلن أنّ قواته سيطرت على هضبة مشتى نور الاستراتيجية، التي تشرف على الأحياء الجنوبية من مدينة عين العرب (كوباني)، بعد تمكنها من تنفيذ عملية نوعية ضد قوات "داعش" ليل يوم الأحد. وأكد شيخ حسن أن قواته أحكمت السيطرة النارية على طرق إمداد داعش نحو عين العرب (كوباني) من الجهتين الجنوبية والشرقية.
وفي السياق نفسه، أوضح الناشط جيفارا نبي، لـ"العربي الجديد"، أن جميع أطراف تلة مشتى نور المطلة على مدينة عين العرب (كوباني) أصبحت تحت سيطرة قوات "حماية الشعب" الكردية منذ فجر أمس، منوهاً إلى أن القوات الكردية كانت قد جهزت نفسها للسيطرة على التلة الاستراتيجية منذ الخامس عشر من الشهر الجاري، إلا أن سوء الأحوال الجوية قد أخر العملية إلى مساء يوم الأحد.

وأوضح "المرصد السوري" لحقوق الإنسان، في بيان حول التطورات الأخيرة في المدينة، أن مناطق سيطرة "داعش" في المدينة انحسر  لنحو 15 في المائة من مساحتها فقط، بعدما كان التنظيم يسيطر على نحو ثلثي مساحة المدينة في بداية هجومه عليها منذ ما يناهز الثلاثة أشهر. واقتصرت سيطرة "داعش" في المدينة على مناطق محدودة في الأحياء الجنوبية والجنوبية الشرقية منها، بحسب المرصد، في مقابل سيطرة قوات "حماية الشعب" الكردية على معظم مناطق المدينة الشمالية والغربية ومناطق وسط المدينة، كسوق الهال والبلدية وساحة الحرية، التي شهدت على مدار الشهور الماضية اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وقد ساهمت غارات طيران التحالف الدولي شبه اليومية على نقاط تمركز "داعش" في المنطقة، في إضعاف قواته على جبهات القتال في المدينة، وتكبيده خسائر فادحة في العتاد والأفراد، إذ شنّ طيران التحالف مئات الغارات الجوية ضدّ قوات "داعش" في المدينة، منذ انطلاق حملته في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

وأسهم دخول قوات البشمركة الكردية التابعة لحكومة كردستان العراق على خط المواجهة في دعم قوات "حماية الشعب" الكردية في معركتها ضد التنظيم، حيث دخلت حتى الآن إلى عين العرب ثلاث دفعات من قوات البشمركة عبر الحدود السورية التركية قادمةً من إقليم كردستان، الأمر الذي زاد من الضغط على قوات "داعش".
كما كان لحيازة قوات البشمركة للأسلحة الثقيلة وقطع مدفعية الميدان دور أساسي في الضغط على قوات "داعش"، التي فشلت في حسم المعارك لصالحها بالرغم من استخدامها عشرات السيارات المفخخة.

في المقابل، ردّ تنظيم "داعش" على تقدم قوات "حماية الشعب" الأخير في هضبة مشتى نور بقصف المناطق، التي تسيطر عليها القوات الكردية في الأحياء الغربية والشمالية من مدينة عين العرب (كوباني) بقذائف الهاون والمدفعية، في الوقت الذي سارعت فيه  قوات البشمركة للردّ بقصف مضاد بصواريخ الكاتيوشا على نقاط تمركز "داعش" جنوب المدينة، بحسب مصادر ميدانية.
المساهمون