تقدم نحو المساواة الجندرية في الجامعات

12 فبراير 2019
فجوة "STEM" كبيرة جداً (سيرغي سافوستيانوف/ Getty)
+ الخط -
ينطلق تقرير لموقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الأكاديمي المتخصص من واقعة أنّ 17 فقط من أصل 81 مؤسسة جامعية في إسبانيا، تقودها نساء، سبع منها مؤسسات عامة وعشر خاصة، ليشير إلى أنّ التشجيع على استخدام اللغة الدامجة للنساء، وغرس السياسات المناهضة للعنف الجندري في الأحرام الجامعية، يمكن أن يؤديا إلى تغيير مجتمعي أوسع بكثير.

في هذا الإطار، من المقرّر أن تستضيف مدينة مالمو السويدية، في مايو/ أيار المقبل، "مؤتمر رئيسات الجامعات" السادس، ما سيمثل فرصة مهمة لتحليل التعليم العالي من منظار نساء يقدن الجامعات في بلدان مختلفة من القارة الأوروبية. وسيركز المؤتمر الذي يحمل هذا العام عنوان "الاستجابة للتحديات الناشئة: الممارسات الأفضل للنساء القائدات في التعليم العالي" على دور النساء عموماً في هذا القطاع. وهو ما يعني تغيير بعض القوالب النمطية السائدة حول المرأة، وتوحيد فكرة أنّ مساهمتها الأكاديمية لا بدّ من أن تكون على قدر المساواة مع الرجل، وغاية ذلك خلق قاعدة ثقافية جديدة.

يشير التقرير إلى أنّ المطلوب أكثر تعزيز هذه المعايير ورعايتها منذ التعليم الأساسي والثانوي وصولاً إلى الجامعات ومن بعدها المناصب الوظيفية، والسعي للوصول إلى وقت لا تبقى فيه النساء محكومات باختصاصات محددة ومجالات مهنية بعينها، وهي التي يدلّ عليها ما يعرف باسم "فجوة ستيم"، وهي مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، المخصصة للذكور تاريخياً، في معظم الأحيان.



النقص الكبير في عدد النساء اللواتي يتخصصن في هذه المهن يثير التساؤلات حول الأسباب، التي قد تشكل مزيجاً كبيراً ومتداخلاً، وقد يكون المؤتمر المقبل أحد ميادين عرضها، لكنّ الأساس، الذي لا جدال حوله، هو أنّ هذا النقص يحرم المجتمع عموماً من ثروة بشرية استثنائية، ومن ذكاء عاطفي مشهود له، ومن مواهب فكرية. ومن الجدير بالذكر أنّ العديد من النساء في مجالات التكنولوجيا والرياضيات والعلوم انقطعن عن العمل بسبب عوائق وهمية واجهت مسيراتهن.

بالإضافة إلى ذلك، حرمت نساء كثيرات من الاعتراف المهني المتكافئ الذي يستحققنه، وهو واقع من بين أسباب رئيسة عدة لإقبال نساء قليلات على الدراسة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فالنظام التعليمي يوجههن منذ سنّ مبكرة، ربما، في اتجاه مهن أخرى أكثر "أنوثة".

المؤتمر المقبل سيواصل التركيز على هذه النقاط، بزخم أكبر هذا العام.
المساهمون