تقدم عراقي بمعارك الرمادي وبيجي... وإذاعة لأهالي مناطق "داعش"

عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
19 أكتوبر 2015
9C67D84C-B8C7-4D34-81A5-BDC5E0BF7FAF
+ الخط -

تواصلت لليوم الرابع على التوالي، أمس الأحد، واحدة من أوسع الحملات العسكرية العراقية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بهدف استعادة مدن بيجي والصينية والشرقاط والحويجة شمالاً، ومدن الرمادي والبغدادي غرباً، بمشاركة 34 ألف جندي وعنصر مليشيات وبدعم مباشر من الطيران الأميركي، فضلاً عن الدعم الإيراني المتمثّل بمقاتلي الحرس الثوري بزعامة الجنرال جعفر رضا زاده، الذي ينوب عن قاسم سليماني في إدارة قواته بالعراق، بينما ينشغل الأخير بالجبهة السورية، وفقاً لمصادر وزارية عراقية.

وتكشف مصادر عراقية، لـ"العربي الجديد"، أن القوات العراقية المشتركة ممثّلة بالجيش والشرطة المحلية والشرطة الاتحادية ومليشيات "الحشد الشعبي" وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات العشائر وقوات التدخّل السريع، تمكنّت من السيطرة على نحو 14 كيلومتراً في محيط الرمادي، واستعادة السيطرة على نحو ستة كيلومترات من الطريق الدولي السريع الرابط بين بغداد ودمشق، بدءاً من منطقة الحامضية وحتى منطقة البو فراج، شمال الرمادي. فيما نجحت قوات مماثلة في اقتحام مصفاة بيجي والسيطرة على أجزاء منها، فضلاً عن محاصرة بيجي واستعادة عدد من المناطق المحيطة بمركز المدينة منها. ثم الانتقال إلى بلدة الصينية، وهي بلدة صغيرة تُعتبر من أوائل البلدات التي سيطر عليها التنظيم في محافظة صلاح الدين، شمال العراق، ومن ثم إلى منطقة مكحول الحدودية مع كركوك والسيطرة عليها، وهي مناطق تُقدّر بنحو 40 كيلومتراً.

ويوضح عميد في ديوان استخبارات وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، أن "التقدّم المحقق للقوات العراقية جاء بعد زيادة زخم الدعم الأميركي للقوات العراقية المشتركة"، مشيراً إلى أن "الأميركيين شنّوا أكثر من 80 غارة جوية على مواقع داعش خلال الهجوم في الأنبار وصلاح الدين، وهذا العدد كبير جداً مقارنة بالعمليات السابقة، إذ دمّرت الغارات الأميركية منصات صواريخ ومدافع التنظيم، كما استهدفت خطوطه الأمامية".

ويرجع الضابط العراقي ذلك إلى أن "الأميركيين يريدون قطع الطريق على الجناح المتطرف داخل التحالف الوطني، الذي يضغط على رئيس الحكومة حيدر العبادي حالياً لإدخال الروس إلى العراق على غرار سورية". ويشير إلى أن "داعش تحاشى القتال في المناطق المفتوحة، لذا كانت السيطرة عليها سهلة، لكن من المؤكد أنه لن يتمكن من استعادتها مجدداً"، إلا أنه يلفت إلى أن "المشكلة الحالية تكمن في كيفية الحفاظ على المناطق السكنية التي تمت استعادتها، فلدينا خلل واضح في عملية الإمساك بالأرض وإدارتها"، مؤكداً أن "داعش تكبّد خسائر بشرية، كما الحال بالنسبة للقوات المهاجمة".

اقرأ أيضاً: العراق: غموض يكتنف المعارك في بيجي

من جهته، يقول قائد عمليات الجيش العراقي في غرب العراق، اللواء علي إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إن "قطعاتنا العسكرية خاضت بمساندة مقاتلي العشائر وإسناد من قبل طيران التحالف ومدفعية وطيران الجيش العراقي، عدة مواجهات واشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش، أسفرت عن مقتل 125 عنصراً من التنظيم بينهم ثمانية انتحاريين كانوا يستقلون سيارات مفخخة تمت معالجتها من قِبل طيران التحالف بضربات جوية موفقة وأخرى بواسطة منظومة صواريخ كورنيت الروسية". ويؤكد أن "استنزاف التنظيم متواصل، والذخيرة المتوفرة لدينا أدخلت التنظيم في نفق مظلم"، على حد وصفه.

ومن المتوقع أن تستمر الحملة العسكرية الحالية في مناطق غرب وشمال العراق مع استمرار الزخم الأميركي لها.

وحول ذلك، يؤكد الأستاذ في جامعة صلاح الدين للعلوم السياسية، ماجد العلي، أن "التقدّم الحاصل على تنظيم داعش حالياً مرتبط بالتطورات السياسية، وأي تطور إيجابي سيكون له أثر على الأرض"، لافتاً إلى أن "الخطة الحالية تعتمد على فتح أكثر من جبهة ضد التنظيم في الشمال والغرب بشكل يربكه ويمنعه من التنقل بين الجبهات لدعمها هنا أو هناك".

ويوضح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العشائر في معارك الغرب والشمال هي الحصان الأسود الرابح، وسيكون لها شأن في حال واصلت نجاحها وفرضت نفسها كلاعب قوي على الساحة العسكرية في العراق، وهذا سيكون بدعم من الأميركيين بكل تأكيد ولأهداف سياسية تتعلق بإيران وتمويلها مليشيات الحشد".

في السياق نفسه، علمت "العربي الجديد" من مصادر مقرّبة من القوات الأميركية في العراق، أن "إذاعة جديدة مموّلة من قِبلها ستباشر عملها صباح اليوم الإثنين، وهي موجّهة لسكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم".

ووفقاً للمصادر، فإن الإذاعة ستُخصِّص ساعات بثها لبث توجيهات وتعليمات لسكان الأنبار الخاضعين لسيطرة "داعش"، وسيكون مقر الإذاعة في قاعدة الحبانية، وهي خطوة أولى استعداداً لتدشين إذاعات أخرى موجّهة للسكان في الموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك وبلدات قرب بغداد بحزامها الغربي والشمالي، لتكون بديلاً عن المنشورات التي يلقيها الطيران الأميركي وعادة ما يقوم عناصر التنظيم بجمعها وإحراقها فوراً.

اقرأ أيضاً: إيران تعزز وجودها في العراق بمئات مقاتلي الحرس الثوري

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
الممرضة الأميركية جنيفر كونينغز تضرب عن الطعام أمام البيت الأبيض تضامناً مع غزة، واشنطن 6 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تواصل الممرضة الأميركية جنيفر كونينغز إضرابها عن الطعام من أجل غزة، حيث تقف لبضع ساعات يومياً أمام البيت الأبيض وهي تحمل صور أطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة.
الصورة
الرصيف البحري الذي أقامه الجيش الأميركي على ساحل غزة (Getty)

مجتمع

قال مسؤول أممي لرويترز، أمس الاثنين، إن الأمم المتحدة لم تتسلّم أي مساعدات من الرصيف البحري الذي أقامته الولايات المتحدة في غزة خلال اليومين الماضيين
الصورة
بن غفير لا يتواني عن التنكيل بالأسرى الفلسطينيين (Getty)

سياسة

تتفاوت ردود الفعل الإسرائيلية على تهديد بايدن عدم إرسال شحنات قنابل وقذائف إلى إسرائيل إذا وسّعت عمليتها في رفح، بين من يلوم حكومة نتنياهو ومن يتحدى واشنطن