تفجير للأكراد يوقف تدفّق غاز أذربيجان إلى تركيا

26 اغسطس 2015
أنقرة تقلل من تأثيرات التفجير الأخير (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
تلقّى قطاع الطاقة التركي ضربة جديدة حيث قال مسؤولون في القطاع، إن تدفق الغاز في خط أنابيب شاه دنيز الذي ينقل الغاز من أذربيجان إلى تركيا توقف نتيجة تفجير استهدفه الإثنين، محملين المسلحين الأكراد مسؤولية العمل التخريبي.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أتراك، لم تكشف عن أسمائهم، قولهم إن "تدفق الغاز في الخط كان متوقفا منذ 3 أغسطس/آب الجاري بسبب أعمال صيانة، ولم يستأنف إلا الأحد".
وقال مسؤول تركي إن الانفجار وقع في خط الأنابيب على الجانب التركي وتوقف تدفق الغاز للبلاد.
وشاه دنيز أكبر حقل غاز في أذربيجان وتقوم بتطويره شركات منها بي.بي وسوكار التابعة للدولة.
وسبق وقوع تفجير على الخط في 4 أغسطس، كما جاء التفجير بعد أيام من هجوم شنه حزب العمال الكردستاني أدى لتوقف الضخ عبر خط أنابيب ينقل النفط الخام من العراق إلى تركيا.
وكان تفجير مماثل استهدف أيضا خط نقل الغاز الإيراني إلى تركيا وخط ضخ النفط العراقي إلى ميناء جيهان التركي، واتهمت أنقرة العمال الكردستاني بالوقوف وراءه.
ويأتي التفجير الأخير رغم أن مسؤولين أتراكاً أكدوا بداية الشهر، أن تركيا ستنشر أجهزة تصوير حرارية، ودوريات، لتعزيز الأمن حول خطوط أنابيب النفط والغاز الرئيسية، نظراً لتزايد هجمات المسلحين الأكراد. وتعيد الضربات التي يوجهها حزب العمال لأنابيب نقل الغاز في تركيا، تخوفات البعض من تأثيرها على واردات الغاز والقطاع الصناعي بالبلاد.
وبحسب الأناضول، فإن من المتوقع أن تصل واردات تركيا من الغاز، العام الحالي، 52.2 مليار متر مكعب، بزيادة 9.6% مقارنة بالعام الماضي، وذلك لتلبية الطلب المتزايد من الغاز بسبب نمو الاقتصاد والصناعة التركية، وتزايد تعداد السكان، حيث كانت احتياجات تركيا في 2014 تقدر بـ 46.6 مليار متر مكعب.

وتعتبر روسيا المورد الأول للغاز إلى تركيا، ومن المخطط أن تصل الواردات من الأخيرة، هذا العام، نحو 30 مليار متر مكعب، وتستورد شركة بوتاش الحكومية للغاز 20 مليار متر مكعب من روسيا عبر خط غاز الغرب وخط السيل الأزرق الذي يربط البلدين، بينما تقوم شركات خاصة باستيراد نحو 10 مليارات متر مكعب من روسيا.
وبحسب وزارة الطاقة التركية، تستخدم تركيا معظم وارداتها من الغاز الطبيعي في إنتاج الطاقة الكهربائية التي تمثل ما يقرب من نصف استهلاك الغاز في البلاد، بينما يستهلك القطاع السكني والصناعي ما يقارب 20% فقط.
وبعد الضربات المتكررة التي قام بها الكردستاني لخطوط الغاز بالمناطق الشرقية من تركيا، والخلافات بين أنقرة وطهران على أسعار الغاز، من المرجح أن تقوم حكومة أنقرة بتعويض النقص في واردات الغاز، عبر روسيا، التي تقدم أسعاراً تفضيلية لها، في سبيل تسريع بناء خطوط غاز السيل الجنوبي التي من المقرر أن تصل روسيا بالاتحاد الأوروبي عبر تركيا.
وقال إسماعيل حقي دباك رئيس شركة "آر غاز"، التي تقوم باستيراد الغاز من روسيا: "من غير المتوقع أن تؤدي ضربات الكردستاني إلى أزمة في واردات الغاز في المستقبل القريب، فالاستهلاك السكني للغاز في أقل مستوياته في الصيف، ولدى شركة بوتاش الحكومية القدرة على تخزين ما يقارب الـ2.5 مليار متر مكعب من الغاز بمستودعات متواجدة في منطقة مرمرة بالقرب من إسطنبول، بينما تبلغ قدرات الشركات الخاصة على تخزين ما يقارب نصف مليار متر مكعب".
ويضيف حقي: "أما على المستوى البعيد، فقد بات واضحا أن الحكومة التركية ترى في الغاز الروسي مصدرا رئيسيا للغاز المستورد، بدليل المشاريع المشتركة، أما عن نقص واردات الغاز الأذربيجاني أو حتى الإيراني فإن تعويضها سيتم عبر خط السيل الأزرق من الغاز الروسي الذي يربط البلدين، وأيضا عبر الشركات الخاصة".

اقرأ أيضا: قطر تسعى للحفاظ على حصتها في سوق الغاز الطبيعي
المساهمون