تفاؤل كندي بشأن مفاوضات تعديل اتفاق التجارة الحرة بأميركا الشمالية

07 ابريل 2018
ترودو توقع الوصول لاتفاق حول تعديل "نافتا" (Getty)
+ الخط -
وصفت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، المحادثات الهادفة إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) بـ"البناءة".

وقالت الوزيرة، الموجودة حاليًا في واشنطن للقاء مسؤولين أميركيين ومكسيكيين، أمس الجمعة وفقا لوكالة "فرانس برس": "لقد أجرينا اليوم حواراً بناءً"، لافتة إلى أنها عقدت لقاءات ثنائية وثلاثية.

وأضافت: "أمضينا يومين من العمل المكثف والبناء والمنتج"، مشيرة إلى أن المفاوضات تواصلت ليل الجمعة وستستمر في الأيام المقبلة.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الخميس، أن هناك "إمكانية كبرى" لأن تتوصل كندا والولايات المتحدة والمكسيك في الأيام المقبلة إلى اتفاق حول الخطوط العريضة لتحديث اتفاق "نافتا".

وصرح للصحافيين أنّ "ثمة إمكانية كبرى للتوصل إلى اتفاق يكون مربحا للجميع لكل من كندا والولايات المتحدة والمكسيك"، وأضاف "إذا تمكنا من إعلان شيء خلال قمة الأميركيتين" التي تعقد في 13 و14 نيسان/إبريل في البيرو "فسيكون الأمر جيدا".

وتابع: "نرى بوضوح مناسبة للتقدم لتعزيز أميركا الشمالية كفضاء تجاري موحد تحت راية نافتا. إنه أمر أيجابي"، مشيرا إلى التوتر التجاري الراهن بين الولايات المتحدة والصين.

وبعد ثمانية أشهر من المفاوضات التي لم تحرز تقدّما بين الدول الثلاث لتحديث الاتفاق المبرم في 1994، قد يُحرَز تقدم في ملف صناعة السيارات، وفق الإعلام الكندي.

مفاوضات شاقة

تستضيف العاصمة الأميركية واشنطن حاليا، الجولة الثامنة من مفاوضات تعديل اتفاقية "نافتا"، والتي تأتي عقب أيام من تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بإلغاء الاتفاقية، إذا فشلت المكسيك في تلبية مطالبه "بالمساعدة" في وقف تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية عبر الحدود، فيما دافع وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي - في رده على تلك التهديدات - عن التعاون بين بلاده والولايات المتحدة في مجال الهجرة.

وتسعى المكسيك وكندا خلال الجولة الثامنة إلى الانتهاء من إعادة صياغة الفصول الأقل إثارة للخلاف مع الولايات المتحدة، حيث أسفرت الجولات السابقة عن إغلاق ستة فصول فقط من الثلاثين فصلا، وأن هناك فصولاً أخرى بها اختلافات كبيرة في المواقف.

وفي عشرة أشهر وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أحرز المفاوضون تقدما على صعيد التفاصيل الفنية لاتفاق "نافتا"، لكنهم لم يحققوا تقدما يذكر فيما يتعلق بالمطالب الأكثر تشددا التي تقدمت بها إدارة ترامب، حيث رفضت المكسيك وكندا اقتراحا أميركيا برفع الحد الأدنى لمكونات السيارات الموردة من أميركا الشمالية إلى 85% بدلا من 62.5% وضرورة أن تكون نصف مكونات السيارة من الولايات المتحدة.

كما رفض البلدان أيضا مجموعة من المطالب الأميركية الأخرى تشمل إلغاء آلية مهمة لحل النزاعات واقتراح فرض قيود على الزراعة المكسيكية والكندية، بالإضافة إلى العجز التجاري الأميركي مع المكسيك البالغ حوالي 64 مليار دولار، والذي تريد واشنطن خفضه أو إزالته.


وكانت الجولة الأولى من المفاوضات قد بدأت يوم 20 أغسطس 2017 في واشنطن، وتناوبت المدن الثلاث، واشنطن وأتاوا ومكسيكو سيتي، على استضافة الجولات السابقة، وتم خلالها مناقشة عدة مواضيع، من بينها التجارة الإلكترونية والبيئة وتدابير مكافحة الفساد والاستثمار والنفاذ إلى أسواق العقارات، ومجالات الاتصالات وسياسة المنافسة، بالإضافة إلى نظام الجمارك وتسهيل التبادلات.

وفي حال إصرار الإدارة الأميركية على إلغاء الاتفاقية، فإن أكثر القطاعات تضررا هو قطاع صناعة السيارات في أميركا، حيث كانت الشركات في هذا القطاع من كل من كندا والمكسيك وأميركا تستفيد من مزايا مناخ التنافس السوقي في ظل الاتفاق.

كما أن الإلغاء سيهدد نحو 14 مليون وظيفة في الولايات المتحدة، والتي تعتمد على حركة التجارة اليومية في أميركا الشمالية، والتي يتم فيها تداول أكثر من 3.3 مليارات دولار يوميا، كما أن إنهاء "نافتا" سيوقع ضررا بقطاع الزراعة الأميركي الذي زادت صادراته إلى كندا والمكسيك بمقدار أربعة أمثال في ظل اتفاق نافتا لتصل إلى 38 مليار دولار عام 2016.


واتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية "نافتا" هي اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك تتضمن إنشاء منطقة تجارية حرة بين الدول الثلاث، دخلت حيز التنفيذ عام 1994، وعادت إلى الأضواء بعد تهديد ترامب بالخروج منها أو إعادة التفاوض بشأنها.

وأدى الاتفاق إلى انتعاش التجارة بين دول المنطقة، حيث زادت بمقدار المثلين لتصل إلى تريليون دولار سنويا، ووصل إجمالي حجم التجارة بين دول "نافتا" أواخر عام 2013 إلى نحو ثلاثة مليارات دولار يوميا.

وتضم دول "نافتا" الثلاث حوالي 460 مليون نسمة، وبموجبها أنشئت واحدة من أكبر المناطق الحرة في العالم، ويذهب أكثر من 80% من صادرات المكسيك إلى الولايات المتحدة وكندا، بينما تزيد صادرات الولايات المتحدة إلى المكسيك عن صادراتها إلى البرازيل والصين والهند وروسيا مجتمعة، ويوجد في الولايات المتحدة حوالي ستة ملايين وظيفة تعتمد على التصدير إلى المكسيك.

وبعد سريان مفعول الاتفاقية ألغيت الضرائب وخفضت الرسوم بشكل كبير، ثم ألغيت تماما عام 2008 على أغلب المواد باستثناء خشب البناء وجميع مشتقات الحليب تقريبا.

(العربي الجديد)

المساهمون