تعليم مأزوم في اليمن

24 ابريل 2020
بعيداً عن المدرسة في صنعاء (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -
تواجه وزارة التربية والتعليم، بفرعيها، في صنعاء وعدن، تحديات جدية حول إتمام العملية التعليمية، بوجود التلاميذ في منازلهم، كإجراء احترازي من فيروس كورونا الجديد.

في هذا السياق، يصف المعلم محمد العريقي، المقيم في صنعاء، المراحل الدراسية خلال السنوات الخمس الماضية بـ"الأسوأ على الإطلاق". يقول العريقي إنّ الغالبية العظمى من تلاميذ اليمن في الشمال والجنوب لم يتلقوا المقررات الدراسية في السنوات الماضية بشكل كامل، مشيراً إلى أنّ هذا الوضع يضرّ مستقبلهم التعليمي والمهني. ويضيف العريقي: "الحصيلة التعليمية للتلاميذ سيئة، خصوصاً في المواد العلمية التي تحتاج إلى تدريس مكثف ومتدرج بين المستويات التعليمية، وهو ما لا يتوفر باستثناء بعض المدارس التي تحرص على تحسين التعليم ذاتياً، وغالباً ما تكون مدارس خاصة".


وفي المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، تحديداً عدن، يرى التربوي خالد محمد، أنّ تلاميذ عدن وبعض المحافظات الجنوبية أكثر تضرراً من هذه الإجراءات. يضيف أنّ إضراب المعلمين الذي استمر فترة طويلة في عدن، كان سبباً في عدم تدريس التلاميذ المنهج كاملاً، وهو الذي أدى إلى تمديد فترة الدراسة". يشير إلى أنّ كورونا تسبب في توقف التعليم كلياً "وهذا يعني عدم تدريس معظم المقررات الدراسية لتلاميذ عدد من المدارس التي كانت مضربة قبل أن تتفق الحكومة مع المعلمين".

من جانبها، تؤكد وزارة التربية والتعليم في الحكومة المعترف بها دولياً أنّها تعمل على إيجاد معالجات سريعة لتعويض التلاميذ ما فاتهم من جراء توقف الدراسة منذ 22 مارس/ آذار. ويقول وزير التربية والتعليم، عبد الله سالم لملس، إنّ وزارته "أعدّت خطة لمعالجات سريعة، تتمثل في إنشاء منصة تعليمية للتعليم عن بُعد وتغذيتها بالدروس المتعددة من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي". ويتوقع أن تبدأ الدراسة عن بعد في 31 مايو/ أيار المقبل إذا انتهت جائحة كورونا. يضيف لملس أنّ الوزارة أعفت التلاميذ من الصف الأول الأساسي إلى الصف السادس من الامتحانات النهائية، واعتمدت على محصلاتهم الشهرية في الفصل الثاني: "أما التلاميذ من الصف السابع الأساسي إلى الصف الثالث الثانوي فسيؤدون الاختبارات إلى جانب فترة تعويضية عن فترة الإضراب للمعلمين بداية الفصل الثاني". ويشير الوزير إلى معالجات أخرى إضافية سريعة "عبر القنوات الفضائية، أولاً القناة التعليمية، فنحن نبحث عن تمويل خاص بها لبث الدروس من خلال استضافتها في نايل سات، لأنّ القنوات الرسمية المتوفرة أعطتنا حيزاً لمدة ساعتين فقط في اليوم، وهي فترة غير كافية، أما إذا أنشأنا قناة تعليمية فسوف تعمل طوال 24 ساعة". كذلك ستستخدم الوزارة الإذاعات المحلية للغرض نفسه.



وفي صنعاء، تدرس وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) ما أسمته بـ "الخيارات والبدائل الكثيرة". ويقول وكيل الوزارة، عبد الله النعمي، إنّها "بصدد دراسة كثير من الخيارات والبدائل من مختلف الجوانب لكي تكتمل الرؤية، ومنها تغطية المنهج عبر القنوات التلفزيونية الرسمية والإذاعات المحلية والتعليم الإلكتروني عبر موقعنا الخاص بالتعليم الإلكتروني وإنشاء تطبيقات خاصة واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي". يلفت إلى أنّ كلّ ذلك "أفكار مطروحة وما زالت قيد الدراسة". ويوضح النعمي أنّ الوزارة تحرص على "تلافي أيّ محاذير قد نقع فيها وضمان سهولة التنفيذ ووصولها إلى جميع فئات التلاميذ في مختلف قراهم ومناطقهم ومديرياتهم ومحافظاتهم". وعن الامتحانات، يوضح النعمي أنّ الوزارة حتى الآن "لم تُصدر أيّ قرار بعدما قررت تعليق الامتحانات إلى أجل غير مسمى. الوزارة ستمتحن التلاميذ في أيّ وقت تراه مناسباً وبالطريقة المناسبة".

تطبيقات
تعمل وزارة التربية والتعليم في عدن على إيجاد تطبيق عبر الإنترنت مع اتصال، وتطبيق من دون اتصال، لتحميل البرامج والدروس في المنصة التعليمية، كي تتوفر في هاتف التلميذ ليعود إليها في أيّ وقت. ويلفت وزير التربية والتعليم، عبد الله سالم لملس، إلى أنّ هذه الإجراءات تتطلب تمويلاً "وقد قدمنا خطة لعدد من شركائنا في الدول المانحة، ونأمل أن نحصل على موافقة سريعة".
المساهمون