تعرّف إلى خصائص أمان السيارات للحد من الحوادث

27 مايو 2019
انتشال حُطام "تسلا" و"هوندا سيفيك" في ولاية كاليفورنيا (Getty)
+ الخط -

لم تعد السلامة على الطرق شأناً يعني مصنّعي المركبات التي تسير عليها وحسب، بل صار همّا حكومياً وعالمياً دفع باتجاه وضع قوانين لتعزيز معايير السلامة، بما يضمن الحد من عدد الوفيات والإصابات الآخذة في الانتشار والتزايد عاماً بعد آخر في مختلف أرجاء المعمورة.

في 26 مارس/ آذار الماضي، وافق مفوضو الاتحاد الأوروبي على وجوب أن تكون السيارات الجديدة ابتداء من عام 2022 مزودة بخصائص أمان مثل مكابح الطوارئ وتكنولوجيا تضمن بقاء المركبة ضمن مسارها الطُرُقي، إضافة إلى مستشعرات للنعاس.

الموافقة جاءت بناء لاقتراح من المفوضية الأوروبية عام 2018، في إطار المساعي للحد من الوفيّات الناجمة عن حوادث الطرق، والتي تناهز سنوياً 25 ألف حالة وفاة إلى جانب 140 ألف إصابة خطرة في دول الكتل الأوروبية.

وتدخل الخصائص الجديدة على خط إنتاج السيارات لتضيف مزيداً من التنافسية في التكاليف، بعدما بدا في السنوات الأخيرة أن السباق كان أكثر تركيزاً على التطور التكنولوجي، لا سيما في إنتاج السيارات الهجينة والإلكترونية والذاتية القيادة.
والواضح أن الخصائص الجديدة في معظمها تعتمد على تقنيات متطورة مرتبطة بأشعة الليزر والكاميرات وأجهزة الرادار الاستشعارية.

ولعل أبرز الخصائص التي ستصبح أكثر شيوعاً خلال العامين المقبلين تبدأ من أحزمة أمان المقاعد الرائجة منذ عقود، والتي باتت تتنوّع بين أحزمة علوية قابلة لتعديل المتمتّعة بتقنية انشداد الحزام عند الصدمات، مع إمكانية التحكّم بقوّة إلزام وانضغاطه على الجسم.

وتفرض مختلف الدول وضع حزام الأمان قبل القيادة بالنسبة للسائق والراكب الذي بجانبه، فيما تغض السلطات الطرف عن إلزامية وضع أحزمة المقاعد الخلفية وأحزمة الكتف الخلفية. كما أن العديد من الدول، لا سيما العربية، لا تتشدّد في تطبيق القانون على عدم التزام السائق والراكب الأمامي بهذا التشريع المُلزم.

وانطلاقاً من عدم تعاطي كثير من السائقين بجدية مع مسألة الحزام، تلجأ الشركات منذ سنوات إلى إزعاج السائق بصوت إنذار متواصل ولا يمكن إسكاته إلا عند وضع الحزام في المكان المخصص له، إلا أن هذه العملية يُمكن تلافيها بوضع الحزام مكانه وتمريره من خلف السائق، وبالتالي فإن الهدف من فكرة الحزام يذهب أدراج الرياح بلا فائدة.

ولسبب كهذا، أعلنت شركة "شيفروليه" قبل أيام عن خاصية جديدة مصممة لإجبار السائقين الشباب على ربط حزام الأمان، بعدما أظهرت بيانات أن نسبة 59% فقط من طلاب المدارس الثانوية قد ارتدوا أحزمة الأمان دائماً عند القيادة أو الركوب في المقعد الأمامي خلال عام 2017.
ومن المتوقع إطلاق خاصية "اربط الحزام كي تقود" Buckle to Drive الجديدة في جميع سيارات "شيفروليه ترافيرس" و"ماليبو" و"كولورادو" للموديلات المزمع إطلاقها عن سنة 2020. وهي ستعمد إلى وضع "سائق في سن المراهقة" قيد التشغيل بشكل افتراضي، فتلزمه بوضع حزام الأمان لإلغاء قفل ناقل الحركة، كما سيبقى الراديو صامتًا حتى يتم تثبيت حزام الأمان.

وفي الفضاء الداخلي للسيارة، وتحديداً في المقاعد، تُعد مساند الرأس المتحرّكة صعوداً ونزولاً تبعاً لطول السائق وارتفاع رأسه أثناء الجلوس، من شروط سلامته الأساسية المعروفة منذ زمن طويل. ومن الخصائص المهم أيضاً الوسائد الهوائية الموجودة في غالبية السيارات، وإن بأعداد ومواقع مختلفة داخل السيارة.

أما في بُنية السيارة الميكانيكية، فقد تم تطوير أنظمة المكابح، والمعروف منها نظام فرامل الطوارئ التلقائية أو تجنّب التصادم EBS أو CAS، والفرامل مانعة الانغلاق ABS، ومساعد الفرامل BA.

ونظراً لأهمية الأنوار ليلاً، ثمة نظام لمواءمة الأضواء العالية الأوتوماتيكية AHB، وآخر لمواءمة الأضواء الأمامية ALC، إلى جانب نظام الرؤية الليلية NV، ونظام الرؤية الشاملة/ المرآة الجانبية الرقمية SV أو LWC.

ومن الأنظمة المطلوبة قريباً نظام كشف النعاس أو نظام تنبيه السائق DDD أو DAA، ونظام جعل القيادة صعبة تحت تأثير الكحول، ونظام التحكّم بالجر أو مدى التصاق الدواليب بالأرض Traction Control، ونظام مراقبة ضغط الإطارات TPMS، ونظام كشف أو تمييز المشاة PDS.

وباعتبار أن السرعة لطالما كانت سبباً جوهرياً في كثير من الحوادث، تم ابتكار نظام تثبيت السرعة التلقائي أو نظام مواءمة السرعة ACC، مع خاصية تمنع السائق من تجاوز الحد الأقصى للسرعة.
ولأن الخطأ ليس دائماً من السائق، بل ربما من سائق المركبة الأخرى، تُزوّد السيارات بنظام التنبيه من التصادم الأمامي FCW، ونظام تنبيه التجاوز أو نظام التحذير من الاصطدام الخلفي RCTA.

ويُضاف إلى كل ذلك نظام التحذير من الخروج عن المسار LDWS لتلافي الجنوح عن الطريق، ومساعد حفظ المسار LKA، ونظام الحفاظ على الثبات الإلكتروني ESP أو ESC، وخاصية كشف النقطة العمياء BSD.

ويواجه كثير من السائقين مشكلة مع ركن سياراتهم، لذلك تم ابتكار نظام مساعد الركن PAS أو APS، وأجهزة الاستشعار الخلفية، والكاميرا الخلفية.

ومن الابتكارات أيضاً نظام التحكم بنزول المنحدرات HDC، والتحكم بصعود المرتفعات HAC، والتعرّف على علامات المرور أو نظام مساعد السرعة الذكي ISA أو TSR، وخاصية تسجّل بيانات الحوادث، وكذلك التحكّم الصوتي بوصل الهاتف الشخصي بالسيارة أثناء القيادة.
المساهمون