تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة مقطع فيديو لزيارة مدير "فيسبوك" إلى نيجيريا. وفيه ظهر مارك زوكربيرغ وهو يقوم بجولة داخل أحد استوديوهات الإنتاج السينمائي في البلاد.
وقال مارك إن السينما النيجيرية Nollywood تحتل المرتبة الثانية عالمياً. وتعتبر تلك معلومة صحيحة وليست بالجديدة، إلا أن قليلين في المنطقة من يعرفونها.
الثانية عالمياً
تسبق السينما النيجيرية "هوليوود" من حيث الترتيب. إذ تحتل المرتبة الثانية بينما تحتل السينما الأميركية المرتبة الثالثة، وتظل السينما الهندية في المرتبة الأولى عالمياً. وذلك يرجع إلى العدد الكبير من الأفلام الذي تنتجه سنوياً مقارنة مع بقية الصناعات السينمائية الأخرى.
إنتاج غزير
يرجع السبب الرئيس في احتلال هذه الصناعة للمرتبة الثانية عالمياً إلى الإنتاج الغزير. إذ تنتج سنويا ما يعادل ألف إنتاج سينمائي وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية. وغالبيتها تكون موجهة للمشاهدة المنزلية. إذ لا تقف قلة القاعات السينمائية أمام تطور هذه الصناعة. بل يتم تعديلها وفق المتطلبات التكنولوجية، وهي تباع حالياً في أقراص مضغوطة رغم وجود مشكل القرصنة.
استمرارية رغم كل المعيقات
نجحت "نوليوود" في هذا الإنتاج الغزير رغم الظروف الصعبة. فالتقنيات تظل محدودة ونسبة القرصنة مرتفعة؛ ما يزيد مخاطر الاستثمار في هذه الصناعة. إلا أن العاصمة الاقتصادية لاغوس لا يقل فيها عدد الإنتاجات المتزامنة عن خمسة دفعة واحدة. فطبيعي أن يتناقل أهالي المدينة أن هناك عملية تصوير في بيت الجيران.
الإيرادات
أفرجت الحكومة النيجيرية لأول مرة عن أرباح السينما النيجيرية عام 2014. وكشفت عن أن إيراداتها بلغت 3 مليارات و300 مليون دولار أميركي. ويساعد على جني هذه الأرباح الاستثمارات المنخفضة. إذ لا توجد استوديوهات ويتم التصوير في الديكور الطبيعي، ولا تتعدى ميزانية الفيلم 12 ألف دولار. إضافة إلى الإنتاج الغزير.
"نوليوود" والتكنولوجيا
تسعى السينما النيجيرية إلى تخطي مشكلين أساسيين. مشكل قلة القاعات السينمائية وأزمة القرصنة. لذا تعتمد على عدة حلول بينها مراقبة المحلات التي تبيع الأعمال. كما صارت تعتمد أكثر على التكنولوجيا لحل ذلك. ومن بين هذه الحلول الفيديو تحت الطلب. إذ أدرج عدد من الأعمال ضمن الإنتاجات التي تبثها منصة "نيتفليكس"، إضافة إلى توفير تطبيقات لمشاهدة الأعمال بجودة عالية مع عدة خدمات جذابة كالكليبات الموسيقية.