"موسفيلم"..."هوليوود" روسيا وأكبر الاستديوهات في أوروبا

18 نوفمبر 2018
أدركت القيادة السوفييتية أهمية السينما (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد مرور نحو قرن على تأسيسها عام 1924، لا تزال استديوهات "موسفيلم" مؤسسة سينمائية رائدة في روسيا، أنتجت أكثر من 2500 فيلم لأشهر المخرجين السوفييت والروس، وباتت جزءاً لا يتجزأ من التراث السينمائي للبلاد.

وخلال تلك الفترة، نالت ثلاثة أفلام من إنتاج "موسفيلم" جائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، بما فيها فيلم "موسكو لا تصدق الدموع" من إخراج فلاديمير مينشوف (عام 1979) الذي شاهده الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، ثماني مرات قبل زيارته الاتحاد السوفييتي لاستيعاب الروح الروسية، وهو عمل إبداعي جعله يمتنع عن استخدام جملة "روسيا إمبراطورية الشر".


ويضم مجمع "موسفيلم" الواقع في شارع يحمل الاسم ذاته بالقرب من وسط موسكو، استديوهات مغلقة ومبانيَ في الهواء الطلق تجسد مدينة موسكو كما كانت في القرن الـ19، ما يتيح تصوير مشاهد أفلام مستوحاة من أحداث تاريخية ونقل أجواء تلك الحقبة التاريخية إلى المشاهد.

أما الاستديوهات المغلقة، فتضم مسطحات واسعة يمكن نصب كافة الديكورات اللازمة فيها، ومن بينها غرفة مخصصة لتصوير مشاهد كنسية، حيث يحظر تصوير أعمال روائية في الكنائس الروسية.


بالإضافة إلى ذلك، يوفر "موسفيلم" أزياءً تعكس الموضة السائدة في مختلف العصور، وسيارات من طرز قديمة تساعد السينمائيين في نقل المشاهد إلى حقبة تاريخية بعينها.

ويرفع متحف "موسفيلم" الكائن داخل المجمع، أمام زائريه الستار عن بعض الحيل التي يتم الاعتماد عليها أثناء التصوير، مثل الاستخدام الواسع لمواد خفيفة كالرغوة البلاستيكية، ما يتيح للأبطال كسر الحوائط والطوب بسهولة دون اللجوء إلى أي وسائط خاصة.


وتضم إحدى قاعات المتحف نماذج مصغرة للطائرات والسفن والغواصات والعربات كانت تستخدم قبل تطور تكنولوجيا الغرافيك، في تصوير مشاهد مثل تحطم طائرة أو تفجير قطار، ثم تكبيرها على الشاشة لتبدو واقعية.


السينما الروسية في سطور

تعدّ روسيا من أول بلدان العالم التي عرفت انتشاراً سريعاً للفن السابع، إذ شهدت أول عرض سينمائي وتصوير أول فيلم عام 1896، أي في العام التالي بعد عرض أول أفلام الإخوة لوميير في باريس.

وبعد ثورة البلاشفة عام 1917، أدركت القيادة السوفييتية أهمية السينما كأداة قوية لـ"بروباغندا"، فتم تأميم جميع ورش السينما بموجب مرسوم خاص عام 1919. ومن أقوال زعيم الثورة فلاديمير لينين عن السينما، "ما دام الشعب جاهلا، فأهم فنّين بالنسبة إلينا هما السينما والسيرك...".

وفي أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، عاش "موسفيلم" أياماً عصيبة وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد، قبل أن يعود بسوق الإنتاج بقوة من جديد اليوم ويعتمد أحدث التكنولوجيا السينمائية، ويستعد لافتتاح أكبر جناح تصوير في أوروبا في العام المقبل.

المساهمون