تعذيب معتقلين في لبنان: نتف اللحى لمنع الإرهاب!

03 سبتمبر 2014
يرفض الإسلاميون اعتماد سياسة التعذيب مع الموقوفين (فيسبوك)
+ الخط -

أوقفت قوة من الجيش اللبناني توفيق صالح في بلدة الصويري في البقاع شرقي لبنان، وتم "إيداعه القضاء المختص بتهمة الانتماء إلى مجموعات إرهابية والقتال في سورية"، كما جاء في بيان للجيش اللبناني. مرّ الخبر عبر وسائل الإعلام المحلية كعشرات أخبار التوقيفات الأخرى.

تتم التوقيفات في محافظة البقاع في إطار الخطة الأمنية التي أطلقتها الحكومة منذ أشهر عدة. وقُتل بعض المطلوبين الإسلاميين أثناء التوقيف، كما سُرّبت فيديوهات لتعذيب بعضهم الآخر. وهو ما حدث مع صالح، الذي ظهر في شريط فيديو مسرّب مدته 1.24 دقيقة، عاري الصدر على سرير طبي، يطلب شرب الماء، فيجيبه صوت "أنت واطي لأنك تطلق النار على الجيش"، وعندما ينفي صالح التهمة يتم نهره ووضع قنينة ماء قرب فمه دون أن يتمكن من الشرب. ويعاود الصوت الطلب من صالح "اعترف أنك واطي كي تشرب"، ويظهر جزء من لباس عسكري في الإطار، قبل أن تُوجّه له لكمة على موضع إصابة في رجله.

انتشر فيديو التعذيب سريعاً في بلدة الصويري ووصل إلى عائلة صالح. حاولت العائلة على مدى ثلاثة أيام زيارة ابنها ولكن بدون جدوى. يؤكد إسماعيل صالح، عم توفيق في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الفيديو المسرّب صحيح، وقد صُوّر في مستشفى رياق العسكري في البقاع، بُعيد اعتقال ابن أخي في الصويري، وإطلاق النار عليه من قبل الجيش". وينفي العمّ أن يكون توفيق قاتل الجيش، بل انضم إلى مجموعات مقاتلة داخل الأراضي السورية.

ويقول إسماعيل إن "الجيش سمح لوالدة وزوجة توفيق بزيارته بعد ثلاثة أيام من المنع، وفوجئوا بنتف لحيته، مما أدى إلى إصابته بجروح متعددة في الوجه".

انتشرت صورة اللحية المنتوفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجدداً، وخلّفت حالة من القلق والخوف على مصير توفيق، لكن إسماعيل يؤكد "أن الخيار الوحيد لأبناء الصويري هو الدولة، فالبلدة قدمت ثلاثة آلاف عسكري يخدمون في مختلف أجهزة الدولة، ولأجل هؤلاء جميعاً نطالب الدولة بالكف عن سياسية الكيل بمكيالين مع المقاتلين في سورية، فالآلاف يقاتلون هناك من دون سؤال أو توقيف".

تواصل "العربي الجديد" مع مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني للسؤال عن صحة الفيديو المنشور، فكان الجواب غير الرسمي "لا يظهر عسكريين في الفيديو المذكور"، وحتى كتابة الموضوع لم يصل جواب رسمي.

الإسلاميون يرفضون تعذيب المعتقلين


تفاعل أبناء البقاع مع قضية صالح، فنظمت حركة "مسلمون بلا حدود"، اعتصاماً على طريق المصنع عند الحدود اللبنانية السورية "استنكاراً للانتهاكات التي يتعرض لها الموقوفون لدى الأجهزة الأمنية".

ويقول مصدر في الحركة لـ"العربي الجديد" إن "الرسالة من الاعتصام وصلت إلى قيادة الجيش، وتم نقل الموقوف من مستشفى رياق العسكري إلى مستشفى مدني في شتورا".

المساهمون