تعذيب طلاب مدرسة مصرية لـ"سخريتهم من السيسي"!

28 فبراير 2016
(يوتيوب)
+ الخط -
حقوق الطفل؟ حقوق الإنسان عموماً؟ ما حدث في مدرسة العباسية الثانوية العسكرية في الإسكندرية المصرية، يكسر أي معنى لكلمة "حقوق"، فبحسب الرواية المتداولة على مواقع التواصل، وفي ظل غياب شفافية الوصول للحقيقة، فإنه بعدما اكتشف المدير العسكري للمدرسة، كلمات مسيئة له وللرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "سبورة" (لوح) أحد الفصول (الصفوف)، لم يجد "الحُكم العسكري" للمدرسة، سوى عقاب التعذيب للفصل، بالتعاون مع بعض أفراد الجيش، الذين استعان بهم مدير المدرسة.

وبعد يوم من تداول الصور على مواقع التواصل، قام أحد طلاب المدرسة برفع فيديو الواقعة على "يوتيوب"، التي "يبدو فيها عقاب الطلاب بنفس أساليب الجيش مع أسرى الحرب"، كما قال معلّقون. ويبدو من الفيديو أن أحد الطلاب اعترض، أو اشتكى، فتعرض لعقاب فردي مضاعف. ويشعر من يشاهد الفيديو بأنهم "أفراد أحد الجيوش المعادية"، خاصة مع ضابط الجيش الذي يظهر في الفيديو.

وبدا تعبير "أسرى الحرب" متداولاً في  تعليقات المصريين على الموضوع. ويُذكر هنا، أنّ المواثيق الدولية تُجرم التعذيب لأسرى الحرب حتى.




النشاط كان واضحاً على "فيسبوك" أكثر من "تويتر"، فتولت عدة صفحات، منها صفحة "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، التي تنشر الانتهاكات لحقوق الإنسان كحالات الاختفاء القسري والتعذيب، وقالت تعليقا على الصور "إن التكدير للطلاب كان بسبب عبارات مسيئة للسيسي ومدير المدرسة على أحد جدران المدرسة". ويبدو أن أحد الطلاب لم يتمالك نفسه من السخرية من "التصبيح على مصر"، حيث توافقت الحادثة مع خطاب السيسي تقريبا، والذي دعا فيه "للتصبيح على مصر ولو بجنيه من الموبايل".

الغريب أن موقع "اليوم السابع" وموقع "برلماني" التابع له، قاما بنشر الواقعة وأدانا تعامل إدارة المدرسة مع الطلبة، ولكن بعد اختزال سبب العقاب في مجرد عبارات مسيئة لمدير المدرسة، وذلك بالمخالفة لشهادات الطلبة وشهود العيان، الذين أكدوا أنها ترجع لسخرية الطلبة من السيسي وحكم العسكر.

وتداول ناشطون وحقوقيون الصور، ومقطع الفيديو كدليل على طبيعة حكم العسكر، وتعاملهم مع الطلاب بهذه الطريقة المهينة. وكان أبرزهم الحقوقي، هيثم أبو خليل، وعبد الله الشريف، صاحب الشخصية الساخرة "الشاب أشرف". ونشر بعض شهود عيان على الواقعة شهاداتهم، فقال محمد "القصة باختصار، دخل واحد من المدرسين الفصل، اكتشف أن السبورة مكتوب عليها إن مدير المدرسة أمنجي، وتحتها يسقط حكم العسكر. المدرس طلع جري على المدير بلغه بالكارثة الكبيرة اللي عاملها التلاميذ، وطبعا شوية تحابيش وبهارات من عنده، المدير لأنه فعلا زي ما التلاميذ بتقول عليه، اتصل باللي مشغلينه، بعد شوية وصلت جيب عسكرية فيها ضابط جيش و3 عساكر للمدرسة، الضابط دخل الفصل وشاف المكتوب على السبورة".

وتابع محمد روايته: "بدأ حوار متشنج مع التلاميذ. الضابط: مين الكلب اللي كتب كدا على السبورة؟ التلاميذ: مش عارفين. الضابط: متخلونيش أستخدم معاكم طريقة مش هتعجبكم، حد يعترف على اللي كتب. التلاميذ: لا رد. الضابط للمدير: العيال دي لازم تتربى، نزلهملي الحوش... المدير والمدرسون نزّلوا طلاب الفصل الحوش (باحة أو ملعب المدرسة)، وبدأ ضابط الجيش يمارس عليهم الطريقة السادية التي يمارسها على العساكر في الكتيبة: تسعة استعد، نام على بطنك وإيد مشبكة ورا ضهرك، المهم إن دا استمر لنهاية اليوم الدراسي، يعني أكتر من 4 ساعات".



ونشر حساب "الإسكندرية الآن" الصور وعلق: "مدير مدرسة العباسية إسكندرية يعاقب فصل طلاب بالكامل بطريقة أسرى الحرب". وعلق أحدهم: "الطلاب دول أثبتوا للضابط فشل نظرية المخبرين المعتمدة ومرضيوش يبلغو عن بعض، الطلاب دول مش هيهتفوا الجيش والشعب إيد واحدة طول حياتهم. وطبعا الطلاب دول في أي مواجهة قادمة مع الدولة. لو شافوا الضابط دا في الشارع مش هيحدفوه بالورد. التعليم في مصر بيطلع جيل يكره النظام وهو مغمض".
المساهمون