تظاهرتان في صنعاء... وتوصية للحراك بـ"جيش جنوبي"

12 سبتمبر 2014
شهد شارع الستين تظاهرة منددة بتصعيد الحوثيين (سنان يتير/الأناضول)
+ الخط -

شهدت صنعاء، اليوم الجمعة، تظاهرتين، الأولى لمؤيدي جماعة أنصار الله (الحوثيين) تؤكد مطالب الجماعة، والأخرى مناهضة لتصعيد الحوثيين ومؤيدة لدعوات "الاصطفاف الشعبي"، في ظل استمرار المفاوضات حول مخرج سلمي للأزمة. كما شهدت محافظة الجوف معارك جديدة بين الجيش وموالين قبليين من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة ثانية.

واحتشد مناصرو الحوثي في شارع المطار، في صنعاء، في جمعة بعنوان "دماء شهدائنا وقود ثورة لا تقبل المساومة". وشيع المشاركون القتلى، الذين سقطوا بالقرب من مقر رئاسة الوزراء، الثلاثاء الماضي، مرددين هتافات تؤكد مواصلة "الثورة حتى تحقيق المطالب الشعبية"، داعين الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى سرعة الاستجابة لمطالبهم، في إشارة إلى مطلب تغيير الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية.

وبالتزامن، شهد شارع الستين، في العاصمة صنعاء، تظاهرة حاشدة تحت عنوان ''اصطفاف لأجل السلام'' ردد خلالها المشاركون هتافات منددة بأعمال الحوثيين، وأكدوا تأييدهم دعوات الاصطفاف الشعبي، داعين إلى فرض سيطرة الدولة.

تعثر المفاوضات
في هذه الأثناء، تتواصل جهود المفاوضات السياسية بين الرئاسة اليمنية وجماعة الحوثيين، لتوقيع اتفاق ينهي الأزمة المشتعلة منذ بدء تصعيد الجماعة احتجاجاتها في صنعاء، من دون أن تحقق أية نتيجة.

وذكرت وكالة "الأناضول" أن الرئيس اليمني بدأ مساء اليوم، الجمعة، اجتماعاً مغلقاً مع مستشاريه لبحث تعثر المفاوضات.

ونقلت عن مصدر حكومي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن "هادي دعا مستشاريه، مساء اليوم الجمعة، إلى مناقشة تعثر جهود المفاوضات بين الرئاسة اليمنية وجماعة (الحوثي)". وأوضح أن اللقاء جاء بعد "رفض الحوثيين رفع مخيماتهم واعتصاماتهم داخل العاصمة صنعاء".

وكانت مصادر سياسية قد أكدت لـ"العربي الجديد" أن المستشار السياسي للرئيس اليمني، عبد الكريم الإرياني، والمبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، يشرفان على مفاوضات بين الطرف الحكومي ممثلاً بأمين العاصمة، عبد القادر علي هلال، وجماعة "أنصار الله" يمثلها حسين العزي ومهدي المشاط. وقد توصل الطرفان إلى مسودة اتفاق يتضمن خفض أسعار الوقود، وتشكيل حكومة جديدة، مقابل رفع جماعة الحوثيين الاعتصامات في العاصمة صنعاء وأطرافها، غير أن الطرفين لم يعلنا التوصل إلى صيغة نهائية حتى مساء الجمعة.

في هذه الأثناء، تتواصل المواجهات بين مسلحي جماعة الحوثيين ومسلحين من "اللجان الشعبية"، مدعومين من الجيش، في محافظة الجوف، شمالي البلاد، في ظل أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وتسببت المواجهات في مفرق "مأرب - الجوف" في انقطاع الكهرباء عن صنعاء، ومعظم المدن اليمنية، في إثر تعرض خطوط نقل الطاقة من محطة مأرب الغازية لهجوم بقذيفة هاون. وهي المرة الثانية، خلال أسبوعين، التي تتسبب فيها معارك الجوف بقطع التيار الكهربائي عن المدن اليمنية.

وينفذ الطيران اليمني، منذ أيام، ضربات جوية مستهدفاً مواقع للحوثيين، الذين يخوضون مواجهات متقطعة مع الجيش والقبائل في الجوف، منذ أشهر، ويتهمهم خصومهم بالسعي إلى السيطرة على الجوف على غرار سيطرتهم على محافظة عمران غرب الجوف.

وفي السياق نفسه، أعلن الحوثيون وفاة شخص متأثراً بجراح أصيب بها جراء التفجيرات، التي استهدفت تظاهرة لمناصري الجماعة في محافظة عمران، شمالي البلاد، يوم الثلاثاء الماضي، ليرتفع القتلى إلى ثمانية.

جيش جنوبي

أما في محافظة حضرموت، شرق البلاد، فقد عقد مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب والحركة الشبابية والطلابية واتحاد نساء الجنوب في محافظة حضرموت، اجتماعاً، عصر يوم الجمعة، وبارك الاجتماع دعوة القيادي البارز في الحراك الجنوبي، حسن باعوم، بخصوص تشكيل لجان شعبية من أبناء الجنوب، لتكون بمثابة جيش جنوبي حال تدهور الأوضاع في صنعاء وسقوطها بيد الحوثيين.

وشدد الاجتماع، في بيان صادر عنه، على ضرورة توحيد الصف الجنوبي، موصياً بضرورة "تهيئة الاجواء لإنشاء الشرطة المدنية في كافة مديريات حضرموت واللجان الأهلية لتنظيم حياة الناس ولتتحول بحيث تصبح هي السلطات المدنية والتنفيذية مع مر الايام، وعلى طريق يؤهّل الحراك لمسك زمام الامور وتسيير البلاد".

المساهمون