تصعيد غير مسبوق في مأرب... والحكومة اليمنية تصف "المجلس الانتقالي" بالعصابة

13 يونيو 2020
التحالف السعودي الإماراتي نفّذ 72 غارة (أحمد الباشا/فرانس برس)
+ الخط -
صعّد التحالف السعودي الإماراتي، اليوم السبت، من عملياته العسكرية ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بشكل غير مسبوق ونفّذ 72 غارة جوية على محافظة مأرب، فيما شنت الخارجية اليمنية، هجوماً لاذعاً على "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً على خلفية نهب الأموال الخاصة بالبنك المركزي بعدن، واعتبرت ذلك "سلوك عصابات".

وقالت مصادر عسكرية موالية للشرعية لـ "العربي الجديد"، إن محافظة مأرب وخصوصاً الأطراف المؤدية لمديرية نهم شرقي صنعاء، شهدت أعنف تصعيد سعودي على الإطلاق خلال العام الجاري، بعد تنفيذ عدة كمائن محكمة على الحوثيين.
وأشارت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن المليشيا التابعة للحوثيين حاولت التوغل في مواقع القوات الحكومية لكنها تعرضت لكمين وغارات جوية مكثفة، ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصرها وتدمير آليات عسكرية متفرقة.
ولا يُعرف حجم الخسائر على وجه الدقة في معارك وغارات مأرب، لكن الجيش اليمني تحدّث في بيان صحافي، عن مقتل العشرات من المجاميع المتسللة، دون إيراد رقم محدد.
وزعم الجيش اليمني، تدمير نحو 12 دورية عسكرية و5 عربات وعدد من الآليات العسكرية القتالية الخاصة بالحوثيين، وذلك جراء القصف المدفعي الذي شنته قواته فضلاً عن الغارات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي.
ولم تكشف جماعة الحوثي عن حجم خسائرها في مأرب ونهم، لكنها اتهمت التحالف السعودي الإماراتي بشن أكثر من 72 غارة جوية على محافظة مأرب، و7 غارات على محافظة الجوف، و5 غارات على معاقلها الرئيسية في محافظة صعدة، شمالي البلاد.
وقالت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة، إن الغارات في مأرب تركزت على مديريتي مجزر وصرواح غرب مأرب، وطاولت المناطق والقرى الآهلة بالسكان، دون إيراد أرقام لخسائر في صفوف مدنيين.
ولا تُعرف أسباب التصعيد الكبير في مأرب، لكن التحالف أعلن في وقت سابق السبت، اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على مدينة نجران جنوبي السعودية، وتحدث عن إصابة بعض المدنيين نتيجة سقوط شظايا الصاروخ.


من جانب آخر، شنت وزارة الخارجية اليمنية، هجوماً لاذعاً على "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً، وقالت إنه سيظل "مجرد مليشيا مسلحة خارجة عن إطار الدولة مالم ينفذ اتفاق الرياض".
وجاءت تصريحات الخارجية على خلفية قيام المجلس بالاستيلاء على 7 حاويات من العملة المحلية التي تمت طباعتها في روسيا، قبل وصولها من ميناء عدن إلى مقر البنك المركزي في العاصمة المؤقتة.
ولم تكشف الخارجية عن حجم المبالغ المنهوبة، لكن مصادر حكومية أكدت لـ "العربي الجديد"، أنها أكثر من 80 مليار ريال يمني، أي ما يعادل 130 مليون دولار.


وفيما وصفت الواقعة بأنها "انتهاج لأساليب العصابات"، اعتبرت الخارجية اليمنية استمرار الانتقالي في هذه الممارسات ورفض التراجع عن إعلانه بما يسمى "الإدارة الذاتية"، بأنه يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه تنصل بشكل كامل من اتفاق الرياض مما يهدد بفشله تماماً.


وطالبت الخارجية اليمنية، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، المجتمع الدولي، اعتبار المجلس "فاقداً لأي شرعية" جراء استمرار تمرده المسلح، كما شددت على حقها الدستوري وعلى قدرتها في التصدي لهذا التمرد بكل الوسائل المشروعة عسكرياً وسياسياً وقانونياً وبكل حزم.
وأعربت الخارجية، عن تطلع الحكومة من السعودية، بصفتها ضامن اتفاق الرياض، إلى "اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه ممارسات ومخالفات ما يسمى بالمجلس الانتقالي".