تصريحات الرجوب عن مسيحيي فلسطين: غضب وسخرية

05 سبتمبر 2016
تأكيد على وحدة القضية الفلسطينية (فيليب تشميدلي/Getty)
+ الخط -
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بكثير من ردود الأفعال الغاضبة والساخرة من تصريحات نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، حول تصويت ما أسماهم "جماعة ميري كريسماس"، قاصدًا المسيحيين الفلسطينيين، في الانتخابات الماضية وانتخابهم حركة "حماس" قبل أكثر من عشرة أعوام.

وفي مقابلة مع قناة "أون تي في" المصرية، وبثها تلفزيون فلسطين الرسمي قبل 3 أيام، قال الرجوب بشأن الانتخابات المقبلة إن "حماس حينما فازت بالانتخابات المرة الماضية حتى إخوانا جماعة ميري كريسمس جزء منهم صوتوا لحماس، أما اليوم فلا أحد يصوت، فماذا قدموا وما النموذج والسلوك الذي قدموه، هم لم يقدموا إلا الدمار ولم يقدموا إلا وسائل لا تليق بالشعب الفلسطيني، أنا مقتنع أن حماس لم تقدم لا في الضفة ولا في غزة".

وعقب انتشار مقطع فيديو تصريحات الرجوب وتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، علّق الناشطون الفلسطينيون بكلمات تسخر من التصريح.

وكتب مجد جابر عبر صفحته على "فيسبوك": "اللي خلا جماعة ميري كريسماس ينتخبوا حماس أكيد مش حبهم لدفع الجزية عن يد وهم صاغرين... السبب الحقيقي جماعة شبات شالوم، اللي إلها علاقة بالتنسيق الأمني"، ساخرًا من التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، ومدافعًا عن الذين صوتوا لحركة حماس.

وعلّل جابر بذلك تصويت المسيحيين على أنهم يرفضون نهج التنسيق، الذي تقوم به السلطة، لا أنهم سيدفعون الجزية كما ادعى الرجوب في حال استلمت حماس الحكم.

ومن التعليقات الساخرة أيضًا، ما كتبه المواطن الفلسطيني عبد الله زعبي في "فيسبوك": "لو حطينا جماعة الـ(ميري كريسماس) بالجهة الأولى للميزان وجبريل الرجوب من جهة ثانية عشان نفحص مين ميزان حسناته أقوى تجاه القضية، ومين قدم أكثر للقضية، كان الرجوب خسرها بنوك أوت، عيب يا زلمي!".

وأشار عدد من الناشطين إلى أن الرجوب يسعى لأجنبة المسيحيين الفلسطينيين، واعتبارهم أقلية مهمشة داخل المجتمع الفلسطيني، حيث غردت رجاء عمري عبر "فيسبوك": "جبريل الرجوب: "حتّى جماعة ميري كريسماس صوّتوا لحماس" - هاي السفاهة والوطاوة أهمّ شي فيها برأيي إنه منشان يْأجنِب المسيحيين في فلسطين أكتر وأكتر تناسى عبارة "ميلاد مجيد".

ياسمين خميس نشرت مقطع الفيديو وكتبت تعليقاً عليه "بقدر أصير أعرف ع حالي ياسمين خميس من جماعة ميري كريسماس بحتفل بالكريسماس؟".

من جهتها، كتبت القيادية في حركة فتح، والفلسطينية المسيحية تامي رفيدي، تدوينة عبر حسابها في "فيسبوك" سعت من خلالها لتعزيز ثقة الفلسطينيين المسيحيين بأنفسهم، وعدم السخط والغضب من تصريحات الرجوب، مشيرةً إلى أنه لم يقصد الإهانة، إنما هو أسلوبه في الحديث وليست هذه المرة الأولى التي يتكلم بها بهذه الطريقة.

وقالت رفيدي "أنا سأصب سخطي على المجتمع الذي تحول من مجتمع تقدمي علماني إلى مجتمع متطرف لا يقبل الرأي الآخر. التحول اللي صار فينا غريب وسريع ومرعب ومرات بوقف مع حالي وبقول كيف وصلنا لهون... كيف كان الإنسان زمان إنسان وهلا الإنسان صار ينحط بدوائر إلها علاقة بمسلم مسيحي، ابن بلد أصلي وساكن، ابن رام الله أو نابلس أو غزة، مواطن ولا لاجئ ولا عائد".

ولفتت رفيدي إلى وجود حالة خوف وعدم ثقة بالنفس جعلت الفلسطينيين المسيحيين، بعد تصريح الرجوب، يحاولون إثبات أن المسيحية مكون أساسي في المجتمع الفلسطيني.

ولم تقتصر ردود الأفعال على المسيحيين فقط، بل لقيت تصريحاته استياءً عامًا في صفوف الفلسطينيين كافة. واستذكرت سجى أحمد مقولة الأب، مانويل مسلم، وغردت بها على موقع "تويتر": "إذا هدموا مساجدكم، ارفعوا الأذان من كنائسنا". كما أكد الفلسطينيون في تغريدات أخرى على وحدة الدم والقضية، وأن الفلسطينيين شعب واحد لا تفرقه الديانات.

دلالات
المساهمون