تشكيكٌ بمصداقية تغريدة غرينبلات حول دور الأردن بـ"صفقة القرن"

24 ابريل 2019
دعا غرينبلات لعدم نشر الشائعات حول صفقة القرن(Getty)
+ الخط -

لقي نفي المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، أي طرح يتضمن جعل الأردن دولة بديلة للفلسطينيين، ضمن "صفقة القرن"، وهي خطة السلام التي تعد لها إدارة دونالد ترامب، والتي تهدف حقيقة إلى تصفية القضية الفلسطينية، تشكيكاً في الأردن، وذلك وسط استمرار تأكيد عمان عدم علمها وإطلاعها على التفاصيل السياسية المتعلقة بـ"الصفقة".

وكتب غرينبلات، اليوم الأربعاء، إن "الشائعات التي تشير إلى أن رؤيتنا للسلام تتضمن كونفدرالية بين الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، أو الرؤية التي تفكر في جعل الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين، غير صحيحة"، مطالباً بعدم نشر مثل هذه المعلومات المغلوطة.

وأضاف غرينبلات أن "الملك عبد الله والأردن حلفاء أقوياء للولايات المتحدة".

لكن المحلل السياسي الأردني، الدكتور حسن البراري، شكك بمصداقية كلام غرينبلات ودقته، معتبراً أن "النتيجة الحتمية" لخطة السلام الأميركية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، والمعروفة باسم "صفقة القرن"، هي توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن.

وقال البراري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الخطة الأميركية "تشمل حزمة من الإجراءات، والمحاولات الجادة والمستمرة لإلغاء وكالة الأونروا، وهدفها توطين اللاجئين في الأردن وفكرة الوطن البديل، حتى إن لم يجر الحديث عن ذلك بشكل صريح".

وحول فكرة الكونفدرالية، قال البراري إن هذا الخيار غير مطروح، لكنه تساءل في الوقت ذاته أنه "إذا لم يكن هناك دولة فلسطينية، فاين سيذهب الفلسطينيون؟".

وأكد البراري أن تصريحات المسؤولين الأردنيين حول عدم معرفتهم بالشق السياسي لـ"صفقة القرن" صحيحة، مشيراً إلى ان الدبلوماسية الأردنية لم تكن مطلعة يوماً على التفاصيل السياسية المتعلقة بـ"صفقة القرن"، بل على "بعض تفاصيل الشق الاقتصادي للخطة، والمتضمن بعض الاستثمارات وتقديم مساعدات وإلغاء بعض الديون".

أما في ما يتعلق بالجانب السياسي، فرأى البراري أن كل طرفٍ عربي، وفق الخطة الأميركية، مطلوب منه أداء دور معين، والأردن مطلوب منه توطين اللاجئين، أما قضية القدس، فغير مقبول طرحها أردنياً، وغير قابلة للنقاش.


وفي إطار متصل، تداول ناشطون وثيقة لـ"ويكيليكس" صادرة عن السفارة الأميركية في عمان بتاريخ التاسع من كانون الثاني 2009، قال فيها بشر الخصاونة، الذي أعلن أمس الثلاثاء عن تعيينه مستشاراً للملك للاتصال والتنسيق، إن "الأردن واقعي بخصوص حق العودة"، وأنه "يدرك أنه لا يمكن حصول عودة جماعية لمواطنيه من أصل فلسطيني، وأنه يتوقع أن ينال جزءاً من التعويضات".

وبحسب البرقية، فإن الخصاونة الذي كان وقتها مدير دائرة أوروبا وأميركا في وزارة الخارجية، قال إن "الأردنيين يعتبرون أنفسهم واقعيين بخصوص حق العودة، ويعلمون أن الظروف لن تسمح بعودة جماعية إلى الدولة الفلسطينية. وبما أن ذلك سيؤثر على النسيج الاجتماعي الأردني، فإن الأردن يتوقع أن تتم استشارته في مسألة التعويض للاجئين. كما أن الأردن لا يتوقع تعويض اللاجئين مقابل التخلي عن حق العودة فقط، ولكنه يتوقع كذلك نوعاً من التعويض بسبب الأثر الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في الأردن منذ العام 1948 إلى اليوم".


وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، جدد أمس التأكيد على أن بلاده لا تعرف ماذا ستقدم الولايات المتحدة الأميركية في تفاصيل الصفقة، فواشنطن تقول إن لديها خطة، وستعلن ذلك في الوقت الذي تراه مناسباً.

وفي رده على تساؤلات لجنة فلسطين النيابية حول "صفقة القرن"، أكد الصفدي أن الأردن يواجه صعوبات في مساعيه للدفاع عن القدس والمقدسات، إلا أنه مستمر في العمل ضمن الإطار العربي والدولي للوصول الى سلام عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

بدورها، أعادت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، أمس، التأكيد أن "الحكومة الأردنية لا تعرف حتى الآن تفاصيل صفقة القرن، إلا أنها ترفض أي عرض أو تسوية أو صفقة لا تنسجم مع الثوابت الأردنية".

وشددت غنيمات، خلال لقاء حواري نظمته جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في الزرقاء، على "الموقف الأردني الثابت في الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وحق اللاجئين في العودة والتعويض وفق القرار الأممي رقم 194".

وأوضحت المتحدثة الأردنية أن "هناك ضغوطات إقليمية ودولية تتعرض لها عمان نتيجة تمسكها بالثوابت العروبية تجاه فلسطين وذلك بهدف التشكيك بالموقف الأردني، وتتزامن الضغوطات مع التحديات والصعوبات التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي والمتعلقة بالشأن الاقتصادي، ما يستدعي وجود خطاب إعلامي واضح وصريح من الحكومة، ويستطيع المواطن إدراك مضمون هذا الخطاب بما يعزز الثقة بين الحكومة والمواطن".

وقالت إن "البعض يحاول التشكيك بمواقف الأردن القومية والعروبية، وزرع الفرقة بين أفراد الصف الواحد، والتشكيك بالموقف الأردني الذي لا مساومة عليه، مشيرة إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها الأردن في سبيل الدفاع عن عروبة القدس والكلف العالية التي تحملها نتيجة الثبات على مواقفه الداعمة لقضايا الأمة العربية".​

 

 

المساهمون