تشريح الغارات الروسية في سورية بالمواقع والأهداف

02 أكتوبر 2015
الغارات استهدفت مواقع فصائل المعارضة (عمار صعب/الأناضول)
+ الخط -
على وقع الغارات الروسية المتواصلة منذ يوم الأربعاء، على ريفي حمص وحماة وسط سورية، بدأت تنكشف أهداف التدخل الروسي في سورية، من خلال طبيعة الهجمات العنيفة والدامية، والتي استهدفت أول من أمس مناطق الزعفرانة والرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي، واللطامنة بريف حماه الشمالي الشرقي، وأدت إلى سقوط نحو أربعين قتيلاً مدنياً وعشرات الجرحى، خصوصاً أنّها أصابت مناطق سكنية بالمطلق، إضافة إلى مقرِ فصيلٍ يتبع لـ"الجيش السوري الحر".

اقرأ أيضاً: فريق إسرائيلي ــ روسي لتنسيق العمليات في سورية

وكانت الغارات الأكثر دموية تلك التي استهدفت ريف حمص الشمالي. وأكّد الناشط الإعلامي محمد الحميد لـ"العربي الجديد" أنّ "القصف الجوّي الروسي كان عبارة عن ثلاث غارات، استهدفت كل واحدة منها منذ نحو العاشرة صباحاً المناطق الثلاث، فسقط في تلبيسة 17 قتيلاً، وفي الزعفرانة 11 قتيلاً، وفي الرستن ستة أشخاص من عائلة واحدة".

وأكّد وجود "أطفال ونساء بين الضحايا، إضافة إلى عشرات الجرحى و46 حالة فقدان أطراف". وأضاف أن "هذا العدد الكبير من القتلى والمصابين، هو نتيجة السلاح الثقيل المستخدم بالقصف، الذي استهدف منازل سكنية وسط هذه البلدات الثلاث".

وأوضح الناشط المتواجد بحمص، أنّ "طائرة حربية روسية يُعتقد أنها تحلّق بهدف التصوير، بقيت في الأجواء بعد الغارات العنيفة، فيما حلّق لاحقاً طيران النظام المروحي وقصف بالبراميل مناطق بريف حمص الشمالي، المعروف للجميع بخلوه من أي تواجد لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".

وحول الفصائل العسكرية التي تسيطر في ريف حمص الشمالي، وطبيعتها التنظيمية، أشار الحميد إلى أنّ مدينة الرستن يوجد "فيها عدّة فصائل، أكبرها حركة تحرير حمص وتضم عشرات الضباط المنشقين عن جيش النظام، وهي من الفصائل التي تعمل بالتنسيق مع هيئة أركان الجيش السوري الحر"، أما "في مدينة تلبيسة، فالفاعلية الأكبر لجيش التوحيد وتجمع ألوية 313، وهو تجمع فاعل في ريف حمص الشمالي، ويتبع للجيش السوري الحر"، فيما "لا يوجد داخل قرية الزعفرانة أي فصيل عسكري"، على حدّ تعبيره.

وتابع الناشط الإعلامي أنّ "ريف حمص الشمالي يضم عدّة فصائل عسكرية، أبرزها: فيلق الشام، فيلق حمص، جيش التوحيد، تجمع ألوية 313، حركة تحرير حمص، وحركة أحرار الشام وجبهة النصرة". لكنّه أكّد أنّ المناطق التي تعرضت للقصف، ليس فيها أي مقرّ عسكري على الإطلاق، خصوصاً أن القصف استهدف وسط البلدات الثلاث، وليس أطرافها التي تتواجد فيها عادة المقرات".

ونقل الناشط عن سكانٍ محليين رأيهم بالغارات الروسية التي شُنت الأربعاء للمرة الأولى، ومفاده بأنها "تأتي فقط للقضاء على المعارضة السورية التي تقاتل نظام بشار الأسد، وإلا لكانت توجهت إلى الأماكن التي تخضع لسيطرة (داعش) في سورية، وهي معروفة للجميع".

أما المناطق المستهدفة أول من أمس في حماه، فأكّد الناشط أبو يزن النعيمي لـ"العربي الجديد" أنّ "الغارات الروسية استهدفت وسط مدينة اللطامنة بعد الظهر، كما أنّ قصفاً مماثلاً طاول مقرّ تجمع العزة التابع للجيش الحر والواقع على الأطراف الشمالية لمدينة اللطامنة، وأدّت الغارات إلى وقوع ثمانية جرحى".

وفي وقت بثت فيه وزارة الدفاع الروسية أول مقطع فيديو للقصف الجوي في سورية، أعلن المتحدث باسمها إيغور كوناشينكوف، أن "طائرات سلاح الجوي الروسي قامت بحوالي 20 طلعة جوية في سورية اليوم، وتمكنت من تدمير أهداف ومراكز قيادة تابعة لتنظيم "داعش". ونتيجة الضربات الجوية كانت تدمير مخازن ذخيرة، وأسلحة، وزيوت، وتجمعات للعتاد العسكري، ومراكز قيادة لمسلّحي (داعش) في الجبال، وقد دُمرت بشكل كامل".

غير أنّ قائد "تجمع العزة" الرائد جميل الصالح أكّد لـ"العربي الجديد" أنّ "التسجيل الذي بثه الروس، هو القصف الذي استهدف مقرنا، و كل ما أوردته موسكو كذب في كذب، فلا يوجد أي تواجد لـ"داعش" في مناطقنا، وهذا معروف للجميع، وما استهدفته الغارات هو مقرّ لبعض عناصر الجيش الحر المتواجد على جبهات مع النظام".

وأضاف قائد التجمع الذي انضم أخيراً لـ"جيش النصر" وهو من الفصائل التي تنسق عملياتها مع غرفة الـ"موك" بريف حماه، أن "النظام الروسي يقوم بضرب عناصر تجمع العزة في خط المواجهة مع قوات النظام في ريف حماه الشمالي، وهدف موسكو من هذه الغارات هو مساعدة النظام الذي شارف على الهلاك ومحاولة إنهاء الثورة السورية وزيادة معاناة الشعب السوري".

من جهته، رأى المحلل العسكري والاستراتيجي أحمد رحال، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "لا عذر، ولا حجة للغرب، وأصدقاء الشعب السوري اليوم، بعدم دعم الثورة السورية بكل ما يحتاج إليه الثوار بعد قتل المدنيين من قبل الاحتلال الروسي، سواء كان التحرك من قبل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين للحفاظ على الطغمة الإرهابية في دمشق أو بتوريط غربي لروسيا".

وأضاف أنّ "المناطق التي استهدفها القصف الروسي أمس توضح بأن النظام وروسيا باتوا يعملون فعلياً لرسم حدود الدولة العلوية في سورية".

اقرأ أيضاً: روسيا مستعدة لإطلاع واشنطن على دعمها العسكري للأسد

المساهمون