تزويد الإمارات حفتر بمنظومة "بانتسير-أس1": محاولة لتحييد طيران الوفاق

21 يونيو 2019
حققت قوات الوفاق تقدماً على الأرض(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية وليبية مقربة من المليشيات التابعة للواء الليبي خليفة حفتر، والتي تحاول اقتحام العاصمة طرابلس، الواقعة تحت نفوذ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها أممياً، أن تعزيزات وآليات عسكرية هجومية عبرت الحدود الغربية المصرية إلى داخل الأراضي الليبية خلال الأيام الماضية.

وأوضحت المصادر، والتي تحدثت إلى "العربي الجديد"، أن الآليات العسكرية تأتي ضمن شحنات من المساعدات والإمدادات الإماراتية، لمليشيات حفتر. وقالت إن "تلك الآليات، مصحوبة بعسكريين مصريين وخبراء إماراتيين، تم الدفع بها إلى محاور القتال حول العاصمة طرابلس". وكشفت أن تلك الشحنات تضمنت صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات، وذخائر مدفعية، وأنظمة رؤية ليلية، لافتة إلى أن أهم ما تضمنته تلك الشحنات هي منظومة "بانتسير – أس 1" الصاروخية. وكانت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية أشارت، أول من أمس، إلى إمداد الإمارات مليشيات حفتر بمنظومة دفاع جوي من طراز "بانتسير ــ أس 1"، وأن المنظومة وصلت إلى قاعدة الجفرة جنوب شرق طرابلس. وأشارت الصحيفة إلى أن صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي نشرت صوراً تظهر المنظومة على ظهر ناقلة عسكرية، مؤكدة أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تمتلك هذا الطراز. وفيما أشارت الصحيفة إلى إمكانية وجود خبراء وفنيين وصلوا برفقة المنظومة للعمل على تشغيلها، فقد أكدت أن أبو ظبي قدمت في السابق دعماً عسكرياً لمليشيات حفتر ممثلاً في مروحيات وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات.

وبحسب مصدر ليبي وثيق الصلة بمليشيات حفتر، فإن تزويد القوات المحاربة في معركة طرابلس، بتلك المنظومة الصاروخية جاء في ظل التفوق الجوي لقوات مصراتة، والتي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف مليشيات حفتر من خلال غارات جوية ليلية على مواقع تمركزها. تجدر الإشارة إلى أن منظومة "بانتسير أس1" هي نظام دفاع جوي أرض- جو قصير ومتوسط المدى، روسي الصنع، كان موجّها في البداية للقوات الروسية، لكن التطوير توقف لسنوات بسبب قلة الموارد، ثم أعيد إطلاق المشروع بعد طلب من الإمارات التي تبنّت تمويل مشروع التطوير في العام 2000. والمنظومة قادرة على مجابهة جميع أنواع التهديدات المعادية، سواء كانت طائرات مقاتلة، أو مروحيات، أو طائرات دون طيار أو صواريخ "كروز"، وذلك على مدى يصل إلى 20 كيلومتراً وارتفاع يصل حتى 15 كيلومتراً. كما أن بوسعها إطلاق النار في حالة الحركة والتوقف، ومتابعة 20 هدفاً في وقت واحد، وإطلاق الصواريخ على 4 منها. وتصل سرعة الصاروخ إلى 1300 كيلومتر في الساعة.



وتمكنت القوات التابعة لحكومة الوفاق، منذ مساء الثلاثاء الماضي، من تحقيق تقدم ملحوظ على الأرض، خصوصاً في محور المطار، بعدما تمكنت من السيطرة مجدداً على المطار وطرد مليشيات حفتر منه، واغتنام عدد كبير من العربات والآليات العسكرية. وتأتي الإمدادات وشحنات الأسلحة الإماراتية، التي تدخل إلى الأراضي الليبية بدعم مصري، على الرغم من القرار الأممي الذي يحظر بيع الأسلحة لكافة الأطراف الليبية. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل قبل أيام عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب التابع لمعسكر شرق ليبيا المناوئ لحكومة الوفاق الوطني. وأكد خلال اللقاء "دعم مصر الثابت الذي لم ولن يتغير حيال دعم الجيش الوطني الليبي في حملته للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية، واحترام السيادة الليبية والحفاظ على وحدة أراضيها" بحسب البيان الرسمي الصادر عن مؤسسة الرئاسة المصرية عقب اللقاء. واستقبلت العاصمة المصرية القاهرة، الإثنين الماضي، مؤتمراً ضم شخصيات وزعماء قبائل معارضين لحكومة الوفاق، نظمه جهاز الاستخبارات العامة، بأحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة المصرية.

المساهمون