المشروع يعمل عليه معماريون من جامعتي "إسطنبول التقنية" و"بوغازيتشي" التركيتيْن، والذين أجروا دراسات مقارنة للموقع الذي وضعته "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة" (اليونسكو) على لائحة التراث العالمي.
يعود تاريخ تشييد المبنى إلى عام 1612 على أنقاض مسجد مهجور، حيث أقيم عليها جامع "سوق الماعز" (كتشاوة باللغة العثمانية القديمة)، أثناء الحكم العثماني للجزائر الذي استمر لقرون، ثم أجرى الداي حسين باشا آخر حاكم عثماني للجزائر سنة 1794 تعديلات كبيرة عليه، ليصبح أكبر مساجد البلاد بمساحة ألف متر مربع ومآذن بارتفاع 21 متراً.
أعمال الصيانة الجارية حافظت على المكان، المبني بالطوب والحجر الجيري، والذي دمرّت أقسام منه عند دخول الاستعمار الفرنسي عام 1830، حيث حوِّل إلى مستودع للسلاح ثم مسكناً لرؤساء الأساقفة، قبل أن يتمّ تحويله إلى كنيسة القديس فيليب سنة 1838، من دون إجراء تغييرات كبيرة على هندسته، إذ بقيت آيات قرآنية منقوشة على جدرانه، وانطلقت أعمال توسعة فيه بعد بضع سنوات ليصل إلى مساحته الحالية.
في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1962، بعد أشهر من استقلال الجزائر، افتتح "كتشاوة" لتقام فيه أول صلاة بعد غياب دام 130 عاماً، وجرت أكثر من مبادرة لترميم بعض معالمه والقيام ببعض التعديلات التي لا تناسب بناء بيوت العبادة في الإسلام كوجود بوابة له قرب المنبر.
بحسب المخطط الجديد تمّ استحداث بوابات جانبية من الجهة الغربية حتى يكون الدخول للمسجد مقابلاً للمحراب، كما خصص مكان للنساء. ومن المتوقع أن تتسع قاعة الصلاة إلى حوالي 1200 مصلٍ.
وقد قام الخطاط التركي حسين قوطلو برسم الآيات القرآنية بخطي الكوفي والثلث على الجدران، بدلاً من بعض الكتابات التي اختفت عند تحويل الجامع إلى كنيسة.