تركيا: نجاة الديمقراطية

17 يوليو 2016
+ الخط -

عديدة هي الأسباب التي تجعل من محاولة الانقلاب في تركيا حدثاً عالمياً مركزياً، لا تركياً محلياً أو حتى إقليمياً. تركيا، بوزنها السياسي ــ الاقتصادي ــ العسكري، كادت تخسر مكتسباتها الديمقراطية لولا أن حماها الأتراك بنزولهم إلى الشارع ومواجهة مجموعة ضباط أرادوا إعادة الساعة إلى الخلف، وإحياء أمجاد "الدولة العميقة" في جمهورية مصطفى كمال.

الاهتمام الإعلامي العالمي بالحدث التركي شابته "مصائب" عديدة معظمها يتصل بموقف مؤيد للانقلاب ترجمته خصوصاً فضائيات وصحف عربية أعربت، حرفياً أو مجازياً، عن أسفها لفشل الانقلاب.

اقتصادياً، الأزمة كبيرة، وهي كانت كذلك قبل محاولة الانقلاب، ولا شك أنها تعمقت بعده. لكن في النهاية، نجت التجربة التركية الديمقراطية من الكارثة، لتبقى بلداً يؤوي ملايين المضطهدين من العرب الفارين من جحيمهم السوري والمصري والعراقي والليبي والفلسطيني...

ما بعد محاولة الانقلاب في الداخل التركي محطّ اهتمام عالمي وسط سباق غربي على حثّ القيادة التركية على عدم "الانتقام" بحجة "تنظيف" رواسب الانقلابيين. لكن السلطات التركية اعتقلت ما يزيد عن الستة آلاف مشتبه بضلوعه مباشرة أو غير مباشرة بمحاولة الانقلاب، وهو رقم مرشح للارتفاع، وسط صمود الإجماع الشعبي والحزبي النادرين في تركيا إزاء رفض ما حصل ليل 15-16 يوليو/تموز 2016، رغم الخصومة الهائلة بين أطياف العائلة السياسية التركية.

بجميع الأحوال، تبقى محاولة الانقلاب في تركيا، على الأقل، من أهم أحداث العالم للعام الحالي.

المساهمون