تركيا تقيم نقطة مراقبة جديدة بإدلب وتلوّح بـ"تصعيد كبير"

إسطنبول

جابر عمر

جابر عمر
إسطنبول

عدنان أحمد

عدنان أحمد
07 فبراير 2020
F26C580C-8FDB-4464-B323-0BBEC8B128C3
+ الخط -
رغم تعرض نقاطها العسكرية للحصار من جانب قوات النظام السوري بشكل متكرر، أنشأت القوات التركية، صباح اليوم الجمعة، نقطة عسكرية جديدة غرب مدينة سرمين، التي تتعرض لهجوم من قوات النظام في ريف إدلب، وفيما أكدت أنقرة أنها لا تعتزم سحب قواتها من نقاط المراقبة في المحافظة، هددت خلال اجتماع بوفد روسي بـ"تصعيد كبير" إذا لم يتوقف الهجوم على إدلب.

وقال مراسل "العربي الجديد" إن النقطة الجديدة أقيمت في مبنى الإسكان العسكري، إلى الغرب من سرمين، شرقي مدينة إدلب، وتضم آليات ثقيلة وجنوداً. وأمس كان رتل عسكري تركي يضم 6 دبابات و5 عربات مدرعة و23 مصفحة قد خرج من مطار تفتناز نحو الغرب، ومر بالقرب من مدينة بنش، شرقي إدلب، قبل أن يستقر في نقطة الإسكان.

وحسب صحيفة "يني شفق" التركية في نسختها الصادرة اليوم، فإن القوات التركية أخلت النقاط الأربع التي أقامتها حديثاً بمحيط سراقب مع سيطرة النظام على المدينة.

غير أن مصدراً أمنياً تركياً أكد أن أنقرة لا تعتزم سحب قواتها من نقاط المراقبة رغم وجود ثلاث نقاط منها في مناطق تخضع حاليا لقوات النظام.

وقال المصدر لوكالة "رويترز"، إن أفراد الجيش التركي لا يواجهون "مشكلات" في سراقب، مضيفا أن نقاط المراقبة في إدلب مجهزة للدفاع عن أفرادها.

وأوضح المصدر أن الدوريات التركية الروسية المشتركة في شمال سورية على الحدود مع تركيا تأجلت بسبب حالة الطقس لا بداعي الهجمات في إدلب.

وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الدفاع التركية في وقت لاحق، أن نقاط المراقبة في إدلب ستواصل مهامها، وأنه سيتم الرد بالمثل على أي هجوم يستهدف القوات التركية. جاء ذلك على لسان العقيد أولجاي دنيزر، مدير فرع التخطيط والتنسيق والتحليل في وزارة الدفاع التركية، خلال الاجتماع الصحافي الأول لوزارة الدفاع في 2020.

وقال دنيزر "إن هجمات النظام السوري التي استهدفت الجنود الأتراك في 3 فبراير/شباط الحالي، تم الرد عليها في إطار الدفاع المشروع عن النفس".

ونفى ادعاءات إلغاء الدوريات المشتركة مع روسيا قائلا "لا توجد أي مشاكل بين الطرفين وعمليات التنسيق جارية بين المسؤولين العسكريين الأتراك والروس، وتأجيل الدوريات المشتركة سببه سوء الأحوال الجوية".

وتابع "القوات المسلحة التركية في إدلب مستعدة لأداء كافة المهام التي سُتكلف بها".

وأكد أن "نقاط المراقبة ستواصل مهامها وسيتم الرد بالمثل على أي هجوم".

وكانت القوات التركية قد استقدمت، أمس، رتلا عسكريا كبيرا مكوناً من نحو 50 آلية بين مدرعات ودبابات وعربات ثقيلة ومعدات لوجستية، حيث عمدت إلى إنشاء نقطة جديدة لها في مطار تفتناز العسكري، شرق إدلب.

وتقوم تركيا بإنشاء عدة نقاط عسكرية في محافظة إدلب بالتزامن مع تقدم قوات النظام التي سرعان ما تحاصرها، برغم تحذيرات مسؤولين أتراك من المساس بها.

ووجه الرئيس التركي قبل أيام تحذيرا بوجوب انسحاب قوات النظام من حول النقاط التركية حتى نهاية الشهر الجاري، وإلا فإن تركيا ستقوم بإبعادها بنفسها.


وكان مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، قد أكد أيضاً أن بلاده لن تسحب قواتها من محافظة إدلب، ولن تترك نقاط المراقبة فيها.

وأضاف خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في إدلب، الخميس، أن "أي استهداف لأمن تركيا وجنودها لن يمر دون عقاب، ولن نتردد في ممارسة حقنا في الدفاع المشروع عن النفس. لا أتحدث عن خطنا الأحمر هنا، إنما هذا تحذير".

أنقرة تلوح بـ"تصعيد كبير"

في غضون ذلك، كشفت مصادر في وزارة الخارجية التركية، لـ"العربي الجديد"، أن وفداً روسياً وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، لبحث الملف السوري، وعقد اجتماعاً فورياً مع الجانب التركي، فيما تتواصل الاجتماعات، اليوم الجمعة.

وأكدت تركيا خلال الاجتماع، حسب المصادر، إصرارها على مطالبها بانسحاب قوات النظام السوري ليس فقط من المناطق التي تقدّمت إليها في حملتها خلال الفترة الأخيرة في إدلب ومحيطها، بل إلى حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب قبل أكثر من عامين.

 وبحسب المصادر، فعلى الرغم من توقّع أنقرة أن موسكو لن تتجاوب مع هذه المطالب، إلا أن تركيا تحاول جهدها التفاوض حول الملف السوري من سقف عالٍ للحصول على أكبر قدر من المكاسب، ومنها الانسحاب من سراقب التي دخلتها عناصر روسية مع قوات النظام، الخميس.

 وكشفت المصادر أن أنقرة هددت بشكل واضح وصريح بأنه إذا لم تحصل تطورات في التفاوض مع الروس ولم يتوقف التصعيد في إدلب، فإن التصعيد من جانبها سيكون كبيراً.

وبحسب المصادر، فإن تركيا تطرح الخيارات العسكرية المتنوعة، وهو ما أكدته وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء أيضا، التي نقلت عن مصادر أمنية أن القوات العسكرية التركية بانتظار الأوامر العسكرية لتنفيذ عمليات ضد النظام في إدلب، خصوصاً أن الحشد العسكري التركي تواصل في الأيام الأخيرة بمختلف أنواع الأسلحة.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو قد ذكر أن بلاده ستقوم بكل ما يلزم لوقف المأساة الإنسانية في إدلب، مشيرا إلى أنهم سيبحثون الوضع هناك مع وفد روسي يزور تركيا يوم غد، السبت.

ذات صلة

الصورة
الهلال الأحمر القطري يفتتح قريتين سكنيتين شمال غرب سورية، 18 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل منظمة الهلال الأحمر القطري العمل في الإسكان الإنساني في مناطق شمال غربي سورية، حيث افتتحت قريتين في منطقة كفر جالس غربي مدينة إدلب.
الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
فك الاشتباك جندي إسرائيلي عند حاجز في القنيطرة، 11 أغسطس 2020 (جلاء مرعي/فرانس برس)

سياسة

تمضي إسرائيل في التوغل والتحصينات في المنطقة منزوعة السلاح بين الأراضي السورية ومرتفعات الجولان المحتلة، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974.
الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام