انطلقت في منطقة يني كابيه الساحلية في إسطنبول، عصر اليوم الأحد، التظاهرة المليونية التي رفع لها شعار "الشهداء والديمقراطية"، وذلك رداً على محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي، بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
ويشارك في التظاهرة، والتي دعت إليها الحكومة التركية، أيضا، قطاع واسع من مكونات الشعب، كما ستعرف مشاركة رئيس الوزراء زعيم حزب "العدالة والتنمية"، بن علي يلديرم، ورئيس حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، كمال كليجدار أوغلو، وزعيم حزب "الحركة القومية"، دولت بهتشلي، فيما يغيب رئيس حزب "الشعوب الديمقراطية"، صلاح الدين ديميرتاش.
وقالت مصادر تركية مسؤولة لـ"العربي الجديد" إن الأتراك بدأوا بالتوافد إلى ميدان يني كابيه منذ الساعة الواحدة من ظهر اليوم، وأن التقديرات تشير إلى حضور ثلاثة ملايين ونصف المليون تركي، في مظاهرة يتوقع أن تكون الأكبر بتاريخ تركيا، حيث، ولأول مرة، تحضر الأحزاب الثلاثة الكبرى تظاهرة واحدة، مشيرين إلى أن التعليمات تؤكد على عدم رفع أي علم لحزب أو تنظيم، سوى العلم التركي، وصور 239 قتيلا قضوا خلال محاولة الانقلاب الفاشل.
وحول الإجراءات الأمنية التي ستصاحب التظاهرة، أضافت المصادر أن نحو 15 ألف من رجال الأمن والشرطة جرى استنفارهم لحماية المتظاهرين، وتأمين المكان، تفادياً لـ"أي عمل محتمل"، فضلاً عن تحريك ثلاث بواخر عسكرية حربية راسية قبالة التجمع لحماية المتظاهرين.
وعن سبب عدم دعوة حزب "الشعوب الديمقراطية" للتظاهرة، قالت المصادر: "لم تتم دعوة حزب الشعوب، والرئيس التركي أشار سابقاً إلى أنه لا تتم دعوة كل من يضع يده بيد الإرهابيين".
وتأتي التظاهرة المليونية اليوم الأحد بعد عشرين يوماً من التظاهرات والمسيرات التي دعا لها أردوغان ليلة العملية الانقلابية الفاشلة، "صوناً للديمقراطية ورفضاً للانقلاب"، وفي سياقها نظم حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، في 24 من الشهر الفائت، تظاهرة في ميدان تقسيم بإسطنبول باسم "الجمهورية والديمقراطية"، حضرها ممثلون عن حزب "العدالة والتنمية".
وقامت بلدية إسطنبول الكبرى، منذ صباح اليوم، بإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى ميدان يني كابيه، وخصصت حافلات لنقل المواطنين من محطات الميترو والترام إلى ميدان التظاهرة.
وفي تصريح صحافي، قال رئيس البلدية، قادر طوب باش، إنّ كافة التحضيرات لاحتضان التجمع باتت جاهزة، وإنّ إسطنبول ستظهر للعالم أجمع "كيف يكون التكاتف والوحدة بين أطياف الشعب الواحد ضدّ محاولة الانقلاب".
وكان الرئيس التركي قد وجه دعوة لكل من رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، ورئيس حزب "الحركة القومية"، لحضور المظاهرة الختامية لصون الديمقراطية، حيث كشفت مصادر في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة أنّه دعا زعيمي المعارضة لحضور التظاهرة كتتويج وإنهاء لتظاهرات "صون الديمقراطية".