تركيا: السوريون يحتلون الصدارة بتأسيس 10 آلاف شركة

13 ديسمبر 2018
إقبال سوري كبير على فتح مؤسسات في تركيا (Getty)
+ الخط -

يستمر السوريون بصدارة تأسيس الشركات في تركيا للعام الرابع على التوالي، بعدما لاقوا مناخاً مشجعاً ومنحتهم تركيا ميزات إضافية وتسهيلات، خلال تأسيس الشركات ومزاولة العمل والإنتاج والتصدير.

وأعلن مركز أبحاث تركي اليوم الخميس، أن السوريين أنشأوا أكثر من 10 آلاف شركة في مختلف القطاعات، منذ مجيئهم إلى تركيا عام 2011، نتيجة الحرب الدائرة في بلادهم.

وبحسب التقرير الذي نشره وقف أبحاث السياسات الاقتصادية التركية، فإن عدد الشركات السورية التي افتُتِحت في تركيا خلال السنوات الـ 7 الماضية، بلغ 7 آلاف و243 شركة مرخصة ومسجلة لدى السلطات التركية، فيما تُصنف باقي الشركات السورية على أنها غير مرخصة وليست موجودة في السجلات الرسمية، ليتصدر السوريون بحسب التقرير، المستثمرين الأجانب ممن أسسوا شركات جديدة في تركيا كل عام.

وبلغ عدد الشركات السورية المؤسسة خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الحالي، 778 شركة جديدة، فيما بلغ مجموع رأسمال الشركات السورية المسجلة في تركيا 119 مليوناً و343 ألفاً و550 ليرة تركية (تعادل 22.1 مليون دولار).
وتصدرت مدينة إسطنبول الولايات التركية التي تركزت فيها الشركات السورية، حيث تحتضن المدينة التركية حالياً 473 شركة سورية، تليها ولاية مرسين في الجنوب بـ182 شركة.

التجارة والعقارات والسياحة... أولاً

على صعيد القطاعات، تركز اهتمام السوريين أصحاب الشركات في تركيا، على قطاعات التجارة بالجملة، والعقارات، والتجارة بالتجزئة، والوكالات السياحية، إضافة إلى شركات الاستشارات، والنقل البري، والأغذية والنسيج.

ويقول المستثمر السوري محمد نزار بيطار: "يوجد نحو 20% من الشركات غير مفعلة يؤسسها أصحابها من أجل شراء عقار، إذ غير مسموح للسوريين التملك بتركيا، ولأغراض أخرى كاستخراج إذن عمل للتقدم بأوراق الجنسية".

وحول زيادة الشركات السورية، يعزو بيطار السبب إلى أن تأسيس الشركة بتركيا لا يحتاج سوى لرقم ضريبي وجواز سفر، والتسهيلات بتركيا مشجعة، وهذه الشركة تؤمن له إذن عمل وإقامة رسمية ويطرح اسمه للجنسية وتمكنه من الحصول على فيزا للخروج والعودة إلى تركيا، إذا أثبت أنه عضو في غرفة تجارة وتقدم ببيانات مصرفية وأرباح عن شركته.

ولفت المستثمر السوري خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن الشركات السورية بتركيا أكثر من 10 آلاف، إذ يوجد نحو 3 آلاف شركة لسوريين بالشراكة مع أتراك، وخاصة قطاعات العقارات والخدمات، كما يوجد شراكات لسوريين مع الأتراك بولاية أفيون على سبيل المثال في قطاع الحجر والرخام، وفي مرسين بقطاع الغذائيات، وهكذا.

الأكثر جذباً الأغذية والألبسة والأحذية

وعن أهمّ القطاعات التي دخلها السوريون بتركيا، يشير بيطار إلى أن "الصدارة تأتي لقطاع الأغذية ومن ثم الألبسة والأحذية، كما تأتي الشركات العقارية والتصدير والموبيليا ببعض الولايات في المقدمة، مشيراً إلى أن السوريين وعبر السنوات السبع الفائتة، عرفوا كيف يغيرون من النمط الإنتاجي والاستهلاكي بتركيا، بل يكسبون المنافسة في العديد من القطاعات، في مقدمتها قطاع المطاعم والحلويات لجهة العدد والانتشار، والرخام وبعض الألبسة والصناعات الغذائية، لجهة النوع".

ويستمر السوريون في صدارة قائمة الأجانب الذين يؤسسون شركات بتركيا، بعدما أسسوا شركات فاق عددها مثيلاتها الأجنبية في البلاد، وحلّت بذلك في المرتبة الأولى.

ويشير تقرير سابق لاتحاد غرف التجارة وسوق الأوراق المالية في تركيا، أن عدد الشركات التي أسسها السوريون بتركيا، بلغ 7234 شركة سورية في البلاد في السنوات السبع الماضية حتى نهاية أغسطس من العام الجاري، لافتاً إلى أن هناك شركات غير مرخصة أسسها سوريون، ما يوصل العدد الإجمالي لنحو 10 آلاف شركة.

ويقول صاحب شركة "خدمات اسينيورت" حسن محمد، تزايد بشكل كبير عدد السوريين الذين يؤسسون لشركات هذا العام، سواء شركات إنتاجية أو حتى خدمية، متوقعاً خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ السبب يعود لمناخ العمل المشجع بتركيا، وإلى ما يمكن أن تحققه الشركات من تسريع السوريين على الحصول على الجنسية.

واعتبر صاحب شركة الخدمات بإسطنبول، أن مخاوف بعض السوريين من العودة قسراً لسورية، فيما لو تمت تسويات، هي عامل إضافي بزيادة تأسيس الشركات وحتى تسجيل الشركات التي كان أصحابها لا يكترثون سابقاً لتسجيلها.

أضاف: "يوجد شركات محدودة كثيرة، لكن أصحابها لم يسجلوها ويدفعوا ضرائب من ذي قبل، اليوم نرى كثيرين يسجلونها بعد ما يقال عن دور ذلك بالحصول على الجنسية التركية".

وليست إحصاءات العام الجاري مفاجئة، إذ حلّ السوريون أولاً لجهة الحصول على تصاريح العمل العام الفائت بتركيا، بعدما حصل نحو 21 ألف سوري على أذون عمل بنسبة 24% من مجمل ما منحته وزارة العمل والضمان الاجتماعي.

ويرى رجل الأعمال السوري بإسطنبول سعيد النحاس، أن حصول السوريين على إذن عمل، يعتبر المرحلة الأولى لمنحهم الجنسية، فالسوري الذي يمتلك إذن عمل هو مرشح قوي للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية.

ولفت في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، إلى أن عدد الشركات السورية التي تأسست بتركيا العام الماضي بلغت نحو 2000 شركة في حين لم تزدد عام 2016 عن 1800 شركة، "وهذا العام سيكون قياسياً نظراً لما يشاع عن حلول سياسية وتجنيس السوريين أصحاب الأعمال".

وتشير بيانات منصة الاقتصاديين الأتراك التي تشرف على برنامج تحسين وضع السوريين بتركيا، إلى أن السوريين استثمروا أكثر من 360 مليون دولار في تركيا، من خلال مساهمتهم في الاقتصاد خلال السنوات الست الماضية، إذ تطورت مساهمة السوريين في الاقتصاد التركي، من نحو 90 مليون دولار عام 2014، إلى 84 مليون دولار في 2015، لتزيد عن 90 مليون دولار العام الفائت.

وتشير الإحصائيات التركية إلى أن عدد السوريين الموجودين في تركيا بحلول يونيو/ حزيران 2018، بلغ 3 ملايين و325 ألف شخص، متوزعين على مختلف الولايات التركية.
دلالات
المساهمون