ترامب ظافراً بالترشيح "الجمهوري": صدّ لأوباما وسخرية من كلينتون

27 مايو 2016
ترامب يغير لهجته بعد مكاسبه الانتخابية (Getty)
+ الخط -
 بعد مرور وقت وجيز على إعلان نجاح رجل الأعمال الأميركي المثير للجدل، دونالد ترامب، في تأمين العدد المطلوب من المندوبين لتمثيل الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، ظهر المرشح الجمهوري أكثر أدباً ورزانة مما اعتاد الأميركيون على سماعه منه طوال حملته الانتخابية، معلناً في الوقت نفسه تحديه للسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، ومواصلاً سخريته من منافسته المحتملة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون.


وفي ردّه على انتقادات وجهها إليه الرئيس الديمقراطي الحالي، باراك أوباما، وصفه فيها بالجهل، قال ترامب إن أوباما لم يكن من المناسب أن يوجه له انتقادات حادة من المكان الذي هو فيه حالياً، في إشارة إلى وجود أوباما خارج الولايات المتحدة.

وأضاف ترامب في تصريحات أدلى بها في ولاية ساوث داكوتا، في أثناء لقاء له مع عدد من المندوبين إلى مؤتمر "الحزب الجمهوري" المقرر عقده في ولاية أوهايو في يوليو/تموز المقبل، إن "تصريحات أوباما تظهر للعالم انقسام الأميركيين، وهذا أمر كان يتوجب على الرئيس تجنبه طالما أنه موجود خارج الأراضي الأميركية".

وفي سياق متصل، عرض ترامب على منافس هيلاري كلينتون على تمثيل الحزب الديمقراطي، السيناتور بيرني ساندرز، مشاركته في مناظرة سياسية يذهب ريعها، الذي توقع ترامب أن يتجاوز عشرة ملايين دولار، لصالح المنظمات الخيرية المعنية بصحة المرأة.

وفسر مراقبون هذا العرض من ترامب على أنه يأتي في سياق احتمالات مفترضة بحرمان كلينتون من خوض السباق الرئاسي لأسباب قانونية، واختيار ساندرز لتمثيل الحزب الديمقراطي بدلاً عنها بغض النظر عن نتيجة السباق الحزبي مع كلينتون.



وما تزال المرشحة الديمقراطية المحتملة تتلقى الهجمات القوية من ترامب، الذي لم يخف تمنيه مع ذلك خوض معركة التنافس النهائي معها.

وفي وقت سابق من اليوم، الخميس، شن الرئيس أوباما، هجوماً على ترامب، على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان، مندداً بطروحاته، التي قال إنها تكشف عن مدى جهله بشؤون العالم، ومدى تعاليه على الآخرين. وذكر أوباما قبيل زيارة تاريخية له إلى مدينة هيروشيما، التي دمرتها قنبلة ذرية أميركية في عام 1945، أن قادة العالم "لا يعرفون إن كان عليهم أخذ بعض تصريحاته بجدية. لكنها أثارت استياءهم".

وفي الوقت الذي كرر فيه أوباما التشكيك في صلاحية ترامب لتولي رئاسة الولايات المتحدة، أشاد بالمتنافسين على ترشيح الحزب "الديمقراطي"، قائلا إن "هيلاري وبيرني كلاهما صالحان، أنا أعرفهما جيدا".

في غضون ذلك، قضى ترامب على آمال من تبقى من المعترضين الجمهوريين على تمثيله لحزبهم في انتخابات الرئاسة، وذلك بارتفاع عدد المندوبين المؤيدين له من أعضاء مؤتمر الحزب إلى أكثر من نصف عدد أعضاء المؤتمر البالغ 2473 مندوباً.

وبحسب آخر إحصاء أجرته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية لمجموع عدد المندوبين المنتخبين والمعينين، فقد بلغ إجمالي المندوبين المؤيدين لترشيح ترامب 1238، مع إمكانية حصوله على تأييد حوالى 300 مندوب إضافي من الولايات، التي لم تجر فيها التصفيات النهائية حتى الآن، ومن ضمنها ولاية كاليفورنيا التي ستكون ساحة مهمة لحسم التنافس الديمقراطي في آخر "ثلاثاء كبير" من الانتخابات التمهيدية في السابع من يونيو/ حزيران المقبل، لكنها لن تمثل أهمية كبرى لترامب بعد أن حصل على الأغلبية المطلوبة.

وبحصول ترامب على أكثر من نصف العدد الكلي من المندوبين، يكون قد عزز من موقفه مسبقاً في مؤتمر الحزب، بحيث أصبح من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، تحدي إرادة الناخبين تحت أي عذر من جانب قيادات الحزب الجمهوري.
وينتظر مراقبون أن يعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، باول راين، بصفته من كبار قيادات الحزب الجمهوري، تزكيته لترشيح ترامب قبيل حلول موعد مؤتمر الحزب، لقطع الطريق أمام أية محاولات للانشقاق أو تحدي ترامب في أثناء مؤتمر الحزب، بما قد يجبره على خوض الانتخابات الرئاسية كمستقل، وهو ما يخشى الجمهوريون حدوثه.

وفي سياق متصل، أعلن راين أنه أجرى محادثة، وصفها بالجيدة مع دونالد ترامب، لكنه لم يعلق على إمكانية فوز الأخير بترشيح الحزب.

ومن الناحية النظرية، فإن نتائج الانتخابات التمهيدية، التي حاز فيها ترامب الأغلبية في عدد المندوبين غير ملزمة لقيادات الحزب، ولكنها كافية لترجيح كفته في حال إحالة أي خلاف للتصويت. ولا تمنع القوانين الحزبية أي قيادي جمهوري لم يشارك في الانتخابات التمهيدية من ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية، ولكن الطامحين في الترشيح كانوا يأملون في عدم حصول ترامب على العدد المطلوب، ليعتبروه مبررا أخلاقيا لتحديه أو رفض ترشيحه في أثناء المؤتمر.

المساهمون