تراث التطريز بالقطبة الفلسطينية تحميه نساء مخيّمات لبنان

15 مايو 2014
نساء فقيرات يحمين تراثاً غنيّاً (أرشيف/GETTY)
+ الخط -
"التطريز على الثياب بالقطبة الفلسطينية هو تراثنا، وهويتنا، وهذا التراث ما زال مستمراً إلى اليوم لأنّنا موجودون، وهو جزء من وجودنا"، قالت ألماظ الشرقاوي، الشابة المقيمة في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان.

تروي ألماظ حكاية المطرّزات "التي حين تراها ستعرف فورا أنّها فلسطينية". وتتابع في حديث مع "العربي الجديد": "هذا التراث نورثه أولادَنا، فابنتي، منذ كان عمرها 14 عاماً، تعلّمت التطريز الفلسطيني، وطرّزت كلّ متعلّقاتها الشخصية من بيت هاتفها الخلوي إلى مقلمة المدرسة، إلى غيرها".


هكذا تروي ألماظ أنّ الأشياء، التي يمكن تطريزها، "كانت محدودة في السابق، وباتت أكثر من أن تُحصَى اليوم". وباتت العائلة تشارك في معارض تطريز داخل لبنان وخارجه: "وصرنا نعرف الذوق الغربي فأضفنا على مطرّزاتنا ما يطلبونه، رغم أنّ التراث الفلسطيني بقي هو الأساس". "ومن يعرف الأثواب الفلسطينية، يستطيع أن يعرف كلّ ثوب من أيةّ منطقة يأتي، أو عن أيّ منطقة يعبّر"، تقول ألماظ، وتضيف: "رغم أنّ القطبة نفسها إلا أنّ الرسمة تختلف بحسب البلدة".

ألماظ وابنتها تخيطان أثوابا ومطرّزات تجسّد العرس الفلسطيني، من حمام العريس والحنّة إلى الزفذة والأغنيات التراثية الخاصة بالعرس: "ومن الأغنيات التي جسّدناها في مطرّزاتنا: عريسنا زين الشباب.. زين الشباب عريسنا، عريسنا عنتر عبس.. عنتر عبس عريسنا، يا شمس يللي في السما.. عالأرض في عنا عريس، عريسنا شمس الضحى.. طلب العروس وما استحى، عريسنا زين الشباب.. زين الشباب عريسنا. وهذه الأغنية كانت تُغنّى عندما كانت تخرج العروس من بيت أهلها إلى بيت العريس".




إيمان شحادة هي واحدة من النساء اللواتي اخترن أن يمتهنّ هذه الحرفة، ليساعدن أزواجهنّ على مصاعب الحياة. فهي تعمل، وزوجها، ضمن مشروع تطريز في البيت. وفي عملهما، أدخلا الخشب على التطريز، كما يعملان على علب المحارم والإكسسوارات. ويؤمنان الطلبات إلى الزبائن. وقد اشتركا في معارض ونالت منتوجاتهما استحسان الحضور. واستطاعا بيع إنتاجهما، خصوصا أنّه مصنوعات جديدة. وإيمان أيضا اشتركت في دورة تطريز لتتعلّم القطبة الفلاحة، وقطبة التحرير، والمناجل.

أما عن القطبة الفلسطينية، فتقول: "لا تختلف عن غيرها، لكنّ الاختلاف في الرّسم فقط، فكلّ منطقة في فلسطين لها رسمتها الخاصّة. ففي رام الله تختلف الرسمة عن القطبة مثلا".

مثلهم وفاء العريض، من مخيم الرشيدية، جنوب لبنان، تحدّثنا عن التطريز: "بالإضافة إلى أنّه تراثنا، فهو يعلّم الصبر ويزيد من مدخول العائلة". وهي تحاول "إضافة بعض المطرّزات الفلسطينية إلى الأثواب العصرية".



وكلّما زادت مهارة التطريز ارتفع السعر، وبات يمكن الوصول إلى زبائن يملكون قدرة شرائية أكبر كي يدفعوا ثمن لوحة فنية. وبهذا يكون التطريز تعبيرا عن الهويّة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه مساعدا على رفع مدخول العائلات الفقيرة، ومهنة للنساء اللواتي لا يعملن، وباباً لتطوير فنّ قديم، وفي كلّ الأحيان طريقة للتذكير بفلسطين وبحقّ العودة إليها.

دلالات
المساهمون