أنت تقرأ وتفكر. أنت تقرأ وتشاهد.
بجانبك فتاة صغيرة مع طفل من تلك الأيام الخوالي وحولهما رعاية وحدب وحنانات الجدة.
إنهما مواليد حديثو الولادة نسبياً، بحيث تظن أنها ليست المرة المئة التي يخرجون فيها للتنزّه مع هذه الجدة في سيوتاديلا.
فجأة، يرن جوالك فتطفئه.
إنها سيارة الشرطة، لمرة رابعة، تتسكع باسترخاء في الممرات.
أنت تقرأ ولا تفكر. أنت تقرأ وتشاهد.
ولربما تعلم أن السعادة موجودة على استحياء وعجل، في مكان ما من المدينة المفعمة بشبق الحياة.
أنت تقرأ وتشاهد.
ولربما تعلم أن أطفال بلادك هناك في حالة حرجة، لأنهم يُكررون بصوت عال رغبتهم في العودة إلى قراهم، بينما شياطين الإنس يردّون عليهم بالطلقات.
أنت تشاهد وترتعش يدك.
تشاهد وينقص الأكسجين رويداً رويداً، فتعاجل الرئتين بتدخين سيغار رخيص.
ما يقولونه يزلزل: يخبرونك أن طفل جارك في حالة حرجة. ترتعش يدا الفتاة عن الأرجوحة وتسقط تقريباً من ذراعيها.
ترى الجدة تعتني بالحفيدة. جميع الموجودين هنا مشغولون كلٌّ بحاله وبالفتاة.
عما قليل تحلّ فترة ما بعد الظهر.
تقرأ وتشعر بحماوة الشمس.
تقرأ وتشعر أنك قريب من ضجيج لامتناه.
إلهي ومولاي الافتراضي جداً:
كيف يمكن لشجرة أن تعود إلى ترابها الأحمر؟
الأحمر الآن سائد هناك، فإلامَ ـ ولا مؤاخذة ـ وأنت كما قيل: كلّي القدرة؟
وكما قيل، فإنك تحيط بهم من ست جهات، لمَ لا تتدخل؟
والله لو كان هناك مصففو شعر كتَلان لما هان عليهم، ولركبوا أسد الشجاعة.
أريدك تتحرك قليلاً، كي ـ ولا مؤاخذة ـ لا أسقط أنا هنا أيضاً.