أكثر من خمسة وعشرين عاماً مضت على رحيل إيقونة موسيقى الريغي، بوب مارلي، ولا تزال شعبيته تزداد يوماً بعد يوم، على صعيد الوطن العربي، والعالم كله، بل إن موسيقى الريغي التي ابتدعها العرق الأفريقي في جامايكا الكاريبية في الستينيات، من خلال الدمج بين الموسيقى الغربية الرائجة حينها، كالبلوز والجاز مع الإيقاعات الأفريقية، يزداد عشاقها كل سنة، وتزداد الفرق والمغنون الذين يتخذونها مساراً فنياً لهم. وبدأت آثار الريغي وتداعيتها تنضج في الوطن العربي في العقد الأخير من القرن الماضي، وقد اتخذت تداعيات الريغي ثلاثة مسارات في الموسيقى العربية، وهي:
مظاهر الريغي الشكلانية
القبعة الملونة التي كان يرتديها بوب مارلي، تحمل دلالة رمزية اجتماعية في الوطن العربي، فهي تدل على الأشخاص المهتمين بالفن، وطلاب معاهد الموسيقى والتمثيل في الوطن العربي، وأما تدخين الحشيش، أو الماريغوانا، فأصبح يعبر عن حالة الإبداع الفني، باعتقاد شريحة واسعة من الشباب، وذلك يعود أيضاً لبوب مارلي، الذي كان يدخن الماريغوانا علناً، لكون ذلك مسموحاً به في العقيدة الرستيفارية التي كان يعتنقها. فالعديد من الفنانين الشباب تعاملوا مع بوب مارلي كمثل أعلى، فتقلدوا بشكله ولباسه وطقوسه، ولكن تأثرهم به انحصر بالحدود الشكلانية، دون أن تؤثر موسيقى الريغي على نتاجهم الفني.
اشتهر مارلي بأغانيه ذات الأبعاد السياسية مثل "قم وانتفض" وأغانيه الداعية إلى السلام، مثل "حب واحد" إضافة إلى أغانيه الرومانسية، كما عرف بانحيازه للشعوب الفقيرة، حيث شارك في احتفال زيمبابوي بنيلها الاستقلال عام 1980.
الريغي كمسار فني
منذ التسعينيات، وأغاني الريغي تنتج في الوطن العربي، فظهرت العديد من الفرق التي تخصصت بهذا النمط الموسيقي، وأنتجت أغانيَ ريغي باللغة العربية، مثل فرقة "نشاز" التونسية، وفرقة "توت أرض" الجولانية – السورية، وظهرت أيضاً بعض الفرق العربية التي غنت الريغي باللغة الإنكليزية دون أن تحاول إجراء أي تغيير أو تجديد لإقحام هويتها الثقافية/ مثل فرقة "راستا بيروت" اللبنانية، بينما حاولت مجموعة من الفرق إقحام عناصر من الموسيقى العربية على موسيقى الريغي، مثل فرقة "ترابيت" اللبنانية. واستهوت موسيقى الريغي العديد من الفرق والمغنيين المعروفين لتجريبها في بعض الأغاني، مثل المطرب المصري محمد منير، الذي قدم أغنية "الليلة يا سمرا" في برنامج "كوك العربي" بتوزيع موسيقى الريغي، وفرقة "أوتوستراد" الأردنية، التي قدمت أغنية "مرسال" على إيقاعات الريغي. إلا أن موسيقى الريغي لم تستطع أن تحتل مكانة جماهيرية لدى القسم الآسيوي من الوطن العربي، وبقيت حكراً على بعض الفرق المستقلة، ولكنها استطاعت أن تحتل مكانة هامة في القسم الأفريقي من الوطن العربي، ربما بسبب العامل الجغرافي، وأصول الريغي الأفريقية.
العودة إلى الأصل
إن نجاح تجربة الريغي، التي استفادت من الإيقاعات الأفريقية لتؤسس لظاهرة موسيقية عالمية، حرضت بعض الموسيقيين العرب، في القسم الأفريقي من الوطن العربي، على العودة إلى الإيقاعات الأفريقية والاستفادة منها، ودمجها بأنماط موسيقية أخرى كالموسيقى الشرقية. ويعتبر عمرو دياب الرائد في هذه الحركة الموسيقية، فهو استخدم الإيقاعات الأفريقية في أغانيه أول مرة بأغنية "أفريقيا"، التي غناها في بطولة الأمم الأفريقية الخامسة سنة 1990، وفي نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، أقحم الإيقاعات الأفريقية على الموسيقى الشرقية في العديد من الأغاني، مثل: "قمرين"، "وغلاوتك"، "عشقاني" وغيرها، ولكن هذه الأغاني بالطبع لا تصنف ضمن نمط الريغي، وإنما هي نمط جديد يدمج بين أنواع موسيقية متعددة مع الإيقاعات الأفريقية.
اقــرأ أيضاً
مظاهر الريغي الشكلانية
القبعة الملونة التي كان يرتديها بوب مارلي، تحمل دلالة رمزية اجتماعية في الوطن العربي، فهي تدل على الأشخاص المهتمين بالفن، وطلاب معاهد الموسيقى والتمثيل في الوطن العربي، وأما تدخين الحشيش، أو الماريغوانا، فأصبح يعبر عن حالة الإبداع الفني، باعتقاد شريحة واسعة من الشباب، وذلك يعود أيضاً لبوب مارلي، الذي كان يدخن الماريغوانا علناً، لكون ذلك مسموحاً به في العقيدة الرستيفارية التي كان يعتنقها. فالعديد من الفنانين الشباب تعاملوا مع بوب مارلي كمثل أعلى، فتقلدوا بشكله ولباسه وطقوسه، ولكن تأثرهم به انحصر بالحدود الشكلانية، دون أن تؤثر موسيقى الريغي على نتاجهم الفني.
اشتهر مارلي بأغانيه ذات الأبعاد السياسية مثل "قم وانتفض" وأغانيه الداعية إلى السلام، مثل "حب واحد" إضافة إلى أغانيه الرومانسية، كما عرف بانحيازه للشعوب الفقيرة، حيث شارك في احتفال زيمبابوي بنيلها الاستقلال عام 1980.
الريغي كمسار فني
منذ التسعينيات، وأغاني الريغي تنتج في الوطن العربي، فظهرت العديد من الفرق التي تخصصت بهذا النمط الموسيقي، وأنتجت أغانيَ ريغي باللغة العربية، مثل فرقة "نشاز" التونسية، وفرقة "توت أرض" الجولانية – السورية، وظهرت أيضاً بعض الفرق العربية التي غنت الريغي باللغة الإنكليزية دون أن تحاول إجراء أي تغيير أو تجديد لإقحام هويتها الثقافية/ مثل فرقة "راستا بيروت" اللبنانية، بينما حاولت مجموعة من الفرق إقحام عناصر من الموسيقى العربية على موسيقى الريغي، مثل فرقة "ترابيت" اللبنانية. واستهوت موسيقى الريغي العديد من الفرق والمغنيين المعروفين لتجريبها في بعض الأغاني، مثل المطرب المصري محمد منير، الذي قدم أغنية "الليلة يا سمرا" في برنامج "كوك العربي" بتوزيع موسيقى الريغي، وفرقة "أوتوستراد" الأردنية، التي قدمت أغنية "مرسال" على إيقاعات الريغي. إلا أن موسيقى الريغي لم تستطع أن تحتل مكانة جماهيرية لدى القسم الآسيوي من الوطن العربي، وبقيت حكراً على بعض الفرق المستقلة، ولكنها استطاعت أن تحتل مكانة هامة في القسم الأفريقي من الوطن العربي، ربما بسبب العامل الجغرافي، وأصول الريغي الأفريقية.
العودة إلى الأصل
إن نجاح تجربة الريغي، التي استفادت من الإيقاعات الأفريقية لتؤسس لظاهرة موسيقية عالمية، حرضت بعض الموسيقيين العرب، في القسم الأفريقي من الوطن العربي، على العودة إلى الإيقاعات الأفريقية والاستفادة منها، ودمجها بأنماط موسيقية أخرى كالموسيقى الشرقية. ويعتبر عمرو دياب الرائد في هذه الحركة الموسيقية، فهو استخدم الإيقاعات الأفريقية في أغانيه أول مرة بأغنية "أفريقيا"، التي غناها في بطولة الأمم الأفريقية الخامسة سنة 1990، وفي نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، أقحم الإيقاعات الأفريقية على الموسيقى الشرقية في العديد من الأغاني، مثل: "قمرين"، "وغلاوتك"، "عشقاني" وغيرها، ولكن هذه الأغاني بالطبع لا تصنف ضمن نمط الريغي، وإنما هي نمط جديد يدمج بين أنواع موسيقية متعددة مع الإيقاعات الأفريقية.