تحريض علني في حيفا على قتل زعبي وبشارة

01 يوليو 2014
يستغلّون قضية المستوطنين للتحريض ضد زعبي وبشارة (ناهد درباس)
+ الخط -
شهدت مدينة حيفا، عصر اليوم الثلاثاء، تصعيداً عنصرياً جديداً ضد الممثلين السياسيين للفلسطينيين العرب، وتحديداً ضد النائبة في الكنيست عن "التجمع الوطني الديموقراطي"، حنين زعبي، ومؤسس "التجمع"، عزمي بشارة. وردّد أكثر من ثلاثمائة متظاهر صهيوني في حيفا، خلال تظاهرة ضد إقامة مركز ثقافي عربي في مدينة حيفا، دعوات لقتل زعبي، وشعارات تنعت بشارة بـ"الإرهابي"، وذلك في سياق استغلال مقتل المستوطنين الثلاثة.

وردد المتظاهرون، من حزب الليكود، وعناصر اليمين المتطرف في حيفا، شعارات دموية وعنصرية ضد زعبي، بعدما رفضت طوال الـ18 يوماً الماضية، استنكار عملية خطف المستوطنين الثلاثة، ووصفها بأنها عملية إرهابية. كما أعلن المتظاهرون، على صفحة خاصة على "الفيسبوك"، أن تظاهرتهم نُظمت بالأساس، قبل العثور على جثث المستوطنين الثلاثة، وكانت تهدف إلى منع إقامة مركز ثقافي فلسطيني في المدينة، تعكف "جمعية الثقافة العربية" على إقامته، بحجة أن المركز تابع لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، وأنه سيسعى إلى فرض رواية فلسطين عن النكبة، ويقود إلى تقسيم مدينة حيفا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ودعا المتظاهرون من اليمين إلى "تحرير مدينة حيفا من سكانها العرب"، ورددوا شعارات تفيد بأن "إقامة متحف في حيفا هو عملية خطف أخرى"، و"لا يوجد شعب فلسطيني ولا موروث فلسطيني في حيفا، بل يوجد 30 ألف عربي إسرائيلي لا فلسطيني". وهتفوا "حيفا يهودية"، "ولا لتقسيم حيفا"، و"ليرحلوا الى غزة".

وطالب متظاهرو اليمين الصهيوني بإقالة نائب رئيس البلدية من الحزب الشيوعي الإسرائيلي، سهيل أسعد، مدّعين أنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين ولا شعب أيضاً.

وقدّم المتظاهرون، في ختام مسيرتهم في المدينة، عريضة للبلدية، طالبوها فيها بـ"ألا تسمح بأي شكل من الإشكال، بافتتاح مركز ثقافي للموروث الفلسطيني"، مضيفين: "معروف لدينا أن الجمعيات المؤيدة لحق العودة من عرب إسرائيل، تريد استعمال المبنى من أجل ترسيخ الرواية الفلسطينية والموروث الثقافي العربي، مثلما أرادوا سابقاً تغيير اسم شارع تسيونوت الى شارع الجبل وإعادة الاسم التاريخي للشارع".

وقال الكاتب إياد برغوثي، من إدارة جمعية الثقافة العربية، لـ"العربي الجديد"، إن تظاهرة حركة "إم ترتسو" والحركات اليمينيّة المتطرفة ضد بيع المبنى في حيفا لجمعيّة الثقافة العربيّة، وإقامة مركز ثقافي فيه، "تكشف وتفضح عمق عنصرية هذه الحركات، وتؤكّد قبل كل شيء أهميّة هذا المركز وضرورة إقامته، في حين يرفض المتطرفون أن يقام صرح ثقافيّ فنيّ لمجرد أنّه عربيّ فلسطيني".

وأضاف برغوثي "نريد أن نخلق مساحة مستقلة في حيفا للمبدعين الفلسطينيّين من أجل الإنتاج الفنيّ والأدبيّ والنشر الثقافيّ والتواصل العربيّ والدوليّ. نحن مستمرون في مشروعنا، ولن تفت عنصرية المتطرفين في عضدنا، وسننهي قريباً مرحلة التخطيط والترخيص أمام البلدية لننطلق في الترميم والبناء".

وكانت النائبة حنين زعبي قد قدمت، اليوم الثلاثاء، شكوى ضد وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان بتهمة التحريض على القتل واستباحة دمها، وذلك على خلفية تصريحات ليبرمان قبل أسبوعين، بأن مصير حنين زعبي يجب أن يكون شبيهاً بمصير منفذي عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة، في إشارة إلى القتل.

المساهمون