تحريض إسرائيلي لإحباط "أسبوع الأبارتهايد" في فرنسا

07 مارس 2017
فعاليات "أسبوع الأبارتهايد" تشمل مدناً أوروبية عدة (Getty)
+ الخط -
تواصل حكومة بنيامين نتنياهو تحركاتها لإحباط وشيطنة مظاهر الاحتجاج ضد سياساتها في أرجاء العالم، في الوقت الذي دعت فيه نخب في تل أبيب إلى فرض عقوبات على إسرائيل لإجبارها على تغيير أنماط سلوكها تجاه الفلسطينيين.

وبناءً على تعليمات وزارة الخارجية في تل أبيب، شرعت السفارة الإسرائيلية في باريس في تحركات لإقناع الحكومة الفرنسية بعدم السماح بتنظيم "أسبوع الأبارتهايد"، الذي تطلقه حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في عدد كبير من المدن الأوروبية، بما في ذلك فرنسا التي تنشط فيها الحركة، بمناسبة مرور 100 عام على صدور وعد بلفور، الذي مهّد الطريق أمام قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين. وما فاقم من حساسية الحكومة الإسرائيلية لنشاطات "أسبوع الأبارتهايد" في أوروبا حقيقة أن منظميه ينوون منحه أبعاداً كبيرة، إذ سينظم تحت عنوان: "100 عام من الاستعمار 100 عام من المقاومة لأجل العدالة".

وذكر موقع صحيفة "معاريف" أن منظمي الأسبوع لن يكتفوا بإعداد مؤتمرات ومسيرات وعروض فنية ومعارض، بل يستعدون أيضاً لتنظيم أنشطة ذات مضامين احتجاجية خاصة.

وأشارت معاريف إلى أن ما فاقم إحباط السفارة الإسرائيلية حقيقة أن السلطات الفرنسية منحت تراخيص لتنظيم فعاليات "أسبوع الأبارتهايد" في تسع مدن فرنسية، على الرغم من أن القانون الفرنسي يحظر أنشطة حركة (BDS). ومن المقرر أن يتم تنظيم فعاليات الأسبوع في مدن: باريس، ليون، مارسي، رين، تولوز، مونبيلييه، وغرونوبل.
وأكدت معاريف أن السفيرة الإسرائيلية في باريس، عليزا بن نون، توجهت بالفعل إلى المجالس المحلية في المدن التسع محذرة من "الخطورة التي تمثلها الكراهية التي يعكسها تنظيم هذه الفعالية وما يرافقها من نشاطات". وعملت بن نون على مهاجمة حركة المقاطعة من خلال القول إنها "أماطت اللثام عن وجهها اللاسامي المعادي للصهيونية، وتصور إسرائيل كمجرد مستعمرة وتنزع الشرعية عنها"، بحسب ما جاء في رسالتها لرؤساء المجالس المحلية في المدن التسع. واستغلت بن نون الأوضاع الأمنية في فرنسا في محاولة لبثّ الخوف من تحركات حركة المقاطعة، خصوصاً لجهة دعوتها إلى "المقاومة الشعبية". وحذرت السفيرة الإسرائيلية من أن فعاليات "أسبوع الأبارتهايد" ستفضي إلى إثارة "الشغب والمسّ بالنظام العام" في هذه المدن، مطالبةً بإلغاء التصاريح التي منحت لمنظمي الفعاليات على اعتبار أنها تفاقم "الكراهية لإسرائيل والجالية اليهودية في فرنسا".

كما حاولت بن نون الترويج بأن الأنشطة الاحتجاجية التي نظمتها حركة المقاطعة في فرنسا خلال الأعوام الماضية، انتهت بمحاولات لشنّ هجمات على مصالح يهودية وفرنسية. وفيما يمثل رداً على تحركات حركة المقاطعة، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، ينوي تنظيم "تظاهرة دعم دولية" في نهاية أغسطس/آب المقبل في مدينة بازل السويسرية بمناسبة مرور 120 عاماً على انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول، الذي نظم في المدينة، والذي دعا إلى إقامة "وطن قومي" لليهود. وأشارت القناة إلى أن نتنياهو سيحاول إقناع قادة أوروبيين بالمشاركة في هذه التظاهرة، التي سيشارك فيها يهود حصلوا على جوائز نوبل وقادة الجاليات اليهودية في أرجاء العام. وأكدت القناة أن سكرتير الحكومة الإسرائيلية، تساحي برفرمان، زار بالفعل سويسرا للإعداد لتنظيم الظاهرة. وفي السياق، واصلت نخب إسرائيلية الدعوة إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل لردعها عن مواصلة سياساتها القمعية تجاه الفلسطينيين، ولإجبارها على وقف سن القوانين الهادفة إلى تقليص قدرة المنظمات الحقوقية على الاحتجاج على السلوك الإسرائيلي. وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، قال رئيس قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس المحتلة، زئيف شترنهال، إن ردة فعل عالمية على سلوك الحكومة الإسرائيلية كفيلة فقط بإنهاء الاحتلال وبتقليص تحركاتها الهادفة إلى هدم الديموقراطية. وحذر شترنهال من أن مواصلة تحالف اليمين الديني والعلماني إدارة شؤون إسرائيل، ستكون مرتبطة بتواصل خطواته التصعيدية ضد معارضي الاحتلال.

دلالات
المساهمون