تجربة "حرب الناقلات" مُكلفة جداً

24 يوليو 2019
لا يزال احتجاز الناقلات أمراً واقعاً بالخليج (فرانس برس)
+ الخط -
ينشغل العالم بالتوتر في منطقة الخليج، حيث الخناق على الاقتصاد الإيراني يتشدّد يوماً بعد آخر، فيما تبدو طهران عاجزة عن التأثير في اقتصاد الغرب من خلال محاولة الضغط على الإمدادات عبر مضيق هُرمز، مستخدمة سلاح الناقلات التي ليست هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم في الضغوط التجارية والحروب العسكرية.

ما الذي حصل حتى الآن على مستوى الأحداث الأخيرة؟ تم تخريب 4 ناقلات بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي في مايو/ أيار، إضافة إلى اثنتين في يونيو/ حزيران. وفي 10 يوليو/ تموز الجاري تدخلت البحرية البريطانية لمنع مصادرة القوارب الإيرانية ناقلة تابعة لشركة "بريتش بتروليوم" BP.

وفي 18 يوليو/ تموز، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار اقتربت من سفينة "يو.إس.إس بوكسر" بالقرب من مضيق هُرمز.
وفي التاسع عشر من هذا الشهر أيضاً، احتجز فيلق الحرس الثوري الإيراني ناقلة بريطانية وأوقف سفينة ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة بريطانيا في المضيق نفسه، إثر احتجاز البحرية البريطانية ناقلة النفط الإيرانية "غرايس1" عند مضيق جبل طارق.

توتير الأوضاع أثار اهتمام شركات التأمين البحري التي رفعت مخاطر الحرب بنحو 1000% منذ مطلع العام الجاري، بحسب "بزنس ويك" التي أوضحت أن البوليصة وصل سعرها إلى 500 ألف دولار أو أكثر للرحلة الواحدة عبر الخليج.

ومع أن الخيار العسكري لا يزال خارج دائرة الواقع حتى الآن، فإن تجربة الأعمال الحربية سابقاً وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية لا تُنبئ إلا بالأسوأ.

فالتوتر يُذكر بالأيام الأولى لحرب ناقلات النفط في الثمانينيات بين إيران والعراق، والتي بدأت كمناوشات قبل أن تنتهي بأضرار كبيرة.
يتكرر التوتر في الأيام الأولى لحرب ناقلات النفط في الثمانينات بين إيران والعراق، والتي بدأت كمناوشات ولكنها انتهت بأضرار كبيرة، حيث أن 55 سفينة تجارية إمّا غرقت أو أُعلنت كخسائر إجمالية. وشكلت البحرية الأميركية في نهاية المطاف قوافل لحماية السفن، لكن ذلك كشف البحارة، حيث قُتل عام 1987، 37 من أفراد طاقم سفينة "يو.إس.إس ستارك" بصواريخ عراقية.

وبعد مرور عام، أسقطت السفينة الحربية الأميركية "فينسينز" طائرة تجارية إيرانية كان على متنها 290 راكباً بعد أن عرّفتها بأنها طائرة عسكرية.
المساهمون