سادت حالة من الهلع بين سكان طرابلس الليبية منذ مطلع الأسبوع الجاري، إذ اندلعت على إثرها موجة حادة في ارتفاع أسعار السلع ونقص في أغلبها، بعدما وصلت قوات تابعة لما يعرف بالجيش الليبي التابع لمجلس النواب المُنعقد بطبرق، إلى تخوم العاصمة الليبية الجمعة الماضية، غير أن قوات تابعة لـ "فجر ليبيا" تصدت للهجوم.
ونزحت العائلات في مناطق مختلفة من العاصمة طرابلس أهمها، العزيزية والزهراء والسواني والناصرية نتيجة المعارك الضارية.
وشهدت المحلات التجارية ازدحاماً شديداً لشراء السلع الغذائية، وارتفعت الأسعار لا سيما في المواد الغذائية.
وقال محمد علي، بائع جُملة في منطقة الزناتة بطرابلس لـ "العربي الجديد"، إن الناس تتخوف من تكرار سيناريو بنغازي في استمرار الصراعات المسلحة لشهور، وبالتالي يقوم البعض بشراء السلع لتخزينها، مؤكداً أن "تجار الحروب" رفعوا الأسعار التي عليها إقبالاً شديداً.
وحسب علي، فقد ارتفعت أسعار الخضروات بأسواق الخضروات والفواكه في سوق الحوت، وسط طرابلس، إلى الضعف.
وفي المقابل قال ناصر الكريو، عضو المجلس المحلي بطرابلس، إن الأوضاع طبيعية في طرابلس، ولا يجد داعياً للقلق في توفر السلع الغذائية والدوائية.
ورصد مراسل "العربي الجديد"، ازدحاما شديدا أمام محطات الوقود، فضلا عن مستودعات الغاز التي أغلقت أبوابها ليومين. وتضاعفت أسعار أسطوانة الغاز بالسوق السوداء.
وأوضح فتحي الهاشمي، الناطق الرسمي باسم شركة البريقة لتسويق النفط لـ "العربي الجديد"، أن المحروقات متوفرة بشكل طبيعي وأن ناقلات البنزين تصل تبعاً إلى ميناء طرابلس، بالإضافة إلى أن مصفاة الزاوية تعمل بشكل طبيعي لتغذية المنطقة الغربية، وأن مستودعات مدينة مصراتة تحتوي على كميات وافرة من البنزين.
وحول نقص مادة غاز الطهي، قال الهاشمي، إن مستودعات الغاز تعمل بشكل طبيعي، لا سيما مستودع طرابلس الذي ينتج يومياً نحو 18 ألف أسطوانة، بخلاف مستودعات شركة البريقة التي تستعد لتسويق خمسة آلاف أسطوانة بالسوق المحلية يوميا، مؤكدا أن هناك ناقلة لغاز الطهي سعتها 400 مليون قدم مكعبة قد وصلت ميناء طرابلس أمس.
ويتسارع الطرفان المتصارعان سياسيا وعسكريا في ليبيا إلى بسط النفوذ على أكبر وأهم مصدر للدخل، عبر محاولة التحكم في الموانئ والمطارات وحقول وآبار النفط والغاز وموانئ تصديرها ومحطات تشغيلها.
وقبل يومين، أوضح قيادي بغرفة عمليات قوات "فجر ليبيا"، أن "وحدات عسكرية من جيش القبائل الموالي لحفتر، وصلت إلى مدينة العزيزية على بعد 50 كلم من طرابلس، وتم القبض على عدد من عناصرها وتجري ملاحقة الباقين على أطراف المدينة"، نافياً صحة الأنباء حول وصول عناصر من جيش القبائل الموالي لحفتر إلى مطار طرابلس.
اقرأ أيضاً:
ليبيا الصراعات والفوضى: اقتصاد لا يعرف الهدنة