تجارة الذهب المستعمل تنتعش في الكويت

08 سبتمبر 2017
ارتفاع أسعار الذهب في الكويت (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت تجارة الذهب المستعمل في الكويت انتعاشاً ملحوظاً، خلال الفترة الأخيرة، في ظل المكاسب الكبيرة التي يحصل عليها التجار من فارق الشراء والبيع، إذ يشترون غرام الذهب المستعمل بأقل من السعر العالمي ليبيعونه لأصحاب ورش الذهب بنسب ربح جيدة تصل إلى دينارين (6.6 دولارات) للغرام في بعض الأحيان، حيث يتم عدم احتساب سعر "المصنعية" ثم يعاد تصنيعه مجدداً أو تلميعه وبيعه على أنه جديد.
وفي جولة لـ"العربي الجديد" في سوق الذهب الكويتي بوسط المدينة، يقول مدير محلات سبائك الخليج، ثامر العلي، إن شراء الذهب المستعمل ازداد في الآونة الأخيرة بنسبة كبيرة مقارنة بالأشهر الماضية تزامنا مع ارتفاع سعره بالسوق، بالإضافة إلى تراجع الحالة الاقتصادية للعملاء خاصة الوافدين، الناتجة عن زيادة أسعار معظم السلع والوقود فضلا عن ارتفاع الإنفاق بالمناسبات المهمة السنوية، ما دفع الكثيرين منهم إلى بيع جزء من المعدن الأصفر لحاجتهم إلى المال.
ويضيف العلي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عملية بيع الذهب تؤدي إلى خسارة الزبون نسبة المصنعية، حيث إن التاجر يشتري الذهب الصافي فقط ويقوم بإعادة تصنيعه من جديد، بعد أن يعمل على إزالة الأحجار والزوائد من القطعة ثم صهره على شكل سبائك، وبعد ذلك تتم إعادته إليه مصاغا بأشكال جديدة مضافا إليها قيمة المصنعية المحددة بين التاجر والمصنع وبنفس وزن الذهب.
ويشير إلى أن مؤشر أسعار الذهب يشهد ارتفاعا بالفترة الحالية، ما يشجع الزبائن المدخرين للمعدن الأصفر على البيع، فأكثر الأنواع مبيعا تشمل السبائك والمصوغات من عيار 21، لأنها أقل في المصنعية من الأصناف الأخرى، ما يقلل من الخسارة.
ويوضح أن هناك زبائن يقبلون على شراء الذهب المستعمل لأنه أرخص مقارنة بالجديد، ما يعد ملاذاً أمنا ومربحا لهم.
أما نائب رئيس الاتحاد الكويتي لتجار الذهب ناصر الصايغ، فيقول لـ"العربي الجديد"، إن سعر بيع الذهب المستعمل (الكسر) يعتمد على معرفة المستهلك وقدرته على التفاوض وإلمامه بالأسعار العالمية، فأسعار الذهب المستعمل مستمدة من سعره عالميا، ويتم تحديدها حسب العيار، ضاربا مثالا على ذلك بأنه في حال بلغ سعر الكيلوغرام في السوق نحو 36 ألف دولار فذلك يعني أن سعر غرام الذهب عيار 24 في حدود 36 دولارا. ويضيف الصايغ أن سعر غرام الذهب عيار 22 في حدود 33 دولارا، وعيار 21 في حدود 29 دولارا، وعيار 18 في حدود 26 دولارا.
ويشير إلى أن عملية بيع الذهب المستعمل لها شروط حددتها وزارة التجارة والصناعة، وهي إبراز البطاقة المدنية لتسجيل بيانات البائع، وذلك تجنبا للوقوع تحت طائلة القانون بالنسبة للتاجر المشتري إذا كان الذهب مسروقا.
ويؤكد أنه لا توجد حالات غش بالنسبة لبيع الذهب المستعمل لأنه يعتمد على وعي الزبون، مع الأخذ بالاعتبار أن القانون لا يلزم التاجر بأن يشتري الذهب حسب السعر العالمي.
من ناحية أخرى، يقول صاحب محلات للذهب والألماس، سلطان العيسى، إن تجارة الذهب المستعمل تعتبر عملية مربحة للزبون في ظل ارتفاع أسعاره، ويعد أفضل سعر لتحقيق الربح عبر بيع الذهب على شكل سبائك، مبينا أنه يتم إرسال المعدن الأصفر المسكوك إلى بلدان مجاورة بغية إعادة تصنيعه بأشكال جديدة.
ويضيف العيسى خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه أصبح بإمكان الزبون التأكد من أسعار الذهب إلكترونيا عن طريق مواقع الإنترنت، والقيام ببيع أو شراء الذهب باللحظة ذاتها للتأكد من عدم استغلاله أو التلاعب بالأسعار من قبل التاجر، كما يتم أيضا تدوين أسعار الذهب يوميا على لوحة الأسعار.
ويوضح العيسى أن الزبائن يقومون ببيع الذهب بكافة أشكاله سواء على شكل سبائك أو ذهب مشغول، فإذا كانت القطعة نظيفة وغير مستخدمة كثيرا يمكن تخليصها من الشوائب وإعادة بيعها، وبعد ذلك يتم صهرها وإعادة تشكيلها من جديد، وتتم العملية عن طريق تحديد سعر المصاغ الذهبية حسب الفصوص الموجودة فيها، ويتم الاتفاق مع العميل مسبقا على حسم قيمة المصنعية، إلا أن هناك بعض الأنواع التي لا تحتمل ذلك، مثل ذهب لازوردي والقطع التراثية.
ومن جانبه، يؤكد الرئيس التنفيذي في شركة سبائك الكويت لتجارة المعادن الثمينة، رجب حامد، أن الكويت فيها تجار ذهب متخصصون في تجارة الذهب المستعمل، فهي تجارة رائجة وهناك إقبال على شراء الذهب الكسر من قبل المحلات في الكويت، نظرا لأرباحه العالية.
ويضيف حامد خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الغالبية العظمى من محلات الذهب تشتري الذهب المستعمل القديم بأقل من سعره وتبيعه لورش التصنيع لتستفيد في كلغ الذهب بأكثر من 700 دولار أحياناً.
ويشير إلى أن الذهب المستعمل يستخدم من قبل أصحاب ورش الذهب لتشكيله من جديد. ويوضح أن الذهب المستعمل يتم حرقه وتشكيله من جديد أو تصنع منه سبائك محلية لبيعه لورش تصنيع الذهب، ويتم تجميع كل عيار ووضعه في سبيكة على حدة، مشيرا إلى أن الذهب عيار 21 تصنع منه سبيكة حيث يشتريها صاحب الورشة بدون كلفة المصنعية.
وحسب بيانات الاتحاد الكويتي للذهب، يصل إجمالي أعداد التراخيص التجارية لمؤسسات الذهب في الكويت إلى نحو 3 آلاف ترخيص، ومجمل استثمارات محلات الذهب المرخّصة يبلغ نحو 1.3 مليار دولار.
المساهمون