تبون يثير الجدل بأول نشاط ميداني لرئيس جزائري منذ ديسمبر 2012

22 ديسمبر 2019
تبون دشن معرض الاقتصاد والإنتاج الوطني (Getty)
+ الخط -
للمرة الأولى يشاهد الجزائريون رئيس الجمهورية في نشاط ميداني يتجول ويتحدث إلى فاعلين قطاعيين، خلال تدشين الرئيس الجديد عبد المجيد تبون معرض الاقتصاد الوطني، منذ آخر نشاط ميداني قام به الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في ديسمبر/كانون الأول 2012.

وظهر الرئيس عبد المجيد تبون، في أول نشاط ميداني له منذ تسلمه، الخميس الماضي، سدة الحكم، عقب فوزه بالدور الأول للانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما قام بتدشين معرض الاقتصاد والإنتاج الوطني، اليوم الأحد، برفقة رئيس الحكومة بالنيابة صبري بوقادوم، ووزير التجارة محمد جلاب، وعدد من المسؤولين الحكومين.

وكانت آخر مرة شاهد فيها الجزائريون رئيسهم وهو يمشي ويتحدث، في 12 ديسمبر/كانون الأول 2012، خلال مرافقة بوتفليقة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في زيارته إلى مدينة تلمسان غربي الجزائر، ولم يظهر الرئيس بعدها بسبب إصابته بوعكة صحية منذ إبريل/نيسان 2013، حتى استقالته في الثاني من إبريل/نيسان الماضي، تحت ضغط مظاهرات الحراك الشعبي التي اندلعت في فبراير/شباط 2019.

وخلال السبع سنوات الماضية من العهد الأخير للرئيس السابق بوتفليقة، لم يقم الأخير بأي زيارة داخل أو خارج الجزائر ولم يشارك في أي محفل دولي، ولم يقم بأي نشاط، حيث كان ينوب عنه كبار المسؤولين، إلى غاية تدشين رمزي لمسجد كتشاوة وسط العاصمة الجزائرية، كانت تركيا قد تولت ترميمه في مايو/أيار 2018.

لكن الخروج السياسي الأول للرئيس الجديد تبون، لم يمر من دون أن يثير استعماله المفرط للغة الفرنسية، في حديثه إلى المشاركين في المعرض، جدلاً حاداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة لدى مؤيديه من التيار القومي والإسلامي، بالنظر إلى خطابه السياسي خلال الحملة الانتخابية، والذي ارتكز على معاداة الاستعمار الفرنسي ومخلفاته الثقافية والسياسية والاقتصادية.

واعتبر بعض المعلقين أنّ هناك مفارقة كبيرة بين خطابات تبون، قبل وبعد انتخابه رئيساً، وكتب الناشط داودي كريم، على صفحته على "فيسبوك"، "إنّ الرئيس تبون قبل الانتخاب كان يقول انتهى زمن بيجار وأوساريس (كبار جنرالات الاستعمار الفرنسي)، بعد الانتخاب يخاطبنا بلغة بيجار وأوساريس". ورأى الناشط في حركة "عزم" السياسية ( قيد التأسيس) فيصل عثمان، أنّ أوّل خطأ للرئيس الجديد استعمال اللسان الأجنبي في مخاطبة المسؤولين، واعتبر أنّ "الرئيس تبون يخاطب شعباً لغته العربية، ودستوره ينصّ على ذلك، وهو مجبر على التقيد به".



وفي سياق آخر، لفتت تصريحات تبون، عن أنّ الصناعات العسكرية هي الصناعة الجدية الوحيدة في الجزائر، ودعوته إلى نقل تجربة الصناعة العسكرية إلى مجال الصناعات المدنية، المتابعين، وبعضهم علق على أنّ تصريحا كهذا قد يشير إلى استنساخ التجربة المصرية التي يسيطر فيها الجيش على القطاع الصناعي وتمدده إلى الأنشطة الزراعية.

المساهمون