بين تخطيط مبكّر سعى إلى تطبيقه وتأخر في إتمامه، وأوّل عمل سينمائي كوميدي أنجزه، إضافة إلى مسلسل تلفزيوني، يقدم المخرج المصري تامر محسن رؤيته حول طبيعة العمل السينمائي، والمخرجين الذين تأثر بهم، ويتطرق كذلك إلى الدوافع التي شدّته إلى فيلمه المقبل، من تأليف السيناريست وحيد حامد، وبطولة محمود حميدة وسوزان نجم الدين.
أوّل عمل سينمائي لك فيلم كوميدي... أليس هذا بعيداً عن خطّتك؟
بلى، كنت أخطّط أن يكون أوّل أفلامي روائياً، فيلم "مشاعر"، إن جاز القول، وليس "لايت كوميدي"...
- ما الذي غيّر الخطّة إذاً؟
نصّ وحيد حامد محفّز، هو تحدّ بالنسبة لي، كما لم يعد يمكنني الانتظار، قرّرت أن أذهب أنا إلى السينما ولا أنتظرها.
- بمناسبة الانتظار، الذين شاهدوا مشروع تخرّجك من كبار النقّاد وصنّاع السينما عام 2002 توقّعوا أن تدخل بقوّة وبسرعة عالم صناعة السينما.. لم كلّ هذا التأخير؟
حبّي للسينما جعل لها مهابة في قلبي، أرى أنّ إخراج فيلم سينمائي شيء عظيم، ويحتاج مخرجه إلى أن يكون مستعدّاً على وجه تامّ. أقلّ ما أردته أن أتخلّص من مشاكل العمل الأوّل المعروفة والمتكرّرة. أعتقد أنّي فعلت هذا في مسلسلي الأوّل "بدون ذكر أسماء" عام 2013. كما أنّ للأمر علاقة بطبعي الشخصي، فأنا دقيق جداً وبطيء.
- لماذا هذا الفيلم تحديداً؟
أحداث الفيلم متشابكة ومتتابعة من دون التقاط نفس، تكبر خلال يومين فقط ككرة ثلج. وقد وجدت في هذه التقنية السردية فرصة لابتكار طريقة فريدة في الإخراج، ستكون جديدة ومدهشة. هذا ما استفزّني في العمل، أردتُ أن يكون أسلوبي في مستوى هذه اللعبة.
يقدّم الفيلم صراعاً يولد بالمصادفة، بين طرفين نقيضين، لا يجمعهما تقريباً أي شيء، الأكثر قوّة والأكثر ضعفاً. هذا أحد أنواع الأفلام التي أحبّها، العمق مقدّم بطريقة مسلّية وممتعة للمشاهد، وقد تعاملت معه بمنطق أفلام الكارتون والكوميكس، أو كأنّه فيلم لتوم وجيري، من حيث السرد وطريقة التمثيل والتكوينات والعدسات المستخدمة والموسيقى... لسنا في عالم حقيقي مائة بالمائة. هذا الفيلم مغامرة حقيقية لي.
- كيف غامرت؟
مغامرتي الكبرى هي كسر كلّ توقّعات المشاهد عن فيلم من تأليف، وحيد حامد، وبطولة، محمود حميدة، أعتقد أنّهما سيظهران في شكل مختلف ومفاجئ للجمهور، سيشكّل صدمة إيجابية.
- هذا هو عملك الثاني مع المؤلف الكبير، وحيد حامد. كيف تلخّص تعاونكما؟
أقدّر الثقة التي يمنحني إياها أستاذ وحيد، لقد عهد إليّ إخراج مسلسل "بدون ذكر أسماء" في أوّل تجربة تلفزيونية لي، والحمد لله لم أخذله، وأدّى نجاحنا معاً إلى تكرار التجربة سينمائياً. قد يعتقد البعض أنني والأستاذ وحيد من جيلين مختلفين يصعب أن يلتقيا من دون أن يصهر أحدهما الآخر، ولكن ما يجري حقيقة أنّه يستمع إلي ويناقشني ويعرض كلانا وجهة نظره في حال اختلفنا في الرؤية، ثم يترك لي حرية القرار. هذه مسؤولية كبيرة أقدّرها.
- الفيلم الأوّل ينسب إلى أب دائماً. من هو والدك الفنّي؟
أعمل جاهداً وبتأنٍّ كي أكون مختلفاً، وأسعى إلى أن أكون مخرجاً يتيماً! ليس لي أب محدّد، تأثّرت بالطبع بمخرجين كثيرين، أوّلهم أستاذي في المعهد، علي بدرخان، وليس آخرهم وودي آلن وويس أندرسون...
- ننتقل إلى العموميات: كيف تلخّص حكايتك مع السينما المصرية؟
ليست عندي حكاية بعد، ما زلت أقول "يا هادي". في طفولتي كنت أعشق العرائس ومسرح الدمى وتأثّرت بأوبريت الليلة الكبيرة ومسلسل "مابيتس شو". عشقي الكبير هو شارلي شابلن، دفعتني أفلامه الطويلة إلى اختيار مهنة الإخراج، رغم أني درست الهندسة المعمارية بداية، لكني اعتزلتها ودرست السينما وبدأت بالأفلام الوثائقية... للأسف حظي سيئ لأنّ السينما اليوم ليست في أحسن أحوالها، الإنتاج قليل والجمهور الذوّاق أحجم عن النزول إلى صالات السينما، كما أنّ الأفلام تتعرض للسرقة والقرصنة، ما يبعد المنتجين الجادّين عنها، ولكن في النهاية أنظر إلى المشهد العام وأقول لنفسي، إنني محظوظ لأنني أخرج فيلماً في مثل هذه الظروف! هذا في ذاته إنجاز كبير.
- كيف ترى مستقبل السينما المصرية؟
القرصنة تهدّد السينما بقوّة، إذ ستدفعها إلى أن تكون نوعين: نوع تجاري صرف للمتعة والتسلية فقط، وهذا نوع تحافظ من خلاله الأستوديوهات الأميركية الضخمة على سيادتها للصناعة في العالم.
سينما الـ تري دي وmax، وما بعدها وإبهار الخدع البصرية... أما النوع الثاني فهو السينما التي أحبّها وسيبقى لها جمهورها الخاصّ، لن تكون تجارة أو صناعة بالمعنى المعروف، بل ستكون فنّاً راقياً يعتمد على التمويل الحكومي والمهرجانات. رغم أن موسم عيد فطر السينمائي الفائت كان ناجحاً إلا أني لا أظنّه القاعدة بل الاستثناء، وعسى أن أكون مخطئاً.
- ما العمل التالي؟
كنت أتمنى أن يكون فيلم العمر، الذي أفكر في حكاياته منذ سنوات، أجمعها في ذاكرتي في انتظار أن تخرج الى النور، ولكني انشغلت في التحضير لمسلسل سيعرض في رمضان المقبل.
- ما تفاصيل المسلسل الآتي؟
لا تفاصيل حتى الآن للتصريح، سوى أنه من تأليف مريم نعّوم.
- نعّوم لمعت أخيراً في مسلسلي "ذات" و"سجن النسا"، ما احتمالات نجاحكما معاً؟
تتمتّع مريم بميزات عديدة، إضافة إلى موهبتها ككاتبة وعينها الثاقبة في التقاط وتخزين المشاعر والتفاصيل، هي محترفة، وتفهم عمل المخرج وتحترم علاقته بتفاصيل السيناريو. كما أنها تجمع بين مميزات الجيل القديم من الكتاب من حيث الخبرة والجيل الجديد بنضرته وتجدّده، يجمعنا أنّنا لا نحبّ الإثارة المجانية بالطرق الأميركية.
- باختيار سوزان نجم الدين بطلة للفيلم، هل سايرت موضة اختيار ممثلين عرب في السينما المصرية؟
وضعتُ نفسي مكان شخصية محمود حميدة واخترت زوجة، شخصية حميدة في الفيلم كانت تختار مواصفات تتطابق مع سوزان، رجل مثله كان يختار زوجة من أصول شامية، ولها هذه المواصفات الأنثوية، كما أن سوزان ممثلة مجتهدة وقدّمت أدواراً كوميدية ممتازة، وأظرف ما في الأمر أنها قبلت أن تلعب دور شخصية أكبر منها سنّاً.. وهذه شجاعة تُحسب لها.
- أين ترى نفسك بعد عشر سنوات؟
أتعالج في مركز ألماني من آلام العمود الفقري (يضحك)، مهنياً سأكون قد غيّرت مهنتي، وقد أنتقل إلى الكتابة أو الانتاج.
أوّل عمل سينمائي لك فيلم كوميدي... أليس هذا بعيداً عن خطّتك؟
بلى، كنت أخطّط أن يكون أوّل أفلامي روائياً، فيلم "مشاعر"، إن جاز القول، وليس "لايت كوميدي"...
- ما الذي غيّر الخطّة إذاً؟
نصّ وحيد حامد محفّز، هو تحدّ بالنسبة لي، كما لم يعد يمكنني الانتظار، قرّرت أن أذهب أنا إلى السينما ولا أنتظرها.
- بمناسبة الانتظار، الذين شاهدوا مشروع تخرّجك من كبار النقّاد وصنّاع السينما عام 2002 توقّعوا أن تدخل بقوّة وبسرعة عالم صناعة السينما.. لم كلّ هذا التأخير؟
حبّي للسينما جعل لها مهابة في قلبي، أرى أنّ إخراج فيلم سينمائي شيء عظيم، ويحتاج مخرجه إلى أن يكون مستعدّاً على وجه تامّ. أقلّ ما أردته أن أتخلّص من مشاكل العمل الأوّل المعروفة والمتكرّرة. أعتقد أنّي فعلت هذا في مسلسلي الأوّل "بدون ذكر أسماء" عام 2013. كما أنّ للأمر علاقة بطبعي الشخصي، فأنا دقيق جداً وبطيء.
- لماذا هذا الفيلم تحديداً؟
أحداث الفيلم متشابكة ومتتابعة من دون التقاط نفس، تكبر خلال يومين فقط ككرة ثلج. وقد وجدت في هذه التقنية السردية فرصة لابتكار طريقة فريدة في الإخراج، ستكون جديدة ومدهشة. هذا ما استفزّني في العمل، أردتُ أن يكون أسلوبي في مستوى هذه اللعبة.
يقدّم الفيلم صراعاً يولد بالمصادفة، بين طرفين نقيضين، لا يجمعهما تقريباً أي شيء، الأكثر قوّة والأكثر ضعفاً. هذا أحد أنواع الأفلام التي أحبّها، العمق مقدّم بطريقة مسلّية وممتعة للمشاهد، وقد تعاملت معه بمنطق أفلام الكارتون والكوميكس، أو كأنّه فيلم لتوم وجيري، من حيث السرد وطريقة التمثيل والتكوينات والعدسات المستخدمة والموسيقى... لسنا في عالم حقيقي مائة بالمائة. هذا الفيلم مغامرة حقيقية لي.
- كيف غامرت؟
مغامرتي الكبرى هي كسر كلّ توقّعات المشاهد عن فيلم من تأليف، وحيد حامد، وبطولة، محمود حميدة، أعتقد أنّهما سيظهران في شكل مختلف ومفاجئ للجمهور، سيشكّل صدمة إيجابية.
- هذا هو عملك الثاني مع المؤلف الكبير، وحيد حامد. كيف تلخّص تعاونكما؟
أقدّر الثقة التي يمنحني إياها أستاذ وحيد، لقد عهد إليّ إخراج مسلسل "بدون ذكر أسماء" في أوّل تجربة تلفزيونية لي، والحمد لله لم أخذله، وأدّى نجاحنا معاً إلى تكرار التجربة سينمائياً. قد يعتقد البعض أنني والأستاذ وحيد من جيلين مختلفين يصعب أن يلتقيا من دون أن يصهر أحدهما الآخر، ولكن ما يجري حقيقة أنّه يستمع إلي ويناقشني ويعرض كلانا وجهة نظره في حال اختلفنا في الرؤية، ثم يترك لي حرية القرار. هذه مسؤولية كبيرة أقدّرها.
- الفيلم الأوّل ينسب إلى أب دائماً. من هو والدك الفنّي؟
أعمل جاهداً وبتأنٍّ كي أكون مختلفاً، وأسعى إلى أن أكون مخرجاً يتيماً! ليس لي أب محدّد، تأثّرت بالطبع بمخرجين كثيرين، أوّلهم أستاذي في المعهد، علي بدرخان، وليس آخرهم وودي آلن وويس أندرسون...
- ننتقل إلى العموميات: كيف تلخّص حكايتك مع السينما المصرية؟
ليست عندي حكاية بعد، ما زلت أقول "يا هادي". في طفولتي كنت أعشق العرائس ومسرح الدمى وتأثّرت بأوبريت الليلة الكبيرة ومسلسل "مابيتس شو". عشقي الكبير هو شارلي شابلن، دفعتني أفلامه الطويلة إلى اختيار مهنة الإخراج، رغم أني درست الهندسة المعمارية بداية، لكني اعتزلتها ودرست السينما وبدأت بالأفلام الوثائقية... للأسف حظي سيئ لأنّ السينما اليوم ليست في أحسن أحوالها، الإنتاج قليل والجمهور الذوّاق أحجم عن النزول إلى صالات السينما، كما أنّ الأفلام تتعرض للسرقة والقرصنة، ما يبعد المنتجين الجادّين عنها، ولكن في النهاية أنظر إلى المشهد العام وأقول لنفسي، إنني محظوظ لأنني أخرج فيلماً في مثل هذه الظروف! هذا في ذاته إنجاز كبير.
- كيف ترى مستقبل السينما المصرية؟
القرصنة تهدّد السينما بقوّة، إذ ستدفعها إلى أن تكون نوعين: نوع تجاري صرف للمتعة والتسلية فقط، وهذا نوع تحافظ من خلاله الأستوديوهات الأميركية الضخمة على سيادتها للصناعة في العالم.
سينما الـ تري دي وmax، وما بعدها وإبهار الخدع البصرية... أما النوع الثاني فهو السينما التي أحبّها وسيبقى لها جمهورها الخاصّ، لن تكون تجارة أو صناعة بالمعنى المعروف، بل ستكون فنّاً راقياً يعتمد على التمويل الحكومي والمهرجانات. رغم أن موسم عيد فطر السينمائي الفائت كان ناجحاً إلا أني لا أظنّه القاعدة بل الاستثناء، وعسى أن أكون مخطئاً.
- ما العمل التالي؟
كنت أتمنى أن يكون فيلم العمر، الذي أفكر في حكاياته منذ سنوات، أجمعها في ذاكرتي في انتظار أن تخرج الى النور، ولكني انشغلت في التحضير لمسلسل سيعرض في رمضان المقبل.
- ما تفاصيل المسلسل الآتي؟
لا تفاصيل حتى الآن للتصريح، سوى أنه من تأليف مريم نعّوم.
- نعّوم لمعت أخيراً في مسلسلي "ذات" و"سجن النسا"، ما احتمالات نجاحكما معاً؟
تتمتّع مريم بميزات عديدة، إضافة إلى موهبتها ككاتبة وعينها الثاقبة في التقاط وتخزين المشاعر والتفاصيل، هي محترفة، وتفهم عمل المخرج وتحترم علاقته بتفاصيل السيناريو. كما أنها تجمع بين مميزات الجيل القديم من الكتاب من حيث الخبرة والجيل الجديد بنضرته وتجدّده، يجمعنا أنّنا لا نحبّ الإثارة المجانية بالطرق الأميركية.
- باختيار سوزان نجم الدين بطلة للفيلم، هل سايرت موضة اختيار ممثلين عرب في السينما المصرية؟
وضعتُ نفسي مكان شخصية محمود حميدة واخترت زوجة، شخصية حميدة في الفيلم كانت تختار مواصفات تتطابق مع سوزان، رجل مثله كان يختار زوجة من أصول شامية، ولها هذه المواصفات الأنثوية، كما أن سوزان ممثلة مجتهدة وقدّمت أدواراً كوميدية ممتازة، وأظرف ما في الأمر أنها قبلت أن تلعب دور شخصية أكبر منها سنّاً.. وهذه شجاعة تُحسب لها.
- أين ترى نفسك بعد عشر سنوات؟
أتعالج في مركز ألماني من آلام العمود الفقري (يضحك)، مهنياً سأكون قد غيّرت مهنتي، وقد أنتقل إلى الكتابة أو الانتاج.