تاريخ السعودية في المونديال (1)..العويران يحكي قصة مونديال 94

13 يونيو 2018
العويران نجم السعودية في مونديال أميركا (Getty)
+ الخط -

ستكون المشاركة في روسيا 2018 هي الخامسة للمنتخب السعودي في كأس العالم بعد تأهله للمرة الأولى في 1994. وشارك بعد ذلك في ثلاث نسخ متتالية (1998 و2002 و2006) قبل أن يغيب عن آخر نسختين ليعود مجدداً في روسيا 2018.

وفي سلسلة حلقات نستعرض تاريخ المنتخب السعودي في كأس العالم بلسان النجوم التي شهدت على كل مونديال لعبت فيه مع المنتخب العربي، إذ يروون حكاياتهم وأبرز تلك الذكريات بحلوها ومرّها في التقرير التالي.

قصة البداية 1994
وبدأت قصة كأس العالم مع السعودية منذ عام 1994 وبقيادة المدرب الأرجنتيني خورخي سولاري، وهذا المونديال الشاهد على المشاركة الأولى التي حظيت بتاريخ رائع للأخضر، إذ تأهل للدور الثاني وبات ثاني منتخب عربي يصل إلى ذلك الدور بعد المغرب وقبل الجزائر لاحقا في 2014 فهي الأكثر تحقيقا للإنجاز في بطولة كأس العالم، إذ تأهلت جميعها إلى دور الـ16 في البطولة.

ولم يكن مونديال 1994 في أميركا عادياً بالنسبة للأخضر السعودي ذلك أنه شهد التأهل الثاني لمنتخب عربي في المونديال، وكأول بلد آسيوي يمر إلى الدور الثاني لنهائيات كاس العالم، واعتبرت السعودية ظاهرة كروية عربية من خلال مشاركتها في أربعة مونديالات من دون انقطاع من عام 1994، حيث بلغت الدور الثاني قبل أن تخسر من السويد بـ (1-3)، إلى 2006.

وكان لمشوار الأخضر في التصفيات ذكريات تاريخية، حين هزمت إيران في الدوحة وتأهلت للمونديال لأول مرة وحينها نقل موقع "فيفا" تصريحا لسامي الجابر، لاعب المنتخب السعودي قال فيه: "إنها إحدى المباريات التي لا تُنسى. أعتقد بأنها كانت إحدى أهم اللحظات في تاريخ الكرة الآسيوية لأنها كانت المرة الأولى التي نبلغ فيها نهائيات كأس العالم. خضت مباراة استثنائية ونجحت في مساعدة فريقي على تحقيق هذا النصر التاريخي. لا يوجد أي سعودي يستطيع نسيان تلك المباراة،" فيما قال حمزة إدريس عنها "تاريخ هذه المباراة يجب أن يكون عيداً وطنياً. لقد نجحنا أخيراً في التأهل إلى نهائيات كأس العالم. بذلنا جهودا كبيرة واحتفظنا بثقتنا وقدرتنا على تحقيق الفوز".

أحد نجوم هذا المونديال كان بحق النجم سعيد العويران الذي سجل حينها هدفا خرافيا دوّنه الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن أجمل أهداف التاريخ في مسابقات كؤوس العالم، تحدث في تصريحات عن هذا المونديال.

وتحدث نجم المنتحب السعودي سعيد العويران في تصريحات تلفزيونية سابقة بأن المونديال كان لحظة فارقة في تاريخ المنتخب السعودي، لكن كان هناك فروقات كبيرة بين المنتخبات المشاركة وبين السعودية تحديدا وفي المجموعة التي لعب فيها الأخضر، وقال: "كان هناك فارق في الإمكانيات البدنية بسبب غياب الإمكانات المادية والفوارق حينها والمستوى كان مختلفا تماما لكن كنا نحب كرة القدم ولكن أيضا كانت تصلنا ردود فعل من الشعوب العربية كلها وليس فقط في السعودية، ما كان يعطينا حافزا سحريا، خاصة أن الناس كانت تحرص على مشاهدتنا على الهواء مباشرة وتتابع مبارياتنا".

وخسرت السعودية في المباراة الأولى أمام منتخب هولندا بنتيجة هدفين لهدف واحد وسجل فؤاد أنور أول هدف سعودي في تاريخ المونديال، وذلك في مرمى هولندا في الافتتاح، ثم فازت على المغرب 2-1 لتتبعها بفوز ثان على حساب بلجيكا بهدف نظيف وتاريخي في البطولة وهو أحد أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم بعد أن انطلق سعيد العويران من قبل منتصف الملعب مراوغًا لاعبي بلجيكا قبل أن يُسكن الكرة في المرمى ليتأهل الأخضر لدور الـ 16 ويودع البطولة بعد الهزيمة أمام منتخب السويد بنتيجة ثلاث أهداف مقابل هدف وحيد.

العويران وصف بشكل دقيق لحظة تسجيله الهدف، فقال: "قبل تسجيل الهدف بلحظات كنت أفكر كيف نستطيع أن ننهي المباراة، خاصة أن النتائج في "الكومبيوتر" قبل المباريات في مونديال أميركا كان يصدر توقعات النتائج، والصدمة أنه توقع فوز بلجيكا حينها 12-0 لكني أحرزت الهدف بعد البداية بخمس دقائق، ولم أفكر بقيمته كهدف عالمي تاريخي، بل خشيت أن نخسر المباراة وأن يسجلوا هدف التعادل وفي تلك المباراة أذكر أننا أضعنا وابلا من الفرص خاصة عبر حمزة إدريس والهريفي، وبين الشوطين جاء سامي الجابر وفهد المهلل يهنّئني على الهدف، وبعد المباراة بدأت أشعر بقيمة هذا الهدف، خاصة أننا لم نتمكن من التحرك في الحافلة إلا بعد 4 ساعات، وواجهنا صعوبة لحظة دخول الفندق بسبب الجماهير التي احتشدت هناك من الجاليات العربية".

وتابع: "في اليوم الثاني صباحا انقلبت الدنيا في المدن العربية والصحف والوكالات العالمية كنت يوميا أقابل سبعة صحافيين أجانب، وعشت أصداء الهدف لسنين بل إلى يومنا هذا".

ومثل السعودية في ذلك المونديال التاريخي ثلة من النجوم الذين دونوا أسماءهم في سجلات التاريخ، وهم في الحراسة (محمد الدعيع وحسين الصادق وإبراهيم الحلوة )..وفي الدفاع : عبدالله صالح ومحمد الخليوي وأحمد جميل ومحمد عبدالجواد وعبدالله سليمان وصالح الداوود وعواد العنزي وياسر الطائفي وأحمد القرني.. وفي الوسط: خالد مسعد وفؤاد أنور وفهد الهريفي وطلال الجبرين وحمزه صالح وسعيد العويران.. وفي الهجوم: سامي الجابر وماجد عبدالله وفهد الغشيان وفهد المهلل وحمزه ادريس..وبالمحصلة سجلت السعودية خمسة أهداف عبر كل من فؤاد أنور (2) وسعيد العويران وسامي الجابر وفهد الغشيان، واستقبلت ستة أهداف.
المساهمون