تائه بين المطارات

19 فبراير 2017
+ الخط -
33 كتاب مطبوع، 43 جائزة أدبية وبحثية، منها: جائزة نلسون مانديلا للدراسات في جنوب أفريقيا، جائزة الدولة لأدب الطفل في قطر، كاتب في الموسم الثاني من برنامج افتح يا سمسم.
نزح الدكتور مصطفى مع عائلته من سورية هارباً من ويلات الحرب، واستقر في جنوب تركيا أواخر عام 2015، وحصلوا على بطاقات الحماية المؤقتة (الكملك)، وأخيرا فاز بجائزة الهيئة العربية للمسرح عن نص مسرحي للأطفال عنوانه: "دارين تبحث عن وطن"، فدعي للتكريم في مهرجان المسرح العربي في الجزائر من 10 إلى 20 يناير/ كانون الثاني 2017، وقبل سفره من تركيا إلى الجزائر تقدّم بطلب إلى وزارة الخارجية التركية، للسماح له بالعودة إلى تركيا حيث تقيم عائلته، ووافقت الخارجية التركية مشكورة على منحه فيزا للعودة.
ترجم كتاب الدعوة ونص إعلان الجائزة إلى اللغة التركية، وأبرزهما لموظفي المطار التركي عند مغادرته، ليكونوا على علم أنّ سفره مؤقت، فلا يتخذوا بحقه أيّ إجراء ضار من دون علمه، ثم سافر إلى الجزائر وحضر المهرجان وتم تكريمه فائزاً بجائزة نصوص مسرح الطفل، ثم عاد، وحين وصل إلى مطار أتاتورك تمّ حجزه 30 ساعة، ثم تمّ ترحيله إلى الجزائر من دون توضيح السبب.
أخبرته سلطات مطار الجزائر أنّ ترحيله من تركيا إلى الجزائر مخالف للقوانين الدولية، فهو لا يملك تأشيرة دخول، فتدخل الديوان الوطني الجزائري للثقافة والهيئة العربية للمسرح لدى سلطات الجزائر للسماح له بدخول الجزائر بختم استثنائي.
راجع السفارة التركية في الجزائر للمرة الثانية وقدّم أوراقه، ومن خلال الاستقصاء علم أن هناك خطأ في دائرة الهجرة وقع فيه موظف تركي، يتعلّق بتاريخ دخول الدكتور مصطفى إلى تركيا.
تمّ إصلاح الخطأ في دائرة الهجرة، فغادر الجزائر عائداً إلى تركيا، في رحلة من ثلاثة مقاطع ترانزيت، فالفيزا التي يحملها سارية الصلاحية ستة شهور.
نزل في مطار هاتاي، لكن سلطات المطار بسرعة قامت بترحيله على متن الطائرة نفسها (طائرة ناس السعودية) بعد ساعة فقط من هبوطه، من دون إتاحة أي وقت للتواصل مع أحد، ومن دون السماح له بأخذ قسط استراحةٍ بعد رحلته الطويلة والشاقة، طالبين منه الحصول على تأشيرة أخرى (خاصة) من السفارة التركية.
قامت سلطات المطار السعودي بترحيله إلى السودان على نفقته الخاصة، وهو الآن هناك مشرّد ضائع، نادم لأنه كان مبدعاً، ونادم لأنه استجاب لدعوة التكريم التي يستحقها.
وعائلته ما زالت تنتظره في تركيا وقد ملأ الحزن قلوبهم لفقدهم معيلهم الوحيد من دون ذنب اقترفوه؛ زوجته الحامل في شهرها السابع، وبناته الثلاث الصغيرات.
CDB5881B-D94B-4F43-9551-DA4C0B5D2C8B
CDB5881B-D94B-4F43-9551-DA4C0B5D2C8B
وضحة العثمان (سورية)
وضحة العثمان (سورية)