قبالة مخبز خاص وسط العاصمة الليبية طرابلس، جاء خليفة محمد، من مدينة غات النائية على الحدود الجزائرية ليقف أمام طابور طويل للحصول على أرغفة خبز بسعر غير مدعم.
يقول محمد، لـ"العربي الجديد"، جئت إلى العاصمة لتصحيح خطأ مطبعي تسبب في إيقاف راتبي الشهري البالغ 580 دينارا (الدولار = 1.40 دينار)، حيث أعمل مدرساً.
ويضيف، أن الأوضاع المعيشية في "غات" سيئة للغاية فمعظم المحلات الغذائية أسعارها خيالية، وقد يصل سعر لتر الحليب إلى خمسة دنانير والمخابز مغلقة، مؤكداً أن الشيء الوحيد الذي يعتبر متنفساً الرحلات الجوية من غات إلى طرابلس، حيث يقوم المواطنون بالسفر إلى طرابلس لشراء السلع الغذائية وما يحتاجون إليه من مؤونة.
ويشير محمد إلى أن عدداً كبيراً يعملون في تهريب السلع والسوق السوداء، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية بمدينة غات والمناطق النائية المجاورة لها.
أما السيدة ناجية التي تسكن في منطقة قصر بن غشير للنازحين بضواحي طرابلس، فلجأت إلى تسويق الأكلات الشعبية والحلويات والخدمات عبر الإنترنت. وتقول ناجية لـ "العربي الجديد"، إن زوجها لا يعمل بسبب مرضه، وإنه يتقاضى راتباً شهريا متواضعاً كحارس في أحد المباني التعليمية.
وعن سبب وجودهم في مكان للنازحين تؤكد أن الصراعات المسلحة جعلتهم يضطرون إلى السكن في منطقة نائية.
ويعلق عميد كلية الاقتصاد بجامعة طرابلس، أحمد أبولسين، عن تدهور الأوضاع بأنها تتجه إلى الأسوأ في ظل عدم وجود استقرار سياسي، فضلاً عن افتقاد الحكومة لخطة اقتصادية تخرج ليبيا من المأزق الحالي، وأوضح أبولسين، لـ"العربي الجديد"، أن الأوضاع المعيشية تتفاقم والرواتب تتأخر، نظراً لتصاعد المعارك المسلحة التي أدت إلى أزمة مالية واسعة في البلاد.
وتتوقع تقارير دولية، انكماش الاقتصاد الليبي بنسبة تتجاوز 20% العام الحالي. وكان المصرف المركزي أعلن في مطلع العام الحالي، عن إجراءات تقشفية، في ظل عجز حاد بموازنة الدولة.
اقرأ أيضاً: مجموعة الأزمات الدولية تحذر من الأسوأ في ليبيا