بين كلينتون وترامب.. ما هو مستقبل العلاقات المصرية الأميركية؟

08 نوفمبر 2016
السيسي وترامب أطلقا عبارات ثناء متبادلة (دومينيك رويتير/فرانس برس)
+ الخط -
لم يكن خفياً ميل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تجاه المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، على عكس الأمر إزاء المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

السيسي وترامب، تبادلا التصريحات التي تعبر عن وجود نوع من التفاهم بين الطرفين، حال وصول الأخير إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

ويذهب مراقبون إلى أن السيسي سيكون أفضل حالاً إذا فاز ترامب في الانتخابات، والتي تجري وقائعها، لناحية وجود نوع من التفاهم حول النظام المصري الحالي.

وسبق للسيسي أن قال في لقاء مع شبكة "cnn" الأميركية، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن ترامب سيكون قائداً قوياً بلا شك.

وأطلق ترامب، هو الآخر، عبارات الثناء على السيسي، عقب اللقاء الثنائي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكداً على أنه في حال فوزه بمنصب الرئاسة ستكون الولايات المتحدة صديقاً وفياً لمصر، وليس مجرد حليف، خاصة مع وجود عدو مشترك، وهو "إرهاب الإسلاميين المتطرفين".

والتقى مسؤولون مصريون أعضاء بحملة ترامب الانتخابات في الولايات المتحدة، كنوع من إبداء التأييد والتنسيق حول عدد من القضايا المهمة في منطقة الشرق الأوسط، بحسب مصادر لـ"العربي الجديد".

وحول مستقبل العلاقات بين مصر وأميركا في حال فوز أي المرشحين؛ قال دبلوماسي مصري إن السيسي أميل إلى ترامب، باعتباره مرشح حزب الجمهوريين، والذي يميل إلى دعم الأنظمة الاستبدادية.

وأضاف الدبلوماسي لـ"العربي الجديد" أن كلينتون ستكون أكثر رفضاً لممارسات النظام الحالي، لناحية تراجع أوضاع حقوق الإنسان والحريات والتضييق على المجتمع المدني، وهي ملفات لا يريد السيسي التطرق إليها.

وتابع أن السيسي ربما وصل لتفاهمات محددة مع ترامب، عبر لقاءات بين أعضاء حملة الأخير ومسؤولين مصريين، خاصة فكرة مواجهة التيارات الإسلامية بقوة، لمنع تمدد العنف والإرهاب في المنطقة العربية.



ولفت إلى أن النظام الحالي لا يملك من قراره شيئاً في مسألة فوز ترامب أو كلينتون، لا سيّما أن البعض يتحدث عن دعم السيسي وكأنه مؤثر في عملية الاقتراع، ولكنه يأمل في فوز مرشح حزب المحافظين.

وأشار إلى أن كلينتون أميل إلى إعادة دمج الإسلاميين في العملية السياسية، سواء في مصر أو غيرها من البلدان العربية، وتحديداً تلك التي تشهد أزمات ونزاعات مسلحة، وهو ما لا يرضى به السيسي.

واعتبر أن اقتراب كلينتون من رئاسة أميركا، يعمق الفجوة في العلاقات مع مصر، تلك التي بدأت منذ 3 يوليو/تموز في عهد الرئيس باراك أوباما، في حين يدافع الجمهوريون عن السيسي عبر الكونغرس.

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير إبراهيم يسري، إن تأثر السياسة الخارجية الأميركية تجاه مصر، بفوز ترامب أو كلينتون، أمر غير وارد.

وأضاف في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن الولايات المتحدة الأميركية دولة مؤسسات، وتلك المؤسسات تتولّى صناعة القرارات، والأمر ليس مقتصراً فقط على شخص رئيس أميركا.

وأضاف أن السياسة الخارجية الأميركية لا تتحدد بأشخاص أو أنظمة، ولكن بدراسات محددة ورغبات في مكاسب معينة، ولكن الاختلاف ربما يكون في الوسائل.

وتابع أن السيسي لا يملك شيئاً في فوز أي من المرشحين، والحديث عن رغبته أو أمله ليس إلا أوهاماً لدى صناع القرار في مصر، لأنهم لا يدركون كيفية إدارة الولايات المتحدة، والتي لا تعتمد على شخص بعينه يصنع السياسات ويتخذ القرارات.

وحول مسألة ما إذا كان فوز كلينتون سيؤثر على علاقة مصر بأميركا؛ استبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق الأمر، حيث إن المرشحة الرئاسية لا يمكن أن تقطع العلاقات مع مصر، لكونها دولة محورية في المنطقة، على الرغم من الأزمات التي تعصف بها.

كذلك استبعد اتجاه مصر إلى روسيا حال فوز كلينتون، مشدداً على أن هناك خطوطاً حمراء في صراع أميركا وروسيا على النفوذ، لا يمكن تجاوز أي منهما لهذه الخطوط، واعتبر منطقة الشرق الأوسط، باستثناء بعض الدول، هي منطقة نفوذ أميركا.