03 مارس 2019
بين الوعد والزمن الحالي
هادي ردايدة (الأردن)
عهد بلفور هو الوعد الذي تم صياغته وتنفيذه لإيجاد وطن لكل من يتبع القومية اليهودية التي ارتوى مريدوها من نبع الفكر الصهيوني، مبتعدين عن الديانة اليهودية، فكراً ومنهجاً.
عهد ووعد بلفور، على الرغم من تنفيذه في دولة للصهاينة، لم يؤد إلى تحقيق معنى الاكتفاء الذاتي بمعناه العميق، بل استمر التابع الصهيوني بطلب مزيد من الدول نفسها التي منحته وطنا لا أصالة له، فلم يحقق ذلك الوعد شيئا يسيرا من الأحلام المنتظرة المكتوبة في العهد القديم، والتي حفرت وترسخت لدى العقل الإسرائيلي جيلا بعد جيل، حتى وإن كانت باطلة مبنية على ظلم كبير لطرف آخر، هو صاحب الأرض.
حضر أتباع المنهج الصهيوني إلى فلسطين، وتكاثروا فيها، وازدادت أعدادهم، لتصل الآن إلى عشرة ملايين أو يزيد قليلا، متبعين جلّ الوسائل والسبل المؤدية إلى التمكّن والتثبت في فلسطين. وكان لهم ما أرادوا، لأسباب كثيرة آلت، مع شديد الأسف، لصالحهم ونفعهم، لكنهم وعلى الرغم مما وصلوا إليه من فوائد ونعم، توّجبت عودتهم إلى روح الديانة اليهودية الأصيلة التي تدعو في كثير من وصاياها إلى احترام الآخر وتطبيق كل عمل أخلاقي نبيل، لكنهم شذّوا عن ذلك، متبعين نهجا واحدا هو البقاء للأقوى، وعلى الطرف الأضعف الخضوع والرضوخ الكامل لما نريد. لكن، كيف يكون ذلك وفلسطين الطاهرة النقية تحوي، منذ البداية، في خط التاريخ الإنساني، مسجدا طاهرا وكنيسة يدلان على وجوب تمتع النفس البشرية بمقدار مستمر من المحاسبة الذاتية لما يصدر عنها من قول أو عمل؟
وبالعودة الى وعد بلفور، ذلك الوعد ذي القيمة السالبة عند تناوله نقاشا وتحليلا، وهو كذلك، لأن الأدلة والبراهين أثبتت، إلى الاّن، أن روّاد النهج الصهيوني لن يضعوا في حساباتهم حدا للتوقف عن التزود والطلب، تزود وطلب بمزيد من المساحات والكيلومترات من الأرض في فلسطين.
لماذا؟ ببساطة لأن لدى القائمين على توريث المنهج الصهيوني يقين بفكرة التوسع سبيلا للقوة والرسوخ بأيّ طريقة كانت، فالمهم لديهم تثبيت الذات، من دون اكتراث لميراث الآخر بالأقصى الشريف وكنيسة القيامة من مدلولات الأمانة والعهد والخلق السليم لكل إنسان تابع لهما استيعابا وفهما.
عهد ووعد بلفور، على الرغم من تنفيذه في دولة للصهاينة، لم يؤد إلى تحقيق معنى الاكتفاء الذاتي بمعناه العميق، بل استمر التابع الصهيوني بطلب مزيد من الدول نفسها التي منحته وطنا لا أصالة له، فلم يحقق ذلك الوعد شيئا يسيرا من الأحلام المنتظرة المكتوبة في العهد القديم، والتي حفرت وترسخت لدى العقل الإسرائيلي جيلا بعد جيل، حتى وإن كانت باطلة مبنية على ظلم كبير لطرف آخر، هو صاحب الأرض.
حضر أتباع المنهج الصهيوني إلى فلسطين، وتكاثروا فيها، وازدادت أعدادهم، لتصل الآن إلى عشرة ملايين أو يزيد قليلا، متبعين جلّ الوسائل والسبل المؤدية إلى التمكّن والتثبت في فلسطين. وكان لهم ما أرادوا، لأسباب كثيرة آلت، مع شديد الأسف، لصالحهم ونفعهم، لكنهم وعلى الرغم مما وصلوا إليه من فوائد ونعم، توّجبت عودتهم إلى روح الديانة اليهودية الأصيلة التي تدعو في كثير من وصاياها إلى احترام الآخر وتطبيق كل عمل أخلاقي نبيل، لكنهم شذّوا عن ذلك، متبعين نهجا واحدا هو البقاء للأقوى، وعلى الطرف الأضعف الخضوع والرضوخ الكامل لما نريد. لكن، كيف يكون ذلك وفلسطين الطاهرة النقية تحوي، منذ البداية، في خط التاريخ الإنساني، مسجدا طاهرا وكنيسة يدلان على وجوب تمتع النفس البشرية بمقدار مستمر من المحاسبة الذاتية لما يصدر عنها من قول أو عمل؟
وبالعودة الى وعد بلفور، ذلك الوعد ذي القيمة السالبة عند تناوله نقاشا وتحليلا، وهو كذلك، لأن الأدلة والبراهين أثبتت، إلى الاّن، أن روّاد النهج الصهيوني لن يضعوا في حساباتهم حدا للتوقف عن التزود والطلب، تزود وطلب بمزيد من المساحات والكيلومترات من الأرض في فلسطين.
لماذا؟ ببساطة لأن لدى القائمين على توريث المنهج الصهيوني يقين بفكرة التوسع سبيلا للقوة والرسوخ بأيّ طريقة كانت، فالمهم لديهم تثبيت الذات، من دون اكتراث لميراث الآخر بالأقصى الشريف وكنيسة القيامة من مدلولات الأمانة والعهد والخلق السليم لكل إنسان تابع لهما استيعابا وفهما.