بيع مسروقات على تطبيقات الشراء... ظاهرة جديدة خطيرة في لبنان

19 يونيو 2017
(فيليب هاغوين/فرانس برس)
+ الخط -
في السنوات الأخيرة بدأت ظاهرة التطبيقات التي تختص ببيع السلع والخدمات ضمن صفقات ترضي الطرفين تنتشر على جميع الهواتف في لبنان والعالم العربي. هذه المنصات نالت رواجاً لدى الناشطين على الإنترنت خاصة جيل الشباب بعدما أصبحت تسهل حياتهم وتوفر لهم أفضل الأسعار والعروضات. إلا أن استخدامها سيف ذو حدين، خصوصاً أنه في الفترة الأخيرة بدأ يُعرض عليها سلع مسروقة وأسلحة ومخدرات وغيرها من المحظورات التي تضر المجتمع.

ومنذ حوالي أسبوعين، ألقت القوى الأمنية اللبنانية القبض على عصابة تنشط في محافظة جبل لبنان وتعمد إلى سرقة محتويات المنازل من مجوهرات، وأدوات كهربائية، وأوان منزلية، وسجاد، وتحف، وغيرها. وخلال التحقيق معهم، اعترف أفرادها بأنهم كانوا يبيعون المسروقات من خلال تطبيق "OLX"، وأنهم كانوا يشترون بثمنها المخدرات.

وأكد مصدر أمني لـ "العربي الجديد" أن "هذه الظاهرة بدأت تنتشر ليس فقط على منصات بيع السلع والخدمات، بل أيضاً عبر مجموعات وصفحات موقع فيسبوك وعبر تطبيقي فايبر وواتساب، وهذا الأمر نتعقبه يوميا من خلال المعلومات والشكاوى التي تردنا".

ويضيف المصدر: "من جهة أخرى، هذا الأمر مفيد للمواطنين الذين يتعرضون للسرقة، إذ يمكن مساعدة القوى الأمنية عبر تقديم شكوى أو إعلامنا إن وجدوا مسروقاتهم على هذه التطبيقات، ونحن بدورنا نتعقب السارق ونلقي القبض عليه فورا، وهذا الأمر حصل عدة مرات".

أسئلة عديدة تطرح هنا، فهل يمكن لتطبيق OLX الكشف إن كان المنتج الذي يباع عبره مسروقا؟ يقول رئيس قسم العلاقات العامة لـ OLX الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبدالله طوقان في مقابلة مع "العربي الجديد" إنه "لا يُمكن لفريق العملاء بأوليكس أو أي موقع إعلانات مبوبة آخر معرفة ما إن كان الغرض مسروقاً أم لا. ولا بُدّ من أن يكون المستخدمون على وعي تام عند شراء أو بيع أي سلعة كانت"، مضيفاً "نحن في أوليكس نقوم بتوعية مستخدمينا بشكل دائم حول القيام بتبادل تجاري قانوني، ولكن للأسف بعض الأشخاص يحاولون إساءة استخدام الإعلانات المبوبة".

وعن النصائح التي يوجهها للمستخدمين يقول: "هناك العديد من النصائح أولها، إذا كانت الصفقة جيدة بطريقة غير معقولة، أو أنّ السعر منخفض جداً مقارنة بما هو عليه في السوق، فلا بُدّ أنّه ثمة أمر ما يُنذر بعدم صحة هذه الصفقة، وإن كان الغرض جديداً وخاصة الإلكترونيات، فلا بُدّ من السؤال عن الكفالة/الفاتورة، وإذا كان الغرض ثميناً مثل حقائب المصممين، فلا بُدّ من السؤال عن شهادة تُثبت صحة وأصالة السلعة، وإذا كنت تشتري سيارة، اسأل دائماً عن تاريخ الصيانة وجميع الأوراق التي تُثبت الملكية".


ويضيف: "أوليكس لبنان هي منصة تسهل وتشجع التجارة العادلة والتي تحترم الأطر القانونية في لبنان وعن طريقها يحق للمستخدم بيع أي شيء قام بشرائه لأنه لم يعد يستخدمه، أوليكس تعتني بسلامة وأمان مستخدميها دائماً لضمان عملية بيع وشراء آمنة بدون أي مشاكل. لذلك لا نسمح أبداً بعرض السلع المسروقة ولا نُشجع أي عمل غير قانوني على منصتنا. ونحن على تواصل دائم وتعاون مع السلطات المحلية في لبنان ومستعدون لتزويدهم بكلّ ما يحتاجونه للقيام بالتحقيقات اللازمة".

بالإضافة إلى ذلك، يعمل فريق خدمة العملاء على مدار الساعة للحرص على عدم وضع أي إعلان يضمّ مواد محظورة على منصة أوليكس لبنان. ومن بين المنتجات المحظور بيعها على أوليكس، المركبات والسيارات التي ليس بها أوراق رسمية، رصيد لخطوط المحمول، أجهزة أيفون وآيباد مقفل على iCloud، برنامج فك الرموز التي على iCloud، الأسلحة النارية بكافة أنواعها والأسلحة البيضاء، المخدرات، الأدوية والعقاقير والمكملات الغذائية وغيرها الكثير، بحسب طوقان.

وعن إن كان هناك زر من التبليغ، يقول طوقان: "نعم يوجد زر العلم الظاهر في أسفل جميع الإعلانات من جهة اليسار (إذا كان الشخص يستخدم التطبيق باللغة العربية - وإلى اليمين باللاتينية)، نُشجع في أوليكس مستخدمينا على مساعدتنا بالإبلاغ عن أي إعلانات مشبوهة إذا وجدت، وذلك بالضغط علي الزر. وعند التبليغ عن أي إعلان، يصل تنبيه تلقائيا إلى فريق خدمة العملاء، الذي يقوم بدوره بالتقصي عن الإعلان، وإلغائه إذا ما دعت الحاجة. مع ذلك فإن مشاركة أوليكس في عملية البيع والشراء تنتهي بمجرد إتمام الصفقة، لذلك نحن لا نتدخل في أي نشاط يحدث خارج المنصة".

ظاهرة بيع المسروقات على منصات كـOLX بدأت تنتشر، فهل هناك تعاون بين القيّمين على التطبيق والقوى الأمنية؟ يُشير طوقان إلى أنه "بطبيعة الحال يوجد تواصل وتعاون مستمر بين منصة أوليكس والسلطات المحلية. في حال وجود شك في مصداقية إعلان لأحد المستخدمين على أوليكس نحثّ على التوجه إلى الشرطة أو في حال الوقوع في فخ الاحتيال. ونحن مستعدون لتزويد الشرطة بأي معلومات تخدم التحقيق، بناء على طلب رسمي منهم وسوف نتمكن من إيقاف حساب الشخص بعد القيام بالإجراءات اللازمة ولا مانع لدينا من التعاون مع أي جهة لحماية مستخدمي منصة أوليكس".

وعن إن كان هناك مخاوف من أن يتحول التطبيق مكانا آمنا للسارقين؟ يؤكد عبدالله أنه "لا يوجد مخاوف من هذا الاحتمال أبدا، تواجه الإعلانات المبوبة حول العالم حالات مشابهة دائماً، ولكن من خلال التعاون مع السلطات المحلية في كل بلد وتثقيف المستخدمين المستمر حول الاستخدام الآمن للمنصات الإلكترونية، نتمكن دائماً من وضع حدّ وإنهاء هذه الأحداث. ويضيف "لا بدّ من الإشارة إلى أنّ جزءا من التزام المستخدم اللبناني وولائه تجاه مجتمعه يكمن في أن يُصبح أكثر وعياً حيال هذه الحالات، وبأن يُبلّغ عن أي إعلانات مشبوهة مباشرة، وذلك حفاظاً منه على أمنه وأمن اللبنانيين الآخرين من الاحتيال".

أما عن الخطط المستقبلية التي تتبعها الشركة للحد من هذه الظاهرة، يختم طوقان بالقول: "أطلقنا مؤخرا ميزة جديدة، ألا وهي خاصية "رمز التحقق من المستخدم" الذي يطالب المستخدمين بتقديم رقم هاتفهم قبل تعديل البيانات أو تغيير كلمة السر أو إلغاء الحساب. من ثم يتم إرسال رمز التحقق من المستخدم إلى الموبايل عبر الرسائل النصية القصيرة، لضمان التحقق من هوية المستخدم قبل إنهاء هذه الإجراءات الهامة. ونحن ندرس حالياً فكرة إدخالها إلى السوق اللبناني". ويضيف: "لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الحالات هي أحد المتاعب التي تتأتى مع النمو الكبير الذي شهدته وما زالت تشهده أوليكس في لبنان. إذ يُعتبر السوق اللبناني أحد أسرع الأسواق نمواً في شبكة أوليكس في المنطقة، إذ استخدم المنصة حوالى 860 ألف لبناني خلال شهر آذار 2017 فقط. ومن الطبيعي أن تحدث حالات مماثلة في الأسواق الناضجة بعد سنوات على الانطلاق، لذلك، نحن نعمل حالياً على تطوير منتجنا وخدماتنا بسرعة لنتمكّن من مواكبة حاجات المجتمع اللبناني التي تتغيّر بسرعة".

دلالات
المساهمون