بيع الثلج.. تجارة أنعشها انقطاع الكهرباء في غزة

31 اغسطس 2015
مبيعات الثلج تنتعش بفصل الصيف (أرشيف/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

وجد الشاب فضل الشيخ (26 عاما) في قوالب الثلج الجاهزة الطريقة الأيسر والأسرع لتبريد صناديق المشروبات الغازية والعصائر الطبيعية، المنوي توزيعها على ضيوف حفل زفافه، في ظل عدم قدرته على تبريد الصناديق داخل منزله؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن سكان قطاع غزة لساعات طويلة يومياً.

وتكفلت أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وبشكل متواصل، بالتزامن مع تجاوز درجات الحرارة معدلاتها السنوية المعتادة، في إنعاش الحركة التجارية لمصانع الثلج داخل القطاع، وزيادة معدلات إقبال المواطنين على شراء قوالب الثلج الجاهزة لقضاء احتياجاتهم الحياتية المختلفة.

يقول فضل لـ "العربي الجديد" إنه حاول تبريد صناديق المشروبات داخل ثلاجات أحد المحلات التجارية القريبة من منزله، إلا أن المحاولة فشلت بسبب الحاجة إلى تشغيل المولد الكهربائي، الأمر الذي سيرفع تكاليف عملية تبريد نحو 20 صندوقا لقرابة 80 دولاراً، مقابل 35 دولاراً في حال استخدام الثلج الجاهز.

ولا تتوفر إحصائية دقيقة بعدد المصانع، التي تعمل في مجال إنتاج الثلج وبيعه، ولكن الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى وجود نحو تسعة مصانع في القطاع، بعضها يعمل على مدار العام وأخرى يقتصر عملها خلال موسم الصيف، وتحديدا أثناء ارتفاع درجات الحرارة في شهري يوليو/تموز، وأغسطس/آب.

مالك أحد مصانع الثلج، غربي مدينة غزة، منير أبو حصيرة، يقول إن مهنة بيع الثلج موجودة في القطاع منذ عقود، ولكن غالبية الإنتاج كان يباع للعاملين في قطاع الصيد البحري، من أجل حفظ الأسماك من الفساد سواء أثناء عملية الصيد الطويلة في البحر أو خلال عرض الأسماك في السوق.

ويضيف أبو حصيرة لـ "العربي الجديد": "أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة منذ نحو تسع سنوات، تعد من أهم أسباب انتعاش تجارة بيع الثلج الجاهز وازدياد عدد المصانع التي تعمل في هذا المجال، وعلى إثر ذلك ارتفعت معدلات إقبال المواطنين الغزيين على شراء قوالب الثلج".

اقرأ أيضاً: انقطاع الكهرباء يُنعش تجارة الثلج في اليمن

ويشير إلى أنه دخل مجال تصنيع الثلج وبيعه قبل نحو ست سنوات، من خلال استيراد ماكينة آلية من خارج القطاع، تختص بإنتاج الثلج بشكل فوري بمعدل ثلاثة أطنان خلال 24 ساعة، موضحا أن المصنع يعمل خلال فصلي الشتاء والصيف، وينتعش في مواسم محددة كالفترة الصيفية وفي شهر رمضان.

ويباع كيس الثلج بوزن أربعة كيلوغرامات، والمعبأ بالمياه المفلترة (المعاد معالجتها) بخمسة شيكلات، ويباع الكيس المعبأ بالمياه العادية بوزن عشرة كيلوغرامات بسبعة شيكلات، فيما ترتفع تكلفة الإنتاج في حال استخدام المولد الكهربائي، الذي يستهلك في الساعة الواحدة قرابة 50 شيكلا من السولار، (الدولار يعادل 3.9 شيكلات).

ويربط يوسف صبرة، المشرف في أحد أقدم مصانع الثلج في غزة، بين موسم الصيف الذي تكثر فيه حفلات الزفاف والأفراح وبين زيادة إقبال المواطنين على شراء الثلج، مشيراً إلى أن المصنع يعمل فقط في موسم الصيف على مدار أربعة أشهر، وكذلك يوفر فرص عمل لستة أشخاص.

ويقول صبرة لـ "العربي الجديد" إنه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، صيف العام الماضي 2014، ازداد حجم الإقبال على مصانع الثلج، من أجل تبريد المياه وحفظ الطعام، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام متواصلة في بعض الأحياء المكتظة بالسكان بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويعاني قطاع غزة من أزمة كهرباء حادة، منذ قصف الطائرات الإسرائيلية محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عام 2006، الأمر الذي أدى إلى وصول الكهرباء لمنشآت المواطنين 8 ساعات يوميا مقابل 8 ساعة قطع، في غالب الأحيان، في ظل فشل الحلول والاقتراحات كافة، التي قدمت لحل الأزمة.

وكانت محطة كهرباء غزة تعاني بالأساس، منذ تشغيلها بشكل جزئي عام 2010 بعد قصفها من قبل الاحتلال صيف 2006، عقبتين أساسيتين: ارتفاع أسعار الوقود الإسرائيلي وفرض ضريبة مضاعفة على الوقود المخصص للمحطة، وكذلك ضعف التحصيل الشهري للمحطة، بسبب عدم قدرة المواطنين على السداد المالي، نظراً لتدهور أوضاعهم الاقتصادية.

وتراوح حاجات القطاع من الكهرباء ما بين 480 إلى 500 ميغاوات، ولكن المتوفر في أحسن الأحوال قرابة 222 ميغاوات، تأتي من ثلاثة مصادر، هي: محطة غزة الرئيسية 80 ميغاوات، وخطوط كهرباء قادمة من الاحتلال بمقدار 120 ميغاوات، وأخرى مصرية تزود الأجزاء الجنوبية للقطاع بـ22 ميغاوات.


اقرأ أيضاً: إصلاح خطوط الكهرباء في 80% من قطاع غزة

المساهمون