أعلن الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، يوم الأحد، أن القتال في شرق البلاد يجب أن ينتهي خلال أسبوع، وفي الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن الاتحاد الأوروبي ليس جاهزاً لقبول عضوية كاملة لأوكرانيا، أشار وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إلى أن المباحثات المباشرة والمكثفة وحدها بين موسكو وكييف، ستساهم في إزالة فتيل الأزمة في أوكرانيا.
وشدد بوروشينكو في بيان نشر على موقعه الرسمي، على ضرورة إنهاء القتال خلال أسبوع، موضحاً أنه "بالنسبة لي فانه من غير المقبول أن يموت الناس كل يوم وأن تدفع أوكرانيا مثل هذا الثمن الباهظ كل يوم".
وأكد أنه لتحقيق ذلك "يجب استعادة الحدود الأوكرانية لضمان سلامة كل مواطن أوكراني".
وكانت محادثات جمعت السفير الروسي في أوكرانيا، ميخائيل زورابوف، والسفير الأوكراني في ألمانيا، بافلو كليمكين، وممثلة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيدي تاغليافيني، انطلقت يوم الأحد، ومن المقرر تواصل الاجتماعات يومياً، لوضع خطة إنهاء القتال في شرق البلاد بحسب ما أوضح بيان للرئاسة الأوكرانية.
وجاءت تصريحات بوروشينكو غداة أدائه اليمين الدستورية رئيساً خامساً لأوكرانيا في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي.
وأصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أوامر أمس السبت، بتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود المشتركة بين البلدين، وهو ما طالب به الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعدد من رؤساء دول الاتحاد الأوروبي.
وفي هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن الاتحاد الأوروبي ليس جاهزاً لقبول عضوية كاملة لأوكرانيا.
وعبّر فابيوس في مقابلة أجرتها معه قناة "آي تيليه" الفرنسية، عن اعتقاده بأن "أوكرانيا تقع في أوروبا، ولكنها في الوقت ذاته مضطرة لإنشاء علاقات مع الاتحاد الأوروبي، وروسيا".
وجاءت تصريحات فابيوس في معرض ردّه على سؤال متعلق بدعوة بوروشينكو، لضم بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وأكد أن "الاتحاد الأوروبي ليس جاهزاً لضم أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "معظم نظرائه الأوروبيين يتبنون نفس الفكرة بهذا الشأن".
من جهته، قال شتاينماير في مقابلة نشرت، اليوم الأحد، مع صحيفة "تاغشبيغل"، إن "حلّ النزاع في أوكرانيا لا يزال بعيداً، وإن أتت بعض التطورات ببارقة أمل مثل الانتخابات الرئاسية، أو أول لقاء بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس بوروشينكو، على هامش احتفالات النورماندي في فرنسا".
وأوضح أنه "لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي إلا إذا جرت مباحثات مباشرة ومكثفة بين موسكو وكييف"، مضيفاً أن "هذه ستكون رسالتنا عندما سألتقي الثلاثاء المقبل، مع وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في سان بطرسبورغ".
ودعا الوزير الألماني، "الحكومة الأوكرانية إلى الحفاظ على التوازن، في عملياتها العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا"، مشيراً إلى أنه "يجب ألا تساهم العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا، في جذب مزيد من المقاتلين إلى صفوف الانفصاليين".
ورأى أن "على روسيا تبديد الوضع في منطقة دونباس"، التي يسيطر على القسم الأكبر منها المتمردون، وأن "تدعم علناً وحدة أراضي أوكرانيا وترفض أي محاولة للانفصال".
ومع تصاعد الدعوات الدولية لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، هاجم الانفصاليون الموالون لروسيا ليل السبت، وصباح الأحد، مطار لوغانسك الدولي في شرق أوكرانيا، الذي تسيطر عليه حالياً القوات الأوكرانية، حسبما أكد مصدر عسكري أوكراني.
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنها "المرة الأولى التي يقع فيها هجوم من هذا النوع على المطار، وحتى الآن لم يكن هناك سوى مناوشات".
بدوره، قال أحد المظليين الأوكرانيين الذين يدافعون عن المطار، ويدعى سيرغي، لقد "شن الانفصاليون هجوماً في محاولة لتدمير المبنى الذي يمد المطار بالكهرباء"، مشيراً إلى "عدم سقوط أي قتلى أو جرحى نتيجة الهجوم"، مؤكداً أن "المطار تحت سيطرة القوات الأوكرانية".
وأعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في مايو/أيار استقلال جمهورية لوغانسك وجمهورية دونيتسك في المنطقة المجاورة، وتدور معارك عنيفة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في عدة مدن من المنطقتين.
ويعتبر مطار لوغانسك من الأجزاء النادرة على أراضي جمهورية لوغانسك، الذي يخرج عن سيطرة الانفصاليين.