تراجعت معظم أسواق الأسهم الخليجية في تداولات الأربعاء، في أعقاب قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، فيما أفلتت المؤشرات الكويتية من التراجع.
ويقول عبد الله الصقر الخبير في أسواق المال الخليجية لدى المركز الدولي للدراسات الاقتصادية فيصل الحمد إن الأسواق الخليجية كافة، تعرضت لعلميات بيع في ظل حالة القلق المسيطرة على المعنويات، بعد قرار الرئيسي الأمريكي بشان الاتفاق النووي الإيراني.
ويضيف الصقر، في اتصال هاتفي مع " العربي الجديد ": "أيضا كان هناك هبوط في أسعار النفط، وهو ما ألقى بظلال سلبية على تحركات المستثمرين في أسواق الخليج".
من ناحية اقتصادية، يرى عثمان القناعي الخبير في أسواق المال أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني سيكون له انعكاسات جيدة على اقتصادات الخليج بشكل خاص، حيث سيكون هناك ارتفاعات كبرى مرتقبة في أسعار النفط، وهو ما سيزيد إيرادات دول الخليج وفي صدارتها الكويت التي تعتمد على النفط بشكل أساسي في ميزانيتها.
ويوضح الصقر خلال حديثه لـ " العربي الجديد" أن الكويت ستستفيد من ذلك الأمر حيث ستقوم بإعادة ضخ تلك الإيرادات في القطاعات الاقتصادية، ومنها مشاريع الشركات المدرجة بأسواق المال والاستثمار المباشر بالأسهم بشكل عام.
وقالت روان الصفتي مدير عام شركة الصفوة للتداولات المالية إن الأحجام التي تداولت بها اليوم بورصات الخليج منخفضة للغاية بسبب النتائج السلبية غير متوقعة التي أعلنتها مؤخرا غالبية الشركات في السوقي السعودي والإماراتي .
وتابعت خلال حديثها لـ " العربي الجديد": أن التطورات في إيران ستستمر في الضغط على الأسواق خلال جلسات الاسبوع المقبل بما يفرز حالة من الهلع والحذر بين المستثمرين بصفة عامة خلال الفترة المقبلة.
وقال وسطاء في الأسواق الخليجية، لوكالة "الأناضول"، إن انسحاب واشنطن من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات على إيران، أجج مخاوف المستثمرين من احتمالات حدوث مزيد من الاضطرابات في المنطقة، وهو ما قد يؤثر على أداء الأسواق مستقبلا.
وجاء هبوط الأسواق الخليجية رغم المكاسب القوية للنفط، إذ صعد خام برنت القياسي تسليم يوليو/ تموز بنسبة 2.7% إلى 76.87 دولارا للبرميل، بحلول الساعة (09:31 تغ).
فيما ارتفع الخام الأميركي "نايمكس" تسليم يونيو/ حزيران بنسبة 2.79% أو ما يعادل 1.93 دولار، إلى 70.99 دولارا للبرميل، مسجلا أعلى مستوياته منذ 2014.
وجاءت بورصة دبي في صدارة الأسواق المتراجعة بعد هبوط مؤشرها العام بنسبة 1.99%، مع انخفاض أسهم "إعمار العقارية" بنسبة 4.3%، و"دبي الإسلامي" بنسبة 1.95%، و"دبي للاستثمار" بنسبة 0.55%.
وانخفض سوق أبوظبي بنحو 0.2% مع نزول أسهم "اتصالات" و"الدار العقارية" بنحو 1.5% و1.93% على التوالي.
وتراجعت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، مع نزول مؤشرها الرئيسي "تاسي" وسط تراجع طاول الأسهم القيادية في قطاعي المصارف والمواد الأساسية.
وواصل سوق الأسهم السعودية "تداول" أداءه السلبي بنهاية جلسة اليوم، الأربعاء، ليحقق تراجعه الثاني على التوالي، متخليا عن مستويات 8 آلاف نقطة لأول مرة في 18 جلسة، وتراجع السوق الموازي "نمو" بأعلى وتيرة منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأغلق المؤشر العام للسوق "تاسي" متراجعا بنسبة 1.68%، فاقدا 134.3 نقطة من قيمته، وليهبط بها إلى مستوى 7.878.29 نقطة.
وهبط مؤشر "نمو" بنسبة 2.7%، عند الإغلاق بخسائر بلغت 84.25 نقطة، ليغلق عند مستوى 3.036.54 نقطة، وهي أعلى خسائر للسوق الموازي منذ 9 يناير 2018.
وتراجعت قيم التداول بالسوق الرسمي، إلى 3.9 مليارات ريال (1.04 مليار دولار)، مقابل 4.4 مليارات ريال (1.17 مليار دولار) بالجلسة السابقة، كما تراجعت كميات التداول، بنهاية جلسة اليوم الأربعاء، إلى 187.43 مليون سهم، مقابل 191.45 مليون سهم بجلسة أمس، الثلاثاء.
وغلب اللون الأحمر على أداء القطاعات، بصدارة قطاع الاتصالات، الذي هبط بنسبة 3.2%، تلاه قطاع البنوك بتراجع 2.4%، وتراجع قطاع المواد الأساسية بنسبة 0.93%.
وسجل المؤشر العام لبورصة قطر انخفاضا بقيمة 45.90 نقطة، أي ما نسبته 0.52%، في تعاملات اليوم الأربعاء، وتقلصت التداولات اليوم، حيث بلغت السيولة 155.94 مليون ريال، علماً أنها كانت تبلغ في الجلسة السابقة 191.44 مليون ريال.
وتراجعت أحجام التداول إلى 5.48 ملايين سهم، مقابل كميات جلسة أمس البالغة 9.19 ملايين سهم.
ونزلت بورصة مسقط بنحو 0.3%، فيما تراجعت بورصة البحرين بنسبة 0.29%، في حين غردت بورصة الكويت خارج السرب مع ارتفاع مؤشراتها الرئيسية الثلاثة، إذ صعد المؤشر الرئيسي بنحو 0.37%.
وسجلت مؤشرات 9 قطاعات ارتفاعاً، اليوم، يتصدرها المواد الأساسية بنسبة 2.3%، فيما تراجع قطاعا الاتصالات والتأمين فقط بواقع 0.76% للأول، و0.05% للثاني.
وتقلصت سيولة البورصة، اليوم، 22.7% إلى 8.76 ملايين دينار مقابل 11.33 مليون دينار أمس، كما تراجعت أحجام التداول 31.4% إلى 45.37 مليون سهم مقابل 66.09 مليون سهم بجلسة الثلاثاء.