تتحدّى الفتيات السوريات البرد الذي بدأ يضرب تلك البقعة الحدوديّة مع تركيا، ويمارسنَ القفز بالحبل. هي لعبة شائعة بين الصغار عموماً، والفتيات خصوصاً. ويتسابقنَ في ما بينهنّ، في حين أنّ صدى ضحكاتهنّ يتردّد في أرجاء المكان الشاسع. من هي الصغيرة التي تتمكّن من الصمود أكثر من صديقاتها؟
في باحة مدرسة "زهور المستقبل" التي أنشئت لاستقبال فتيات مخيّم الجنينة للنازحين السوريين في ريف إدلب الشمالي، رحنَ يستفدنَ من تلك الاستراحة بين الحصص الدراسية. كذلك، أردنَ الاستفادة قدر الإمكان من الطقس "الجميل" الذي سوف يتبدّل قريباً جداً، ليتحوّل ممطراً بغزارة مع برد قارس. حينها، وعلى مدى شهور عدّة، سوف يضطررنَ إلى البقاء داخل الخيام، سواء أكان ذلك في خلال دوام المدرسة أو في الساعات المتبقية من النهار أو في أيام العطل.
صحيح أنّ أعمار الفتيات الأربع تتفاوت بعض الشيء، غير أنّ "المصيبة" والمعاناة تجمعانهنّ. هنّ كنّ قد تهجّرنَ قبل مدّة من الزمن، مع عائلاتهنّ من ريف حماة الشمالي، ليستقررنَ في هذا المخيّم المشيّد للنازحين السوريين في قرية أطمة السورية التابعة لناحية الدانا في منطقة حارم في محافظة إدلب.
رغماً عن "المصيبة" والمعاناة، تبدو البهجة واضحة على الفتيات الأربع. هنّ قرّرنَ الصمود، حتى ولو لم يدركنَ ذلك. في ضحكاتهنّ إصرارٌ على التمسّك بالحياة... ويمضينَ في ممارسة القفز بالحبل.