بنغازي تهوي بـ"أسطورة" حفتر وطموحات داعميه

21 أكتوبر 2014
انتهت أسطورة حفتر التي دامت ستة أشهر (الأناضول)
+ الخط -

على الرغم من محاولة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، منذ الأربعاء الماضي، الدخول إلى مدينة بنغازي، مستخدماً كلّ إمكانات القوات والمليشيات التابعة له، والغطاء الجوي المصري، لكنّه عجز عن السيطرة على أي معسكر أو مقرّ تابع لـ"مجلس شورى ثوار بنغازي"، حتى يبعث رسائل مطمئنة لحلفائه، في الداخل والخارج.

ويبدو أنّ مجلس "شورى الثوار"، نجح بإفقاد مجموعات حفتر توازنها، سواء بالقتل أو العمليات الانتحاريّة، على الرغم من استخدامه لمسلحين مدنيين، تلقوا تدريبات في الخارج على مكافحة الإرهاب، ربيع العام الجاري، ومساندتهم من مليشيات مدنيّة وبقايا قوات الصاعقة، التي خسرت معسكراتها في بنغازي، للسيطرة على بعض الأحياء الشعبية كحي بوهديمة والسرتية والماجوري، والتمهيد لدخول قوات حفتر.

ولم يثمر تحرّك الكتيبة 204 دبابات، والكتيبة 21 مشاة صاعقة، لمحاولة الهيمنة على معسكر 17 فبراير، ولا القصف العنيف الذي شنّته طائرات مصريّة، بمعدل كل ساعة، أو نصف ساعة أحياناً، ودخول قوات مشاة البحرية على خطّ المواجهات الساخنة وتحرّكها باتجاه منطقة سيدي حسين، للسيطرة عليها ليل الأحد الفائت. ولم يتأخر مقاتلو مجلس "شورى ثوار بنغازي" عن صدّ هذه الهجمات كافة.

وبالنظر إلى طبيعة المعركة الحالية في بنغازي، يمكن القول إنّ أربعة عوامل تصبّ في صالح حفتر، وتتمثّل بجبهة داخلية واسعة، انتشرت في أغلب أحياء بنغازي الشعبيّة والمكتظّة بالسكان، وتهديد من جهة جبهة مطار بنينا ومحاورها، وتحرّك آخر ثلاثة معسكرات "الكتيبة 204 دبابات، والكتيبة 21 مشاة، ومشاة القوات البحريّة"، والقصف الجوي المصري العنيف على مواقع مدنيّة وأخرى عسكرية تابعة لمجلس "شورى الثوار"، وممارسته سياسة الأرض المحروقة.

ويثني خبراء عسكريون، متابعون لسير المعارك، على تمكّن قوات مجلس "شورى ثوار بنغازي"، من "التصدّي للصحوات ومجرمي الأحياء الشعبيّة المؤيدين لحفتر، والحفاظ على مرونة حركة القوات في مناطق المواجهات، والحفاظ على حدّ أدنى من الخسائر البشريّة، فضلاً عن توفير خطوط إمداد جيدة". 

وبحسب الخبراء، فإن "قوات مجلس شورى الثوار سوف ترسم أسلوباً عملياتياً تتحرك على أساسه ضدّ المتغيّرات الجديدة في المعركة"، مشيرين إلى "ضرورة خلق خطوط إمداد جديدة لقوات المجلس، وفتح خط ساخن لنقل الجرحى للعلاج في الخارج، كشرط يظهر من خلاله تفوّق قوات المجلس".

ولم تصبّ عملية الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، في صالح التاريخ العسكري للواء حفتر، على الرغم من تسخيره كلّ الإمكانات والقدرات المتاحة له محلياً وإقليمياً، لتكون شاهداً على إنجازه تمهيداً للدخول به إلى سجلّه الخاوي من أي انتصارات عسكرية على مدى عمره العسكري، الذي تجاوز الخمسين عاماً.

[البقية في العربي الجديد الصفحة السادسة]

المساهمون