وجاء في تقرير خاص نشرته الصحيفة، اليوم الأحد، أن بلير حضر الأربعاء الماضي اجتماعاً سرياً مع كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب وزوج ابنته، جاريد كوشنر، لمناقشة الموضوع، والذي سبق للاثنين بحثه في ثلاثة اجتماعات سرية عقداها منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالت "ديلي ميل" إنها علمت من مصادر خاصة أن المباحثات السرية بين بلير وكوشنر تناولت سبل تحقيق ما وصفه ترامب بـ"اتفاق نهائي" للسلام في الشرق الأوسط.
وأثار قرار الرئيس الأميركي تكليف زوج ابنته كوشنر، البالغ من العمر 36 عاماً، مهمة إحياء عملية السلام، والتي انهارت في عام 2014، الدهشة في واشنطن، لا سيما أن كوشنر ليست لديه أي خبرة دبلوماسية، وليست لديه معرفة بشؤون الشرق الأوسط، باستثناء ما يعرفه من خلال نشاطه التجاري والاستثماري مع جهات إسرائيلية، في مقابل عدم وجود أي تعاملات على الإطلاق مع الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إن متحدثاً باسم بلير رفض التعليق على الخبر.
وجاء في تقرير الصحيفة البريطانية أن مصدراً مطلعاً جداً أبلغها أن بلير، والذي يتمتع بخبرة واسعة في مسألة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، بعد أن عمل ثماني سنوات مبعوثاً خاصاً للجنة الرباعية، سيعمل كمستشار خاص لجاريد كوشنر.
واستقال بلير من منصبه كمبعوث خاص للجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط في مايو/ أيار من عام 2015.
وقد تولّى بلير منصبه عام 2007 بوعود كبيرة، إذ كلّف بمهمة تطوير الاقتصاد والمؤسسات الفلسطينية، أو ما عرف بـ"مشروع السلام الاقتصادي"، مقابل تأجيل البحث في القضايا السياسية.
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن سعي بلير للعمل ضمن فريق ترامب يتناقض مع تصريحاته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إذ أعلن عن تأسيس منظمة جديدة بهدف وضع خطط استراتيجية لـ"مكافحة طوفان التيارات الشعبوية"، والتي حقّقت فوزاً في الانتخابات الأميركية، وقبل ذلك في استفتاء "بريكست" البريطاني.
في المقابل، نقلت صحيفة "ذي تلغراف"، عن أندرو بردغين، المتحدث باسم بلير، نفيه ما تناولته صحيفة "الديلي ميل" عن عرض إدارة ترامب على بلير تولي منصب مبعوث خاص لواشنطن في الشرق الوسط.
وقال بردغين إن زيارة بلير لن تتناول هذا الشأن.
وتمكن بلير، خلال تسع سنوات في رئاسة الحكومة البريطانية، من بناء شبكة علاقات واسعة مع سياسيين وصنّاع قرار ومستثمرين ورجال أعمال ومراكز قوى سياسية واقتصادية عبر العالم، كذلك نجح في استثمار هذه العلاقات لمصالحه الخاصة، وبات يشغل إمبراطورية تقدم الاستشارات في السياسة والاقتصاد، وحتى المبادرات الخيرية.
وقد امتدّت إمبراطورية بلير وشركتا "ويند رش" و"فايررش"، إلى جانب "مؤسسة الإيمان" الخيرية، و"مبادرة الحكم في أفريقيا" غير الربحية، إلى نحو 20 بلداً، كما يعمل مستشاراً غير معلن لحكومات وجهات رسمية في مصر ورومانيا وتايلاند وهونغ كونغ والصين.