يقول الباكستاني وسيم أفريدي "ننتظر عيد الميلاد. قد يفتحون حدود بلدانهم". إنه أحد هؤلاء الشبان المهاجرين الذين يعيشون في مستودعات بلغراد، عالقين في هذا الطريق البارد المسدود، لدى توجههم إلى أوروبا.
وتؤكد المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "نحو ألف من المهاجرين ينامون في العراء في وسط المدينة" التي يخيم عليها الشتاء الصربي القارس.
ويقيم عشرات الأفغان والباكستانيين في مستودع قذر غير صحي، بين محطة القطار وورشة شقق فاخرة على مقربة من نهر السافا. وفي الليل، يعانون من درجات الحرارة المتدنية.
ويتابع أفريدي (23 عاما) الذي أتى من مناطق قبلية باكستانية قرب الحدود الأفغانية "الحرارة تتدنى كل يوم". في الصباح الباكر يلفح البرد القارس عيونهم ويؤدي إلى تيبس حلوقهم. ويحرقون ما يستطيعون حرقه بحثا عن التدفئة. والمحظوظون منهم يستخدمون سجادات، أما الآخرون فيعزلون أنفسهم عن الإسمنت البارد بألواح من الكرتون.
يرفض هؤلاء الالتحاق بواحد من المراكز الثلاثة عشر الرسمية التي تؤوي 5300 شخص، كما يقول المتحدث باسم المفوضية الصربية للاجئين، إيفان ميسكوفيتش.
ويقول محمد درويش (17 عاما) من منطقة جلال أباد في أفغانستان، "سيعيدوننا إلى بلغاريا حيث يتعين أيضا دفع أموال" للمهربين. رحلته التي بدأت قبل سنة كلفته سبعة آلاف يورو، أمّنها من بيع أراض عائلية، كما قال. ويؤمن آخرون نفقات الرحلة من بيع المواشي وعائدات الأكشاك.
— MSF Sea (@MSF_Sea) December 7, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويؤكد الأفغاني إحسان الله الذي يناهز الخامسة عشرة من عمره "احتجزونا قرب الحدود، وضربونا وأعادونا"، مشيراً إلى الثقوب في حذائيه. وأضاف أن معاملة الصرب لهم أفضل.
وبدأ آخرون مسيرة يأس تفوق المائة كيلومتر، وهم يحملون يافطات كتب عليها "افتحوا الحدود"، قبل أن يعودوا وقد استبدّ بهم الإرهاق والبرد.
ويؤكد هاشم ضياء الحق (25 عاما) الذي يسافر مع ولديه من شرق أفغانستان، أنه يتعرض للانتقاد لأنه عمل مع مؤسسة تشق الطرق وتتعاون مع غربيين. ويتابع "لا أحد يغادر بلده بلا سبب". ولا تتوافر أي وسيلة للتحقق من هذه القصص التي من شأنها أن تساهم في فتح الطريق أمام اللاجئ.
— MSF Sea (@MSF_Sea) December 7, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
طالب اللجوء هشام ضياء الحق يقول: "لو كان لدي حل لمشاكلي، هل كنت تركت زوجتي وابني الذي يبلغ الرابعة من عمره ووالدتي ووالدي؟". ويرى أن "أوروبا لم تعد كما كانت من قبل. ما هكذا يعامل اللاجئون". وهو يعرف أن شباناً على غرار هؤلاء الذين يمضون يومهم بالتجول في شوارع بلغراد، ليسوا قادرين مثل الأطفال على استدرار عطف الغرب.
ويضيف أن "الهجمات في فرنسا وبلجيكا لم تؤد إلى ترتيب الأمور. نحن عالقون هنا". وبعد أربعة أشهر في بلغراد سيترك كل شيء ويلتحق بمخيم رسمي.
أما الباكستاني محمد خان (23 عاما) فقد وصل في بداية الأسبوع ملفوفا ببطانية، ويختزن في قلبه غضبا متفجرا. يقول وهو طالب يتقن اللغة الإنكليزية إن "الأوروبيين يستطيعون أن يقولوا إنهم مع حقوق الإنسان"، لكن "أين هم في الأماكن التي تكون فيها حقوق الإنسان 5 تحت الصفر، أو ما دون؟". ولم يكشف عن السبب الذي حمله على مغادرة بيشاور. ويؤكد أن "لا أحد يغادر بلده من دون سبب".
(فرانس برس)