بقايا المبيدات تهدّد زراعة المغرب

31 يناير 2020
الحكومة تشدد الرقابة لحماية المنتجات الزراعية (Getty)
+ الخط -
كشف المغرب عن بيانات مقلقة حول حصيلة محاربة المبيدات الزراعية الضارة، في سياق يسعى فيه إلى محاصرتها بعد صدور تقارير تؤكد عدم فعالية المراقبة التي تخضع لها.
وأكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في تقرير حديث عن سحب 48 مبيداً زراعياً من الأسواق تدخل في تركيبتها مواد مخالفة.

وشدد المكتب في تقريره السنوي على أنه قد أُنجز ألفا عملية مراقبة للأسواق الأسبوعية، ما ساعد على حجز وإتلاف 773 وحدة من الأدوية البيطرية مجهولة المصدر.

وتشير التقديرات إلى أن المغرب يستورد ما بين 15,000 و20,000 طن من المبيدات سنوياً، غير أن تلك البيانات لا تسجل كميات أخرى من المبيدات تدخل السوق عبر شبكات التهريب.
وكان تقرير صادر في العام الماضي عن المجلس الأعلى للحسابات، قد لاحظ ضعفاً في مراقبة الخضر والفواكه التي تعرض في السوق المحلية، بينما تخضع المنتجات المعدّة للتصدير للمراقبة من أجل الوقوف على مدى احتوائها على مبيدات ضارة.

ويسجل الخبير الزراعي ياسين أيت عدي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الخضر والفواكه والحوامض الموجهة إلى التصدير تخضع لمراقبة دقيقة في محطات التعبئة من أجل الوقوف على بقايا المبيدات التي في حال اكتشافها يُمنع التصدير.

ويعتبر أن مراقبة بقايا المبيدات في المنتجات الموجهة إلى السوق المحلية شبه منعدمة، حيث يصعب تتبع المنتجات في أسواق الجملة والتجزئة، التي يفترض أن تتولى فيها الجماعات المحلية مراقبة احترام الشروط الصحية.

ويتصور أنه حتى في حال اللجوء إلى المراقبة على مستوى أسواق الجملة، فإن ذلك لا يكون فعالاً بالنظر لقلة أخذ العيّنات وضعف تعميم تلك الممارسة على صعيد البلاد.
ويؤكد منتج الفواكه في منطقة الأطلس الكبير، محمد إد علي لـ"العربي الجديد"، أن قلة من الموزعين والباعة يشغّلون عمالاً مؤهلين ويحترمون شروط السلامة والصحة في أماكن التخزين، وهو وضع يتفاقم بفعل تصريف مبيدات في الأسواق الأسبوعية بالأرياف دون اتخاذ التدابير الوقائية الواجبة.

وطالب رئيس المجلس الأعلى للحسابات، إدريس جطو، الحكومة بتوفير موارد بشرية كافية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية الذي يتولى المراقبة، معتبراً أنه لا يمكن نحو 1775 موظفاً تغطية جميع مناطق المغرب.

ويقول عضو الاتحاد العمالي الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، حسن حوجيب، لـ"العربي الجديد" إنه في منطقة سوس ماسة، التي تعرف بإنتاج الخضر والفواكه، تُعالَج النباتات والأشجار بالمبيدات دون أن تُتخذ التدابير الوقائية التي تراعي صحة العمال الزراعيين وسلامتهم، ما يُنتج أمراضاً جلدية في الكثير من الحالات.
المساهمون