بعد غياب طويل... جيهان عبد العظيم تعتزل الفنّ

25 ابريل 2020
العقد الأول من الألفية شهد ذروة تألقها (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أيام، أعلنت الممثلة السورية جيهان عبد العظيم، اعتزالها الفن بشكل نهائي من خلال منشور على صفحتها الرسمية على "إنستغرام". وقد جاء الخبر غريباً وصادماً بسبب غياب عبد العظيم الطويل عن الشاشة، إذ كان آخر ظهور لها في مسلسل "مذنبون أبرياء" سنة 2016، واقتصر حضورها في المسلسل على أداء شخصية "الدكتورة فنون"، وكانت مساحة هذه الشخصيَّة محدودةً في المسلسل.

وقد كتبت عبد العظيم في منشورها الآتي: "أعلم أن الكثير منكم ينتظر عودتي بفارغ الصبر، ولم أكن أنوي أن أنقل لكم خبر يزعجكم في هذه الأيام. ولكن بعد تفكير مطول اتخذت قرار الاعتزال، وهو قرار فردي نابع مني. أرجو منكم احترام حياتي الشخصية، ودعوني أعيش حياتي الأسرية بسلام وأمان. لن أغلق حساباتي أبداً، وأي شخص يريد متابعتي يتابعني على قناتي التي لن أنقطع عنها أبداً". وتوحي هذه الرسالة المليئة بالمكابرة أن عبد العظيم قررت أخيراً إعلان اعتزالها لحفظ ماء الوجه، ولتُنهي مسيرتها الدرامية الحافلة بالمحطات الغنية، والتي أصابها الخمول في السنوات الأخيرة، بطريقة لائقة. وقد يكون أيضاً لاعتزال عبد العظيم بعدٌ تسويقي، فهي ربما تستثمر الضجة التي سيثيرها إعلانها الاعتزال رسمياً لزيادة عدد المتابعين على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي التي أكدت على استمرار نشاطها وفاعليّتها فيها.



وفي الآونة الأخيرة، حاولت عبد العظيم أن تجذب الأضواء إليها من خلال العديد من التصريحات المثيرة والتي بدت غريبة عنها؛ منها إعلانها الانفصال عن زوجها الكاتب المصري إياد إبراهيم قبل يومين من نشر خبر مضاد. ومنها أيضاً مشاركتها ببعض الحملات السورية "الوطنية" التي انتشرت أخيرًا على وسائل التواصل، إذْ شاركت بحملة "ليرتنا عزتنا" من خلال إعلانها عن استعدادها لبيع فستان فرحها مقابل ليرة سورية واحدة في الأوقات التي انتشرت فيها هذا النوع من المزاودات، وتحديدًا في الشهر الأول من العام الحالي.

ولكن بعيداً عن ممارساتها الغريبة على السوشال ميديا، لا يمكن إنكار قيمة اسم جيهان عبد العظيم في الدراما السورية، رغم أنَّها لم تكن يوماً نجمة صف أول في الدراما السورية، خلال سنوات نشاطها فيها، والتي امتدت ما بين سنة 1993 حتى سنة 2016. وشاركت عبد العظيم في هذه الفترة فيما يزيد عن 75 مسلسلا سورياً، وأدت أدوار بطولة فيما يزيد عن 15 مسلسلاً، منها أدوارٌ محورية.

وكانت بدايتها في مسلسل "الجذور لا تموت" سنة 1993 مع المخرج مأمون البني. ورغم مساحة الدور المحدودة، إلا أن حضور عبد العظيم التي كانت لاتزال دون الخامسة عشرة من عمرها كان لافتاً، لتفتح لها هذه التجربة الباب أمام تجارب أخرى، وتؤدي العديد من الشخصيات الفرعية في مجموعة من أبرز المسلسلات السورية في التسعينيات، حتى وصلت إلى انطلاقتها الحقيقية، في مسلسل "عودة غوار - الأصدقاء" سنة 1998، لتؤدي شخصية "حسنا" التي مهدت لها الطريق لأداء أول دور محوري في مسيرتها سنة 2001 في مسلسل "قوس قزح".

العقد الأول من الألفية الجديدة شهد ذروة تألق جيهان عبد العظيم، واستطاعت أن تحفر لنفسها مكاناً في ذاكرة الجمهور السوري من خلال أداء بعض الشخصيات الهامة، ومن أبرزها: شخصية "رانيا" في مسلسل "ذكريات الزمن القادم" سنة 2003، وشخصية "خلود" في مسلسل "أشواك ناعمة" سنة 2005. وكانت آخر شخصيات عبد العظيم المؤثرة هي شخصية "شيرين" التي أدتها في مسلسل "أيام الدراسة" سنة 2011. ومن بعدها بدأ حضورها على الشاشات يضيق تدريجياً إلى أن تلاشت؛ قبل أن تعلن أخيرًا عن اعتزالها الفن بشكل نهائي، وتفرّغها لحياتها الخاصة.
المساهمون