وقع أكثر من 14 الف بريطاني على عريضة احتجاج موجهة إلى صحيفة "جارديان" بعد نشرها لإعلان يزعم استخدام حركة حماس للأطفال الفلسطينيين كـ"دروع بشرية".
وقال الموقعون على العريضة: إنّ صحيفة "جارديان" تجاهلت نداءات القراء، وتجاهلت موقف الرأي العام البريطاني الذي عبر عن إدانته للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من خلال المسيرات والتظاهرات التي جابت شوارع لندن وغيرها من المدن البريطانية خلال الأسابيع الماضية.
ووصفت العريضة التي وقعت عليها مجموعة من المنظمات الأهلية البريطانية مثل "حملة أوقفوا الحرب" و"حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني" و"المجموعة اليهودية المناهضة للحرب على غزة"، أن ما ورد في الإعلان من مزاعم قدمها، الصهيوني حامل جائزة نوبل للسلام ايلي فايزل، العضو في المجلس الاستشاري لمجموعة "إلاد" للمستوطنين المتدينين المتطرفين، لا يستند إلى أيّ حقائق، بل أنه يجافي الحقيقة التي أكدها مراسل "بي بي سي" جيرمي بوين عندما قال:"خلال وجودي لمدة أسبوع في قطاع غزة، لم أجد أي دليل على استخدام حماس للمدنيين كدروع بشرية".
ونقل موقع "الانتفاضة الإلكترونية" عن أوين جون، أحد كتاب الأعمدة في صحيفة "الجارديان" وصفه للإعلان ب"الخسيس"، وقوله:"نشر هذا الإعلان القاسي والمعادي للفلسطينيين، هو علامة على التحول الذي لوحظ في السياسة التحريرية للصحيفة، وهو الأمر الذي سجله موقع "يهود بلا حدود" عندما اعتبر أن "جارديان" باتت تقف في المعسكر الصهيوني".
وجاء في عريضة الاحتجاج التي أرسلت إلى صحيفة "ذي جارديان": "أن الإعلان الذي نشرته الصحيفة إستفزازي ويجانب الحقيقة، خاصة عندما يتزامن نشره مع مقتل ما يقارب 400 طفل فلسطيني بفعل آلة العدوان الإسرائيلي، وهو الأمر الذي أدانته منظمة العفو الدولية، والتي اعتبرت قصف إسرائيل للمدارس والمستشفيات في قطاع غزة بمثابة جرائم حرب".
وأضافت العريضة:" إن نشر الجارديان لإعلان ، سبق ورفضت نظيرتها "التايمز" نشره يشير الى إنحياز متزايد من قبل الجارديان إلى جانب الإدعاءات الإسرائيلية، خاصة وأن الصحيفة فتحت مؤخرا صفحاتها للكثير من المواد التي تحفل بالإفتراءات التي تصف المناصرين للفلسطينيين ب"معاداة السامية".
وقد حاولت صحيفة "غارديان" التظاهر بالموضوعية، والتوزان في مواجهة حملة الاحتجاج، إذ قامت بنشر نص العريضة في صفحة القراء لعدد اليوم (الثلاثاء) مقرونة بعدد من رسائل القراء التي لا تتفق مع قرار الصحيفة بنشر الإعلان. إحدى القارئات تساءلت في رسالتها "إن كانت الصحيفة ستقبل بنشر إعلان مناصر للفلسطينيين يشبّه جرائم إسرائيل بالجرائم النازية"، وشككت كاتبة الرسالة بإمكانية قبول الصحيفة لنشر رسالة كهذه، رغم إدعائها باحترام حرية التعبير.
قارئ ثان كتب بأنه "لم ير إعلانا سياسيا أكثر كذبا من ذلك الذي نشر مع صورة ايلي ويسل". قارئ آخر وصف نفسه بالمخلص للصحيفة، والمنتظم على شرائها يوميا منذ 25 سنة، قال في رسالته أن نشر الصحيفة لهذا الإعلان المستفز والمليئ بالكذب جعله يقرر التوقف عن شراء الصحيفة.