قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، إنه يأمل في التوصل لاتفاق تجارة حرة كبير مع تركيا وأبدى دعمه لسياسة أنقرة حيال سورية مع سعيه لتعزيز العلاقات مع الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي بعد تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من التكتل.
وقال جونسون في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، وفقاً لرويترز، إن ما يأمله هو اتفاق كبير للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة وتركيا.
وتابع "نحن سنغادر الاتحاد الأوروبي لكننا لن نغادر أوروبا".
وعلى الرغم من أن أنقرة ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي إلا أنها تتطلع للانضمام إليه ولديها اتحاد جمركي مع التكتل.
وجرى اختيار جونسون؛ العمدة السابق للندن والمروج الرئيسي لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من قبل رئيسة الوزراء تيريزا ماي كوزير للخارجية في يوليو/تموز، مما أثار مخاوف بشأن العلاقات مع تركيا.
وفي وقت سابق من العام وصفت صحيفة صباح التركية جونسون بأنه "مناهض لتركيا".
رغبة إيرانية
من جهته أكد الملحق التجاري بالسفارة الإيرانية في أنقرة حامد زادبوم، أنّ البلدين يهدفان لرفع حجم التجارة بينهما، من أجل الوصول إلى اتفاقية تجارة حرة.
وفي كلمة ألقاها خلال ندوة تحت عنوان "العلاقات التجارية بين تركيا وإيران" في مركز الدراسات الإيرانية في العاصمة أنقرة، قال زاديوم، وفقاً للأناضول، "إنَّ مفاوضات تجري مع وزارة الاقتصاد التركية من أجل زيادة عدد المنتجات التي تشملها اتفاقية التجارة التفضيلية بين البلدين"، مشيرا إلى أن الطرفين سيستبدلان هذه الاتفاقية باتفاق تجارة حرة حال تجاوز عدد المنتجات حد 265 منتجا.
وعن الوضع التجاري الحالي بين البلدين، تابع قائلا، "نلاحظ في الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري، ارتفاع الصادرات التركية إلى طهران مقابل انخفاض وارداتها، مبينا أنَّ حجم الواردات التركية من طهران العام الماضي بلغ 6 مليارات و100 مليون دولار أميركي، فيما وصل حجم صادراتها إلى 3 مليارات و700 مليون دولار".
وأعرب زادبوم عن دهشته لعدم وجود اتفاقية تجارة حرة بين البلدين حتى اليوم، وقال "الدول الأوروبية توقع فيما بينها اتفاقيات تجارة حرة حتى ولو كانت بينها حروب دائرة، بينما نحن بلدان مسلمان وتربطنا أواصر ثقافية عدة ولا توجد بيننا اتفاقيات مشابهة".
من جانبه، أفاد رئيس مجلس الأعمال التركي الإيراني، بيلغين أيغول، خلال كلمته في الندوة، بأن أنقرة قادرة على التعاون مع طهران في شتى المجالات بداية من الطاقة وحتى تجارة التجزئة، موضحا أنَّ قرابة 200 مستثمر تركي يعملون حاليا في إيران في قطاعات مختلفة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "السوق الإيراني لا يزال أحد أصعب الأسواق بالمنطقة، لكنه يملك إمكانات هائلة".
واعتبر أيغول، وفقا للأناضول أيضا، أن الهدف المحدد للحجم التجاري بين البلدين 30 مليار دولار أميركي، وقال: "هذا ليس برقم خيالي، بل من الممكن تجاوزه، حال وجود إرادة من الطرفين".
ودخلت اتفاقية التجارة التفضيلية المبرمة بين تركيا وإيران حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني 2015، وفي إطار الاتفاقية، حدث تخفيض بقيمة 40% في نسبة الضرائب المفروضة على 140 منتجاً زراعياً من تركيا، و125 منتجاً صناعياً من إيران؛ أي ما مجموعه 265 منتجاً.
واعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2231 في 14 يوليو/تموز 2015، والذي أقرّ بموجبه الاتفاق الذي أبرم في أوائل الشهر نفسه في فيينا، بين إيران والقوى الدولية (مجموعة 5+1)، ويقضي بتقليص قدرات برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها في هذا الخصوص.